استنكار الاعتداء على الجيش.. والحسرة لا يشعر بها سوى الاهالي

تعدّدت "السيناريوات" والخلفيات ولكن النتيجة واحدة. عرسال في قلب المشهد المستمر بإستهداف الجيش اللبناني إن لفظيا من خلال نوابه، او عسكريا عبر إطلاق النار على حواجز تابعة للجيش، ما ادى الى استشهاد 3 جنود بنيران مجموعة فرّت الى داخل الاراضي السورية المتاخمة.
وفي هذا الاطار، توجه الرئيس ميشال سليمان، ومعه وزير الدفاع فايز غصن وقائد الجيش جان قهوجي، الى عرسال لتفقد مكان الاعتداء على الجيش.

3 عسكريين جدد أضيفوا امس إلى لائحة "شهداء الجيش" الذين نعتهم القيادة وشيعتهم بلداتهم التي لفها الحزن والغضب، على وقع المطالب بمعرفة الجناة وسوقهم للعدالة.
وقد ودع الاهالي شهدائهم، فالمجند الشهيد علي عدنان منذر، شيّع في حيّ الجامع في رياق، وكان غارقا بين لوعة ام تضم قميص وحيدها وتخاطبه: "احترق قلبي يا امي، يا وحيدي، يا سند شقيقاتك"، وغضب جارف يبحث عن متنفس له.
وبموكب مهيب وحضور شعبي ودعت بلدة برقايل_عكار الجندي الشهيد محمد رضوان شرف الدين. وأمَّ المصلين في مسجد البلدة الشيخ زيد زكريا الذي ألقى كلمة توجه فيها بالتعزية من عائلة الشهيد وأهل البلدة والمؤسسة العسكرية وقال: "نريد الدولة وغيرنا يريد الاحزاب. نريد الشرعية وغيرنا يريد الميليشيات".

وعليه دان قهوجي الحادث الآثم الذي تعرض له الجيش. وقال: "يحاول البعض تعميمها على المناخ اليومي اللبناني، لكن الرد سيكون ببذل المزيد من التضحيات، والاصرار على ملاحقة القتلة المجرمين ومن يقف خلفهم، حتى إلقاء القبض عليهم وتقديمهم الى العدالة".
ولفت قهوجي الى أن "المؤسسة العسكرية تدرك تماما خطورة أوضاعنا الداخلية، وتشابك حقول الألغام في مدننا وقرانا، وهي لن تسكت على استهدافها الذي يشكل استهدافا للبنان بأسره، بأبنائه وترابه، برسالته ووحدته، وأنتم بإخلاصكم وقدرتكم على تخطي الجراح والطعنات في الخصر، ستكونون الدروع الواقية من غدر المجرمين، يتقدمكم الجيش الذي لن يدخر جهدا أو تضحية حفاظا على سلامة الوطن وكرامة شعبه".

هذا، واطلع سليمان من قهوجي على تفاصيل العملية، وإعتبر أن هذا "العمل هو حلقة في سلسلة إرهابية إجرامية تسعى الى الفتنة في البلاد، والاعتداء على عناصر الجيش، الذي يعمل جاهداً وبقوة في وجه هذه الفتنة" .
ودعا الرئيس سليمان الى تكثيف التحريات لمعرفة الفاعلين واعتقالهم، وطلب الضرب بيد من حديد كل من تسوّل له نفسه الاعتداء على الجيش والقوى الامنية، والعمل على زعزعة السلم الاهلي وزرع الفتنة المرفوضة من جميع اللبنانيين.

السابق
إنهم يحفرون القبور في لبنان
التالي
من القاتل الحقيقي للعسكريين في عرسال