التمديد هذا الأسبوع… لسنة ونصف سنة والاحتدام المذهبي بلغ الضاحية

سباق محموم بين السياسة والامن، ومساع لتخفيف الاحتقان قبل الانفجار الكبير الذي تجهد جهات عدة لابعاده عن الساحة اللبنانية، فيما شبحه يخيم على الاجواء من طرابلس الى صيدا مرورا بالقرى الحدودية مع سوريا، وصولا الى الصاروخين اللذين بلغا امس حدود العاصمة بيروت من بوابة الضاحية الجنوبية في منطقة الشياح.

وأشارت مصادر مطلعة لـ"النهار" الى ان اتصالات أمس افضت الى رفع اسهم الاتجاه الى التمديد لمجلس النواب، بعدما ارتفع منسوب المخاوف من اتساع الاضطرابات الامنية عقب سقوط الصاروخين وتعطل ثالث، علما ان علامات ريبة كثيرة احاطت بهذا الحادث سواء أكان مرتبطا بالازمة الانتخابية الداخلية ام بذيول تورط "حزب الله" في معارك القصير، وما اثاره خطاب امينه العام السيد حسن نصرالله من تداعيات اضافية تنذر باحتدام مذهبي واقليمي واسع النطاق. وأوضحت المصادر ان اتصالات الساعات الاخيرة كانت تتمحور على التمديد للمجلس سنة ونصف سنة. وكشفت ان اتصالا تم في هذا السياق بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بعد ظهر امس، سبق زيارة العماد ميشال عون لبكركي وجاء غداة اللقاء الذي عقده في بكركي الراعي ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع.

وعلمت "النهار" ان البطريرك الراعي سيلتقي اليوم في قصر بعبدا الرئيس ميشال سليمان قبيل انعقاد الجلسة الاستثنائية لمجلس الوزراء بعد الظهر، والتي سيكون على جدول اعمالها تعيين الهيئة المشرفة على الانتخابات، واقرار التمويل اللازم لعمليات الاقتراع، ورمي كرة اقتراع المغتربين الى مجلس النواب لايجاد حل لهذه المعضلة التي أدى خطأ في نص القانون الى حرمان نحو 10 آلاف لبناني مسجل حقهم في الاقتراع.

وخلال الجلسة العامة التي سيوجه الرئيس بري اليوم او غدا الدعوة الى عقدها قبل نهاية الاسبوع الجاري، سيجد مجلس النواب نفسه عاجزا عن اجراء تعديل قانوني والعمل بموجبه في الفترة المتبقية ، فيلجأ الى طلب التمديد للمجلس.

وقال رئيس المجلس امس لمحدثيه إن مسار الجلسة هو التمديد لسنة ونصف سنة او سنتين "اما اذا حسمت المناقشات في الجلسة لمصلحة قانون الستين، فانا جاهز".

وأكد النائب وليد جنبلاط مشاركة وزراء "جبهة النضال الوطني" في جلسة اليوم "على قاعدة نعم للتمديد، لا للارثوذكسي". وقال بعد اجتماعه بـ"الخليلين" ممثلي "حزب الله" وحركة "امل"، إن ثمة حاجة الى تمديد تتجاوز مدته الاشهر الستة في ظل التطورات والوضع الامني. وأعلن انه اتصل بالرئيس سعد الحريري "وكان نقاش في مدة التمديد". وكان الحريري اتصل ببري ايضا امس.

وأشارت المصادر المطلعة الى ان النائب ميشال عون يشكل العقبة الاخيرة امام الاتفاق وشرطه عدم ربط التمديد بتمديد مماثل لرئيس الجمهورية وقائد الجيش.

الأمن
امنياً، شكلت حادثة اطلاق الصاروخين على الضاحية الجنوبية من منطقة عيتات القريبة من عاليه ردا على "حزب الله" بعد اقل من 12 ساعة من تأكيد السيد حسن نصرالله استمرار حزبه في المشاركة في معارك سوريا، واعتباره إياها "حماية لظهر المقاومة". وقال مصدر عسكري لـ"النهار" إن الحادث خطر جدا، لكنه لا ينذر بفتنة او حرب. إلا أن الخطورة الحقيقية تكمن في تكراره من دون القدرة على الضبط، خصوصا ان حادث أمس حصل في وقت مبكر من صباح أحد، مما حال دون وقوع خسائر في الارواح.

وساد ارتباك اوساط المعارضة السورية في التعامل مع الحدث، اذ اعتبر امين سر "الجيش السوري الحر" عمار الواوي ان ما حصل "مجرد انذار، وانه ستكون هناك تداعيات اضافية على بيروت وطرابلس والمطار"، فيما نفى رئيس هيئة الاركان في "الجيش السوري الحر" اللواء سليم ادريس اطلاق الصاروخين، كما نفى علاقة "الحر" بهذه العملية.

وشمالاً اجريت عملية تجميل موقتة في طرابلس حيث انتشرت قوة من الجيش على خط التماس في شارع سوريا. لكن متابعين لمسار الاشتباكات والمفاوضات مع ما يسمى "قادة المحاور" شككت لـ"النهار" في امكان سريان الهدوء وضبط الوضع المفتوح على الازمة السورية.

  

السابق
سقوط صاروخي غراد في مار مخايل ومارون مسك.. ما ادى الى وقوع 4 جرحى
التالي
السفير: استهداف الضاحية يجمع الخائفين من الفتنة