الحنين الى الماضي سكن الجلسة التي جمعت كارلوس إده، أمس، بعدد من الإعلاميين. اسم «آل إده» كاد أن يكون الحاضر الوحيد. منزل «العميد» في جوار حديقة الصنائع ينطق تاريخا من «الآدمية» والمواقف الوطنية التي استلهمها الضيوف لدى مضيفهم.
أمام لوحة زيتية يتجاوز عمرها المئة عام، تحدث كارلوس في الحاضر واليوميات. باسم «المواطن العادي» يعتبر ان «الأوضاع في البلد غير مطمئنة». برأيه، الأمور «تتجه الى المزيد من التطرف في المواقف إذا ما ركزنا المكبر في المشهد العام على ما يحصل في القصير».
في الانتخابات، «الخلل يكمن في النظام» يقول اده، «فلا يمكن للانتخابات ان تتم إلا عبر اللوائح وليس الأشخاص بالإضافة الى ان الوضع الديموغرافي تغير وبالتالي يجب ان يتم الانتخاب وفق مكان السكن وليس مسقط الرأس». يؤيد إده نظام الدائرة الفردية لكنه يقول «عندما عرضت المسألة على الطبقة السياسية رفضت لأنها تتصل بالمواطنين ليس من خلال التمثيل الصحيح وانما عبر تطبيق مبدأ الزبائنية».
لا يعلم «العميد» المدني الى أين ستسير الأمور في مجلس النواب. لكنه يقول: «لن تشكل هذه الانتخابات أي حالة جديدة أيا كانت النتائج الى حين يأتي الفرج من خلال قانون يتيح الانتخاب للأشخاص وليس اللوائح ويقضي بالانتخاب بحسب مكان السكن».
بين «قانون الستين» و«القانون المختلط»، يرى اده ان الثاني «أسوأ من الأول». هل يعني ذلك أنك ستتقدم بترشيحك؟ يجيب: «القانون الحالي لا يشجعني على الترشح». الجواب فهم بأنه عزوف عن خوض الانتخابات. لكن عميد «الكتلة الوطنية» ينفي ذلك ويقول لـ«السفير» إن «فريق 14 آذار» يشجعه على الترشح. «وإذا قررت خوض المعركة، فذلك لن يكون في جبيل وانما في كسروان».
على أبواب انتخابات تبدو مفتوحة على كل الاحتمالات، يبدو كارلوس اده عازما على التقرب أكثر من الضوء. عندما تسأل أحد المارة في منطقة الصنايع عن منزل العميد إده يأتي من يجيبك: «أظن أنه مهجور ولا يسكنه أحد حاليا».
في أثناء الجلسة مع «العميد»، يوزع المسؤول الإعلامي جيرار ياغي على الزملاء نسخة من توضيح عنوانه «ملخص للنزاع المتعلق بالعقار الرقم 97 في عانا البقاع الغربي». يعلق قائلا: «أستغرب كيف أصبح إمضاء وزير طاقة أهم من قرار مجلس الشورى». يحلو للبعض ان يستنجد بموقف للعماد ميشال عون. يردّد كارلوس: «العماد عون خبير في شرذمة الصف المسيحي».
