“تكريس الطائفية” حملة هدفها الصدمة الايجابية

انطلقت قبل مدة حملة وقائية سمت نفسها "تكريس الطائفية" والهدف طبعاً مناقض للتسمية لكن الحملة انطفأت قبل ان ترى النور. انتهت صلاحيتها… واستمرت الطائفية مستعرة.

بعيداً من عنوانها الاستهزائي، الذي يجذب تلك الفئة من المجتمع الشديدة الثقة بعلمانيتها، لا تقدم حملة "تكريس الطائفية" اي جديد. التصقت، كما سابقاتها، بأخطاء لا تساعد في توسيع رقعة الاستقطاب. من الجامعة اللبنانية في الحدث، انطلقت الحملة، التي عملت بطريقة معاكسة، اذ هي تهدف اساساً الى التوعية على اخطار الاستقطاب والفرز الطائفي الذي يعيشه البلد، لكنها، عملياً، تظهر بمظهر المبالغ في التعصب الطائفي، وتسعى الى اظهار المجتمع في حال وصوله الى ذروة الانقسام، ربما للتخويف من الآتي، كما يعتقد منظموها.
لا يحمّل المنظمون انفسهم اكثر مما يستطيعون. لا يدّعون تغيير المجتمع، ولا علمنة البلد او الغاء الطائفية، ولا حتى التأثير المباشر في الفئة الطائفية. هم فقط، كما يقولون، يدفعون الافراد الى التفكير، ويسلطون الضوء على المشكلة الاكبر في المجتمع اللبناني "الطائفية" بهدف ايصال الطلاب (الفئة المستهدفة في الحملة) الى مرحلة الاقتناع بفكرة المواطنة".
تشير لورا خوري، احدى منظمات الحملة الى ان الفكرة بدأت من نقاش في الطائفية كان "يدور بين بضعة اشخاص، قرروا القيام بحملة خارجة عن المألوف، فهناك الكثير من الحملات التي تعمل بطريقة تقليدية لمناهضة الطائفية، لذا كانت فكرة العمل بطريقة غربية، معاكسة، لاحداث صدمة لدى الملتقى".
لا تدعي خوري ان الحملة تهدف الى ايجاد الحلول لمشكلة الطائفية "هي مشكلة متجذرة في المجتمع اللبناني، وليس من السهل ايجاد الحلول لها، وربما نحن لا نملك حلولاً، لكننا نحاول دفع الطالب الى البحث عن حلول، وهذا يحدث تلقائياً عند اقتناعاته بحجم المشكلة التي يواجهها والمجتمع".
تعول خوري، كغيرها من المنظمين، على الصدمة التي يحدثها عنوان الحملة "اذ ان الشعارات الطائفية التي تطرح وستطرح في شكل مزعج ومباشر، ستؤدي طبعاً الى ردود فعل ونقاشات، مما يؤدي حتما الى قيام الطلاب بطرح اسئلة مشروعة عن واقعهم وواقع المجتمع والبلد".
ان طرح الواقع الطائفي بهذه الطريقة الحادة، يوصل، وفق خوري، الفئة المستهدفة الى الاقتناع "بأن الطائفية ليست امراً يجب التعايش معه، وليست امراً طبيعياً، بل هي على العكس من ذلك، ويجب تغييرها والثورة عليها".
الحملة بدأت بتوزيع ونشر ملصقات طائفية في الجامعة، وبحملة على صفحة الفايسبوك الخاصة بها، انتقلت الى التحرك الميداني في الاسبوع الثاني، "اذ قام الطلاب بارتداء كنزات تقسمهم طائفيا وانتشروا في الكليات، مطلقين شعارات طائفية الأمر الذي ادى الى ردود فعل عديدة، اولا: من طلاب فهموا اننا نتهكم الطائفية وكانت ردود فعلهم مشجعة. ثانياً: من اشخاص صدقوا كوننا طائفيين، وتالياً لم يتقبلوا الفكرة واصبحوا في موقع عدائي لنا. ثالثاً: من الطائفيين الذين صدقوا اننا مثلهم، وشجعونا وتحمسوا لفكرة التطرف في الفرز الطائفي".
لكن الحملة لم تنته هنا، وفق خوري "فالمرحلة الثانية هي تصحيح المسار، وايضاح اهدافها الحقيقية للجميع، والقيام بالعديد من الندوات للتحذير من اخطار الطائفية، ليكون اليوم الاخير من الحملة في 13 نيسان، ذكرى اندلاع الحرب الاهلية في لبنان".
مرت ذكرى الحرب، انتهت الحملة، لكن شيئاً لم يتغير ولم تتمكن الحملة من ان تترك اثراً".

السابق
بلاد مقوّصة!
التالي
الصوفيّون في الثورة السوريّة