الإنتخابات على فوّهة بركان

706 مرشحين، مليارات الليرات لزوم إنجاز العملية الإنتخابية، تعيين هيئة الإشراف على العملية الإنتخابية، ولكن هل ستجري الإنتخابات؟
المواعيد تحددت، وزير الداخلية مروان شربل يَجزُم بأنه قادِر على إنجاز العملية الإنتخابية في السادس عشر من حزيران، فما الذي يحول دون إنجازها إذاً؟

أغرب المفارقات انه في الوقت الذي كانت فيه حكومة تصريف الأعمال تعقد جلسةً لتعيين هيئة الإشراف على الإنتخابات وصرف الإعتمادات اللازمة لإنجاز العملية الإنتخابية، ووزارة الداخلية تستقبل المرشحين حتى منتصف ليل الإثنين الثلاثاء، كانت المشاورات تتكثَّف بين الأقطاب والكتل للتوافق على التمديد فيما بقيت العقدة الأساسية مدة هذا التمديد:
فالرئيس نبيه بري كان يقود المشاورات للتمديد لسنة ونصف سنة، وهذا الخيار يسير فيه النائب وليد جنبلاط أيضاً، كما ان تيار المستقبل ليس بعيداً عنه، لكن العقدة في مكان آخر، فرئيس الجمهورية يرفض تمديداً لأكثر من ستة أشهر تحت طائلة الطعن به، كما انه في حال انتهاء الدورة العادية لمجلس النواب في منتصف ليل الجمعة، أي في الحادي والثلاثين من أيار الحالي، فإنه سيرفض توقيع مرسوم فتح دورة إستثنائية للمصادقة على التمديد.

إذاً، أربعة أيام ثقيلة وعصيبة ومتسارعة، فعلى ماذا سيستفيق اللبنانيون صباح السبت؟
هل على السباق إلى الإنتخابات يوم السادس عشر من حزيران؟
أم على التمديد للمجلس الحالي ستة أشهر؟
أم أكثر من ذلك؟
الإجابة قد تتوافر غداً الخميس، فإذا ما دعا رئيس المجلس إلى الجلسة فهذا يعني ان "طبخة التمديد تكون قد نضجت"، وما لم يتحقق هذا النضوج فإنه يُخشى أن تتم مطالبات بوضع قانون اللقاء الأرثوذكسي أو القانون المختلط على جدول الأعمال. لكن رئيس المجلس يعرف اتجاه الريح وهو لهذا السبب فإنه سيُحدِّد بوصلة الجلسة إذا انعقدت.

بالمناسبة، أين أصبح تشكيل الحكومة؟
الجواب الأكثر صراحةً هو "الضياع"، فبعد أيام قليلة يكون قد مرَّ شهران على التكليف، ويبدو الرئيس المكلَّف الذي اطفأ محركاته يُعدُّ الأيام، فماذا سيفعل حين يتأكد التمديد للمجلس؟
الرئيس المكلَّف خَسِر إمكان الترشُّح فيما الرئيس ميقاتي أعلن ترشحه، فكيف سيتم التوفيق بين رئيس حكومة تصريف أعمال مرشَّح، ورئيس مكلَّف غير مرشَّح؟
هذا جزءٌ من الضياع.

كل ما سبق في كفة والإضطرابات الأمنية في كفة أخرى:
من حادثة إطلاق الصواريخ من الجبل على الضاحية الجنوبية، إلى حادثة استشهاد العسكريين في عرسال، إلى التدهور المتمادي في طرابلس، إلى معارك القصير وارتداداتها اللبنانية، فأي إنتخابات في ظل هذه الرمال المتحركِّة أو البراكين الثائرة؟

السابق
الورقة العربية ـ التركية إلى جنيف 2
التالي
أحمر الشفاة يسبب الغباء!