ملاحظات على خطاب قائد الثلة!

أخيرا، اعترف حسن نصر الله بالجريمة التي يعرفها كل الناس والمتمثلة في إرسال (ثلة قليلة) من مقاتلي حزب الله للدفاع عن كرسي بشار الأسد، وقال في ثنايا خطاب الاعتراف المشين إن المقدمات الخاطئة تقود إلى نتائج خاطئة، وهذا ما سوف يثبته التاريخ، فخروج هذه الثلة من لبنان إلى سوريا سوف يدمر البلدين الشقيقين، ويشعل الحروب الطائفية في كل المنطقة، فيسهل على أعداء العرب تقاسم (الثلل) المتناحرة في بلاد الشام، وتحويل واحدة من أقدم المناطق التي استوطنها الإنسان إلى ساحة مفتوحة للتخلص من الإنسانية يذبح البشر فيها على الهوية!.
**
قال نصر الله إن التكفيريين يحاربون الماضي، ونحن نوافقه على ذلك، ولكنه أشار في لحظة غفلة إلى أن هذا الماضي المتعدد بقي كما هو لمئات السنين تحت ظل (الحكومات السنية)!.. فلماذا يضيع هذا الماضي اليوم تحت إدارة الحكومات (غير السنية) في العراق وسوريا؟!.. الجواب بسيط: وهو أن التكفيريين يحاربون الماضي، بينما إيران والأسد وحزب الله يحاربون المستقبل!.
**
أكد نصر الله بنبرة تعلوها الحماسة المصطنعة أن حزب الله لا يمكن أن يقف في جبهة تقف فيها أمريكا وإسرائيل ونابشو القبور، بل سيقف في (الجبهة الأخرى) دون أن يسمي أطراف هذه الجبهة الأخرى.. حسنا سوف نختصر الطريق عليه ونقول إن الجبهة الأخرى يوجد فيها بشار الأسد قاتل الأطفال، وإيران التي قمعت شعبها كي يرضخ لولاية الفقيه، وروسيا، وكل متعصب يحفر القبور للأحياء تحت شعار حماية قبور الأموات!.
**
ما الذي يجبر حزب الله أصلا على الوقوف في إحدى الجبهتين؟، لماذا لا يعود أفراد الثلة إلى لبنان ويساهمون في بناء بلدهم الذي أصبح الناس فيه يعيشون على حافة الهاوية (كرمال) كرسي الأسد؟.
**
قال نصر الله إن المجموعات المسلحة التي تقاتل في سوريا هي امتداد لدولة العراق الإسلامية، حسنا من الذي ساهم في صناعة تلك الدولة الإرهابية ألم يذهب مقاتلوها إلى العراق عبر الحدود السورية، وبرعاية مخابرات الأسد؟.. طباخ السم يذوقه أو بصورة أدق: طباخ السم يحاول أن يوزعه على الجميع بعد أن تمكن السم منه!.
**
السني أو الشيعي الذي سوف يقتل في هذه الحروب العبثية هو في أول الأمر وآخره إنسان لديه أطفال وأحلام، وبدلا من أن يفخر نصر الله بأنه بكلمتين فقط يستطيع إرسال آلاف المقاتلين إلى سوريا، فإن الواجب العربي (لا الإيراني ولا الصهيوني) يحتم عليه أن ينطق بكلمتين فقط تعيد أفراد هذه الثلة من حيث جاءت كي لا يمتد الحريق الطائفي المدمر في سائر ديار العرب.  

السابق
هل الصلاة الموحدة ستنهي الفتنة في المنطقة؟
التالي
نصرالله.. لبناني أم فارسي؟!