أسير المقابر يهلوس!

مرة جديدة تجاوزت صيدا قطوعاً أمنياً كاد يدخل المدينة في نفق المجهول. فمشهد منع الشيخ أحمد الأسير وجماعته المسلّحة «دفن شبيح حزب ايران في مقبرة السنّة»، كما أعلن، (منع تشييع شهيد «حزب الله» صالح الصباغ الذي قضى في القصير في مقبرة السنّة) لم يكن قد غاب عن البال، حتى كاد الإشكال الذي وقع بين أنصار الأسير و«سرايا المقاومة اللبنانية» التابعة لـ«حزب الله»، أن يطلق شرارة الفتنة من جديد.
الإشكال بدأ حين أقدمت مجموعات مسلّحة واخرى غير مسلّحة تابعة للأسير على محاصرة مسؤول سرايا المقاومة في صيدا هلال حمود أثناء زيارته منزل والدته في عبرا (شرق صيدا) وعدم السماح له بمغادرة المنزل إلا بعد مفاوضات شاقة استمرت من السابعة من مساء السبت وحتى العاشرة ليلا.
واستدعت المفاوضات تدخل وزير الداخلية مروان شربل وعدد من المسؤولين الأمنيين والعسكريين ولم تنته إلا بعد قيام الجيش بإخراج حمود من منزل والدته عبر ناقلة جند للجيش، وبدا حمود من بعيد وكأنه مكبّل اليدين وسط صيحات التكبير من أنصار الأسير حيث تم نقله الى نقطة عسكرية ومن ثم تم الإفراج عنه.
وأفاد المكتب الاعلامي للاسير بأن حمود أطلق النار ابتهاجا خلال ظهور السيد حسن نصرالله على شاشات التلفزة، ما أدى الى إصابة أحد عناصر الأسير بقدمه ويدعى نور حجازي ونقله للمستشفى للمعالجة. فيما أفادت معلومات موثوقة بأن الأسير سعى للترويج لمعلومات مفادها أن حمود أطلق النار باتجاه «مسجد بلال بن رباح»، لكن الوقائع أثبتت عدم صحة ذلك.
وعلى الاثر استنفر الأسير أنصاره ودعاهم للحضور سريعا الى المسجد «خشية تعرّضه لهجوم»، كما قال. وتردّدت معلومات عن انتشار مسلح لأنصار الأسير، إضافة الى تعرّض المنزل الذي كان فيه حمود لإطلاق رشقات نارية.
ومساء أمس، أشار الأسير في بيان، إلى أنه «رصدت تحركات مريبة في المنطقة الحرجية المقابلة للمسجد في عبرا»، لافتاً الانتباه إلى أنه «جولة ميدانية لمعاينة المكان، تبيّن أن عدداً من المغاور يتم توسيعها وتجهيزها، لتكون نقاط مراقبة وإسناد عسكري لعملية أمنية قد تستهدف الأسير وأنصاره والمسجد».
وبينما استنكر «التنظيم الشعبي الناصري» إقدام مسلحي الأسير «على استفزاز الجيش وترويع المواطنين وممارسة العنتريات الى حدّ تهديد المدعو فضل شاكر بإحراق مبنى سكني في المنطقة بمن فيه»، أشار الى أنه «إذا كانت الاتصالات قد نجحت في تهدئة الوضع هذه المرة، إلا انها قد لا تنجح كل مرة. والمثل يقول: مش كل مرة بتسلم الجرة».
كما أجرى الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد سلسلة من الاتصالات لنزع فتيل التفجير.
وفي السياق نفسه، شنّ سعد هجوماً على نائبي المدينة فؤاد السنيورة وبهية الحريري منتقدا «سكوت المفتيين المكلف والممدّد له مما يجري في المدينة باسم الدين، والفعاليات لصمتها عما يجري ويحضّر لصيدا ويراد لها أن تكون بوابة لضرب المقاومة الوطنية خدمة لأمن إسرائيل».  

السابق
سوريا من حيث المبدأ ستحضر محادثات جنيف 2
التالي
أطفال عين الحلوة: أين نلعب؟