خطة لسيطرة الأصوليين على المخيمات؟

يبدو أن إرهاصات العام 1975 تستنسخ نفسها، حينما تمّ الدفع بالعامل الفلسطيني إلى الوحول اللبنانية، ما افقده الإجماع الوطني حول قضية فلسطين وتحوّل بالتالي إلى طرف في صراع مرير استمر خمسة عشر عاماً.
اليوم، هناك تخوّف من أن يتكرّر السيناريو نفسه، إذ تلقّت جهات لبنانية معلومات مفادها أن دولا خليجية تتقدمها قطر تحضّر لمشروع فتنة كبيرة في لبنان تستهدف «حزب الله»، من خلال استخدام البندقية الفلسطينية مجدداً.
وتقول المعلومات إن «العائق أمام حصول هذا الأمر هو سيطرة «حركة فتح» على المخيمات الفلسطينية في لبنان، نظرا للالتزامات الرسمية للسلطة الفلسطينية بعدم استخدام المخيمات في أي صراع داخلي لبناني».
وبالتالي، ليتحقق مشروع الفتنة لا بد من نقل السيطرة داخل المخيمات الى بعض التنظيمات الأصولية المتطرفة. وما يعيق هذا الأمر حتى اليوم، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) يعارض هذا التوجه، وهو أجرى اتصالات مع الجانبين السوري واللبناني، ومن المنتظر أن يزور بيروت قبيل نهاية الصيف المقبل لعقد قمة مع نظيره اللبناني ميشال سليمان.
كما أن السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور ينسّق مع كلّ القيادات اللبنانية لتدارك أي تطور سلبي، مع لحظ ارتفاع منسوب التنسيق مع «حزب الله»، وسط ضغوط كبيرة تمارس على محمود عباس لتسليم المخيمات إلى الإسلاميين، حتى تحصل فتنة في ظهير «حزب الله».
وتوضح المعلومات أن الدوحة تمارس ضغطا على «أبو مازن» بهذا الخصوص، من خلال التلويح بوقف كل مصالحه في قطر، غير أن الرئيس الفلسطيني لم يستجب لهذه الضغوط وهو أوعز لبعض معاونيه ممن زاروا العاصمة اللبنانية في الأسابيع الأخيرة، وبينهم الوزير جبريل الرجوب، أن ينسقوا مع عدد من المسؤولين اللبنانيين، وخاصة المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم في كل ما من شأنه تحصين الوضع اللبناني، بما في ذلك المخيمات الفلسطينية التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من الوضع اللبناني.
وعمدت دولة خليجية تتهم قطر بتحريك «الاخوان المسلمين» على أراضيها، إلى استخدام ورقة القيادي الفتحاوي المبعد محمد دحلان، وأبلغت «أبو مازن» انها جاهزة لتمويل «حركة فتح» في لبنان، لأجل منع أي سيناريو يؤدي الى تسليم مخيمات لبنان إلى المجموعات الأصولية المتطرفة.
وبعد هذا الوعد، زار موفد فلسطيني لبنان واجتمع بقيادات فتحاوية وأبلغها بأن جهات خليجية مستعدة لتمويل أي فصيل يقف حجر عثرة أمام مشروع وقوع المخيمات في قبضة الأصوليين.
وكشفت المعلومات «أن التركيز يتمّ على مخيم عين الحلوة، والهدف ربطه عسكريا بشرق صيدا ومناطق تواجد الإسلاميين في صيدا، وصولا الى قطع طريق الساحل من خلال التحكم بحركته، أي فصل الضاحية الجنوبية عن الجنوب، ليصبح «حزب الله» محصورا بين ناري الاصولية واسرائيل».
الجدير ذكره أن جهات ديبلوماسية غربية في العاصمة اللبنانية توقفت مؤخرا عند ظاهرة انتشار مجموعات أصولية في مخيمي صبرا وشاتيلا على خلفية إشكال فردي مع أشخاص ينتمون الى تنظيم محلي بيروتي صغير.
  

السابق
غارة جمرايا وتوازن الرعب الجديد
التالي
الثنائي الشيعي يستعد لمرحلة تصادمية