الاوضاع الداخلية دخلت بين فكي كماشة سعودية – ايرانية

عكس الاجتماع على اختيار نائب بيروت تمام سلام لتولي منصب رئيس الحكومة خلفا للرئيس نجيب ميقاتي اكثر من اشارة اقليمية ودولية وتحديدا اميركية على عودة النفوذ السعودي الى لبنان وعلى حساب التأثير السوري الذي تراجع كثيرا منذ بداية الازمة في دمشق بين النظام والمعارضة.

وتؤكد المعلومات المتوافرة في هذا الاطار ان الرياض اخذت هذا القرار كون سلام شخصية تحظى بالاجماع لتولي منصب رئيس الحكومة وذلك اثر مشاورات مع رئيس جبهة النضال الوطني رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط الذي نجح في اقناع المسؤولين السعوديين المكلفين بالملف اللبناني من الملك عبد الله بن عبد العزيز بهذا الاختيار لتفادي الدخول في مواجهة مع حزب الله الذي يسيطر ومن خلفه ايران على القرار اللبناني وعلى المستويات البرلمانية والحكومية والامنية.

وتضيف المعلومات ان الوضعية الجديدة التي تستبعد سوريا عن المشهد والقرار اللبنانيين هي التي تدفع بالاوضاع في لبنان الى الوقوع بين فكي كماشة ونوع من المواجهة بين الرياض وطهران تعكسها زيارات ملحوظة سرية وعلنية لوفود من البلدين الى بيروت تحت عناوين المشاركة في اندية ومؤتمرات محلية واقليمية.

وتكشف المعلومات ان مطار بيروت سجل يومي الثلثاء والاربعاء دخول وخروج سبع طائرات خاصة من والى السعودية لشخصيات موفدة من مسؤولين سعوديين كما سجل في المقابل ارتفاع في اعداد الرحلات القادمة من طهران.

وتستبعد المعلومات في ضوء هذا الاهتمام الزائد والبرامج الرامية الى تسجيل النقاط والحضور وتوفير المصالح لكل من الجانبين ان تكون المصلحة اللبنانية هي الحاضرة والاولوية في الملفات المطروحة على بساط البحث وبالتالي تعتقد ان الملفين النيابي والحكومي يسيران نحو المزيد من التعقيد والارجاء ريثما تتضح المستجدات الاقليمية وخصوصا في ملف الازمة السورية وهي اليوم في واجهة النزاع الاقليمي والدولي الى ما يرجح كفة على اخرى تنسحب على الامور في لبنان وتترجم واقعا على الارض اللبنانية، وان اي حلحلة على الساحة الداخلية اليوم هي رهن التعادل في تسجيل النقاط بين الفريقين السعودي والايراني والمقايضة في الملفات داخليا واقليميا ودوليا.
  

السابق
حوار مع الشيوعيين الأخيرين
التالي
فنيش: استبعد الجلسة غداً والتوافق رهن النوايا