جنبلاط يدعو لحماية مفهوم الدولة فعلا لا قولا

دعا رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط إلى حماية مفهوم الدولة فعلاً لا قولاً، موضحا أنّ "لا بديل للبنانيين جميعا عن الدولة على عكس كل المراهنات السياسيّة وغير السياسيّة من هذا الطرف أو ذاك، وبالنظر إلى الرياح العاتية التي تهب على المنطقة برمتها"، موضحا أنّ الدولة هي الملاذ الوحيد الذي يستطيع مختلف الفرقاء اللجوء إليه بعيداً عن سلوكيات الاستفزاز والشحن والتوتر الذي يستدعي الفتنة والتناحر ويؤدي إلى الويلات على كل المستويات".
وفي موقفه الأسبوعي لصحيفة "الأنباء" الصادرة عن "الحزب التقدّمي الاشتراكي"، أشار جنبلاط إلى أنّ حجم التطورات الاقليميّة لا سيما ما يتعلق بالأزمة السوريّة الآخذة في الاستفحال والتفجر بشكل غير مسبوق يحتّم على اللبنانيين التحلي بمستويات عالية من العقلانية والهدوء والصبر لتلافي الانتقال الكامل للمفاعيل السلبية لهذا الصراع إلى داخل لبنان، وهذا ما يتطلب الابتعاد عن التهور والتسرع والاقتراب أكثر فأكثر من مشروع الدولة الكفيلة وحدها بتبديد هواجس الأطراف المختلفة.
واعتبر جنبلاط، انطلاقا من ذلك، أنّ الركون إلى الدولة ومؤسساتها وأجهزتها القضائية والامنية هو الخيار الوحيد الذي يمكن من خلاله ضبط أي أحداث مخلة بالأمن والسلم الأهلي أسوةً بما حدث في اليومين الماضيين بإطلاق الصاروخين بإتجاه الضاحية الجنوبية. وإذ وصف هذه الحادثة بالعمل التخريبي، أكد موقفه الثابت لناحية المتابعة مع الأجهزة المختصة لتوقيف المتورطين فيه وسوقهم إلى العدالة، مشدّدا في الوقت عينه على أنه سوف يستمرّ بالتواصل السياسي مع مختلف الجهات في المنطقة بما يحفظ الاستقرار والهدوء.
ورأى أنّ حماية مفهوم الدولة فعلاً لا قولاً ومؤسساتها وفي طليعتها الجيش اللبناني الذي يقوم بمهمات كبيرة على المستوى الوطني رغم محدودية إمكانياته تتطلب إلتفافاً من كل الأطراف السياسية، "فبقدر ما نجتمع حول الدولة ومؤسساتها بقدر ما نوفر الحماية ولو بالحد الأدنى للبنان، وبقدر ما نبتعد عنها بقدر ما نعرض لبنان للمزيد من الأخطار والمشاكل والصعوبات سياسياً وأمنياً وإقتصادياً وإجتماعياً".
وخلص جنبلاط إلى أنّ "من حق اللبنانيين أن يرتاحوا من الخطب النارية والمواقف الصاخبة التي من شأنها تأجيج النيران المستعرة من كل حدب وصوب وإغراق لبنان الذي دفع الأثمان الباهظة طوال عقود في صراعات لا قدرة له على إحتمالها أو مواجهة تداعياتها السلبية"، مطالبا بوقفة مع الذات والضمير "كي لا يقع لبنان مرة أخرى فريسة النزاعات الاقليمية ويتحول اللبنانيون مجدداً إلى أدوات صغيرة في حروب الكبار".

السابق
حمدان يشدد على الدور الصيني في مساندة القضايا المحقّة في العالم
التالي
ابادي: نهج المقاومة فرض نفسه كخيار إستراتيجي وحيد لتحرير الارض