شربل: انتظار ربع الساعة الأخير عند كل استحقاق نيابي لا يبنى دولة

أقامت رابطة مختاري لبنان احتفالا في وزارة الداخلية، تكريما لجهود وزير الداخلية والبلديات مروان شربل، شارك فيه مجلس ادارة المؤسسة العامة للصندوق التعاوني لمختاري لبنان ورؤساء روابط مخاتير الأقضية.

غلام
بداية ألقى رئيس الرابطة بشاره غلام كلمة أعرب فيها باسم المختارين عن "تقديرهم لما قام به الوزير شربل من جهد لمساعدة المخاتير في انشاء المؤسسة التعاونية لتسهيل أمورهم في الادارات العامة"، مشيرا الى "أن الرابطة تكرم للمرة الاولى وزير داخلية على هذا المستوى، ولا سيما أن الرابطة لا يمكنها أن تتغاضى عن عطاءاته لحفظ موقع المختار وتوفير مستقبل لائق به"، متمنيا "بقاء الوزير شربل على رأس وزارة الداخلية في التشكيلة الجديدة للحكومة نظرا الى الخدمات الجليلة التي أنجزها في الوزارة ولا سيما المتصلة بالمختارين".

شربل
وألقى شربل كلمة شكر في مستهلها المبادرة واعتبر "هذا التكريم تجسيدا للتلاقي الصادق مع من هم الأكثر تمثيلا للناس، الذين انتخبهم من عرفهم وقدر فيهم روح العطاء والتضحية من أجل الخدمة العامة".

وقال: "إنه تكريم للبنان وليس فقط لوزير يعمل في خدمة لبنان، لبنان الانسان ولبنان الدولة. هذا التكريم الذي أرادته رابطة المختارين التي يرأسها بجدارة "مختار المخاتير" بشاره غلام الذي كرس وقته للخدمة العامة والشأن العام، فاختير متقدما بين متساوين يتفانون جميعا لحفظ كرامة المختار، وموقعه التمثيلي، ويجهدون لأجل تعزيز وضعه الاجتماعي، كيف لا وهو المؤتمن على دور شيخ الصلح، وقد حمله ناخبوه مهمة المحافظة على روح الالفة والمودة، والتشجيع على المصالحات المناطقية في زمن الانقسامات الطائفية والمذهبية البغيضة التي تعصف بوطننا؟ ولا أخفيكم سروري بما قامت وتقوم به الرابطة في هذا المجال، والذي يشهد على نجاحها في إعطاء صورة للبناننا الجميل".

أضاف: "لحظة أعربتم عن رغبتكم في تكريمي، إستوقفني الدور المهم للمختار في بناء مجتمع متماسك تغيب عنه النزاعات، وعدت بالذاكرة الى خطة الجنرال ديغول يوم أراد أن يعيد تنظيم الدولة الفرنسية، فاعتمد نظاما اصلاحيا فريدا من نوعه يقوم على سلطة الهيئات البلدية والاختيارية، واشترط على كل طامح الى مركز المسؤولية، إن كان وزيرا أو نائبا أو مديرا عاما، أن يكون مارس الشأن العام قبلا في البلدية أو المخترة، وأيده في هذا الاصلاح السياسي اليسار واليمين في فرنسا، فارتوى الديغوليون والاشتراكيون والشيوعيون رغم اختلاف مشاربهم الفكرية، من بئر واحدة هي سلطة الدولة الفرنسية، ذلك أن بناء الطبقة السياسية كما أرادها جنرال فرنسا العظيم أريد لها ان تبدأ بمختار ناجح ورئيس بلدية متفان في خدمة الناس".

وتابع: "إن المختار يرافق المواطن من مهده الى لحده، من عنده وثيقة الولادة، وبيده يكتب وثيقة الوفاة، وهو صلة الوصل بين الدولة وأبناء مجتمعه، الذي يسعى ليؤمن لهم الخدمات، وهو يقف على حاجاتهم وهمومهم الحياتية، ويلعب دورا رياديا في مجال تعزيز السلم الاهلي انطلاقا من قدرته على القيام بدور الوسيط الذي تميز به تاريخيا على المستوى المحلي، وعلى همته يقع تنفيس الاحتقان وحل النزاعات وتعزيز ثقافة الحوار والالفة والتسامح في مجتمعه، وبالتالي إرساء تنمية حقيقية بعيدا عن الخلافات السياسية".

وختم مخاطبا المختارين: "إن لبنان يذهب الى الدولة بكم ومعكم، بإخلاصكم تقوم الدولة وأنا واحد في رحابها، وبوفائكم للناس تقوم طبقة سياسية منذورة لخدمة الناس، وهذه هي لحمة السلم الاهلي وعنوان الدولة الحديثة، ومن أجل ذلك نرفع تحية صادقة الى لبنان لتكون فيه دولة صادقة ووفية مع الناس".

وأكد أن "الوحدة الوطنية والديموقراطية هما من المقدسات، ولا مجال للتفريط بهما، وان الحوار وحده يحفظ الوحدة والاستقرار لعبور ما يواجهنا من تحديات واستحقاقات واستهدافات في ضوء المخاطر التي تهددنا"، مشددا على أن "النمو والازدهار لا يحتملان انتظار تصريف الاعمال، والاستقرار لا يحتمل أيضا الانتظار طويلا للاتفاق على الحصص والأوزان والاسماء لتشكيل الحكومة العتيدة، وان انتظار ربع الساعة الاخير عند كل استحقاق نيابي لا يبني الدولة التي ننشدها ولا خير منه يرتجى".

وبعد تبادل الدروع، أوضح شربل ردا على سؤال يتعلق بالانتخابات النيابية "أن الوزارة أنجزت كل التحضيرات المتعلقة بها لاجراء الانتخابات، إلا أن استكمالها يتطلب قيام بعض الوزارات بالتحضيرات المطلوبة منها لاتمام العملية الانتخابية، اضافة الى اصدار مرسيم انشاء هيئة الاشراف على الانتخابات واقرار الاعتمادات المالية وتأليف لجان القيد وتحديد سقف الانفاق الانتخابي، ولا سيما القسم المتحرك المرتبط بعدد الناخبين في الدائرة الانتخابية".

ولفت الى أن "وزارة الداخلية أنجزت لوائح الشطب المتعلقة في اقتراع اللبنانيين غير المقيمين على الاراضي اللبناني"، مشيرا الى أن عدد الراغبين في الاقتراع تقلص بسبب المادة 107 التي تنص على أن عدد المسجلين في الدائرة الانتخابية الواحدة لا يجوز ان يقل عن 200 ناخب، إلا أن المهم يبقى إجراء انتخابات للمغتربين للمرة الأولى على أمل تحسين هذه المواد".
  

السابق
الحريري: حرصاء على استقرار صيدا وعدم السماح بأي فلتان أمني
التالي
البطريرك الراعي: قيمة المسيحيين أنهم يملكون رأيا حرا والخلاف أمر طبيعي