شفافية البطيخ!

هل بقي شيء في هذا البلد لم تمسه يد الإخوان المباركة، فلو نظرت حولك يا أخا العرب لرأيت بصمات الجماعة في كل شبر على هذه الأرض، سيطرتهم تكاد أن تكون مطلقة، نفوذهم نخر في مفاصل الدولة، من وزارات ومؤسسات حكومية وبنوك، حتى الشفافية احتكروها، إن كنت مؤيدا لهم، وأنت على رأس مؤسسة أو جهة أتتك شهادة كاملة المواصفات مليئة بالكلمات المنمقة، والتي تزعم أن صاحبها قد بلغ الكمال ولم يغمس يده في المال الحرام، كما فعل الأشقياء من بني جلدتنا، الذين استمرؤوا الغرف من المال العام بلا حساب وآخرها الداو، التي عبثت بها جماعة الإخوان من الألف إلى الياء، وبدلا من الاختباء خلف الجدران والانزواء عن الناس خجلا من فضيحتهم تجدهم يسبغون العصمة، على أفعالهم المشينة بحق المال العام، والمضحك أنهم يزعمون أن قياداتهم النفطية، كانت لها اليد الطولى في حماية المال العام، وواقعهم يكذبهم، بل ويشهد بتفاصيل النكبة التي صاغوا خطوطها العريضة في ليلة ظلماء، ليلة كلفت المال العام مليارين ونصف المليار دولار!
تبا لشفافيتكم الكاذبة، شفافية قامت على مبدأ الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش جونيور، إن لم تكن معي فأنت ضدي، مبدأ طبقه الإخوان بحذافيره، لم ولن يحيدوا عنه قيد أنملة، ما دام لهم مكان في هذا البلد الذي كتب عليه الشقاء في ظل حكومات مرتبكة، خائفة من ظلها،لا تستطيع مواجهة هذا التيار المتأسلم، الذي يزعم التدين، وهو في حقيقته، دنيوي عابد للدينار والدرهم، وإلا بماذا يفسر لنا القائمون عليه، حرصهم الشديد للسيطرة على المؤسسات المالية العملاقة، والتي تتحكم في ميزانيات ضخمة جدا، وتقدر بملايين إن لم تكن مليارات الدنانير، أسئلة لن يستطيع هؤلاء الإجابة عليها، وهذا السر في تلكؤهم وتهربهم من تطبيق قانون من أين لك هذا؟ والذي سيكشف لو طبق فعليا، الثروة المليارية التي جمعتها الجماعة، والتي لا يُعرف مصادر تمويلها، وكيف دخلت إلى حساباتها، دون أن تمر على أجهزة الدولة المعنية، أو قل وبمعنى أدق وأوضح، تغاضت عنها!  

السابق
«الزرقاوي» السوري والشغب الإيراني
التالي
مبدعو العراق والمصير الكالح؟