رعد: هربوا السلاح فأسقطوا مؤسسات الدولة وشلوا حكومتها

إعتبر رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أن "الفريق الآخر في لبنان ومنذ كلف الرئيس ميقاتي تشكيل الحكومة قبل سنتين من الآن وهم يحاولون القيام بشتى الوسائل لتحقيق شعارهم المشهور "العبور إلى الدولة"، فلم يكتفوا بنعت الحكومة بأنها حكومة "حزب الله" منذ بداية تشكيلها، ولا بجولات وفودهم على كل الدول العربية والغربية لمحاصرتها ووقف التعامل معها، بل أطلقوا يوم غضب أحرقوا خلاله الدواليب وقطعوا الطرقات واحتلوا الساحات، ثم رفضوا الامتثال للقضاء وطعنوا بصدقية الجيش الوطني ورفضوا دخوله إلى منطقة الشمال وقتلوا ضباطا وجنودا منه، وهتكوا الأجهزة الأمنية والقضائية، وتعلقت التحقيقات بقضتي الباخرة لطف الله 2 ومقتل الضابط بشعلاني، ثم أقاموا معسكرات التدريب للمسلحين الذين عبثوا بسوريا ومؤسساتها وقاموا بتهريب السلاح، والنتيجة كانت عبورهم بلا دولة إلى حيث أسقطوا مؤسساتها وشلوا حكومتها وعطلوا المجلس النيابي والحكومة، وربما إذا أتيح لهم الاستمرار سنصل إلى مرحلة يعطلون فيها دور رئاسة الجمهورية أيضا".

كلام رعد جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه "حزب الله" لمناسبة ذكرى مرور ثلاثة أيام على استشهاد حسن محمد علي دايخ وعلي خليل حيدر في حسينية بلدة جويا، في حضور مسؤول منطقة الجنوب الأولى في "حزب الله" السيد أحمد صفي الدين، ولفيف من علماء الدين، وفاعليات وشخصيات بلدية واختيارية وثقافية واجتماعية، بالإضافة إلى حشد من أهالي البلدة والقرى المجاورة.

وقال رعد: "لطالما حاولنا أن تتبع الحكومة سياسة النأي بالنفس تجاه ما يجري في سوريا حتى لا تدخل المواجهة إلى الداخل اللبناني، لكن ما فعله الفريق الآخر هو أنهم استدرجوا الأزمة إلى لبنان، بالرغم من أننا لا زلنا إلى الآن نحاول محاصرتها عند الحدود السورية اللبنانية، وبالرغم من أننا صبرنا على ممارساتهم على مدى سنتين لم يتوقفوا خلالها من إرسال المسلحين إلى سوريا عبر البقاع وعبر الشمال ليتجمعوا في منطقة ريف القصير، التي يسكنها أكثر من ثلاثين ألف مواطن لبناني يتوزعون على حوالي عشرين قرية، وهؤلاء يحملون الجنسية اللبنانية وليس السورية.
وكما بات الجميع يعلم بأن المسلحين هناك بدأوا بإسقاط النظام السوري ورئيسه من خلال إحراق بيوت هؤلاء الآمنين في قراهم وتدمير مصالحهم والإعتداء على أعراضهم، ما اضطر شباب هذه القرى لأخذ خيار حمل السلاح والدفاع عن أنفسهم. وما فعلناه نحن هو أننا وافقناهم على هذا الخيار وقمنا بتدريبهم وتزويدهم بالسلاح ليكونوا هم أصحاب القرار بالدفاع عن أنفسهم وأهلهم".

أضاف: "بمجرد أن دخلنا عل خط مساعدة هؤلاء انطلقت الصرخات من كل مكان بأن "حزب الله" دخل على خط الأزمة السورية، بينما نحن كنا صامتين عن دخولهم على خط هذه الأزمة بهدف إسقاط النظام منذ أكثر من سنتين، وإن دخولنا كان من أجل أن ننقذ أرواحا بريئة، ونحفظ إنجازات المقاومة التي شرفت العرب والأحرار في العالم، ومن أجل ان نحفظ سلما أهليا داخليا في لبنان".

واعتبر رعد أن "التكفيريين الذين يستخدمون اليوم كأدوات في المشروع الأميركي- الإسرائيلي، والنفطي- العربي من أجل ضرب المقاومة وطعنها في ظهرها، هؤلاء يشكلون خطرا ليس على المقاومة فحسب، بل على أهل السنة قبل أهل الشيعة، فهم يقتلون من السنة أضعاف أضعاف ما يقتلونه من الشيعة، حتى من يختلفون معه في الرأي من أهل السنة، كما أنهم لا يواجهون الشيعة بعنوان أنهم شيعة، إنما لهم خيارات سياسية يستعملون من أجل تحقيقها التحريض باسم التسنن والتكفير والتدين المزعوم ليلهبوا مشاعر وغرائز بقية المسلمين البسطاء علهم يقفون وراءهم ويؤيدون خياراتهم السياسية. لذلك، فإن هؤلاء يشكلون خطرا على الأمة ووجودها وعلى استمرارها ومستقبلها وهم يتكاملون بمشروعهم السياسي مع المشروع الإستكباري والصهيوني الذي يريد السيطرة على الأمة وإخضاعها.
  

السابق
فارس: التغطية السياسية للجيش موجودة باستمرار
التالي
كيف سيرد الغرب على التحيةالإيرانية