أوباما لن يضرب إيران عسكرياً!

تحدث الديبلوماسي الاميركي المتقاعد عن سوريا قال: "انا يائس من المنطقة كلها، ولا أرى ان الأسد يستطيع البقاء. الخوف من الإسلاميين الجهاديين جدي جداً. يلومون اميركا لترددها في سوريا. لكن لماذا لا يوجّه اللائمون لومهم الى السعودية والدول العربية الأخرى التي تدفع الملايين لـ"السلفيين" والمتشددين؟ تلوم النخبة في بلدانكم اميركا دائماً؟ لوموا انفسكم". وتساءل: "هل هناك إزالة لنظام سايكس – بيكو؟" وأضاف: "يجب خلق مجتمع إسلامي يقبل الآخر. ولا بد من ثورة ثقافية إسلامية يقوم بها السنّة". وأنهى: "المسيحيون كانوا وراء الأحزاب العروبية في المنطقة لأنهم ارادوا المساواة مع المسلمين. لكنهم فشلوا"!

ماذا في جعبة موظف سابق عمل على دول مشرقية عربية صار الآن باحثاً في مركز بحثي عريق في واشنطن؟

بدأ بحديث عن لبنان وعن استقالة حكومة ميقاتي وتكليف تمام سلام وامكاناته. فقلت انه سياسي، معتدل ومثقف وحريص على التعايش الاسلامي – المسيحي والإسلامي – الإسلامي، وقد برهن حرصه عام 1992 عندما تضامن مع غالبية الزعامات المسيحية الذين قاطعوا الانتخابات النيابية، وبقي خارج مجلس النواب. ثم تناول الحديث احتمالات الاصطدام بين السنّة والشيعة فسأل: "ألا تعتقد ان المسلمين سنّة وشيعة سيتوحدون لمواجهة إسرائيل عدوهم الاول"؟ أجبتُ: لا اعتقد ذلك لأن الاولوية الآن للمذهبية، ولأن الدول العربية تعتبر ان خطر ايران الشيعية عليها يتضاعف، ولأن العداء السني – الشيعي المزمن لم ينته حتى الآن. بعد ذلك انتقل الحديث الى سوريا والى الخطة التي قد ينفذها الأسد إذا عجزت قواته عن الاحتفاظ بدمشق. أما مصر فقد رجّح الباحث نفسه ان تعمها الفوضى. وأعرب عن اعتقاده ان أوباما لن يضرب إيران رغم قول البعض انه التزم ضربها إذا أكملت مشروعها النووي.

ماذا عن الأردن؟ سألتُ. أجاب: "تعرف الفساد المستشري فيه وعلى كل المستويات. اردنيو الضفة الشرقية غاضبون من مليكهم. وقد بدأ السلفيون يتغلغلون فيهم. و"الإخوان المسلمون" موجودون عند الفلسطينيين الاردنيين. يعني ذلك ان الإسلاموية بدأت تزيل الحساسيات بين فلسطينيي الاردن وأردنييه. على كل تضم "جماعة الإخوان المسلمين" في الاردن ملتزمين من الفريقين".

ماذا في جعبة ناشط سابق رسمياً في عملية السلام وباحث حالي في أحد أعرق مراكز البحث في اميركا؟

سأل في البداية عن ملف إسرائيل – فلسطين. أجبت: اعتقد أن لا مجال الآن للخوض فيه رغم الحركة الرسمية الاميركية. العرب مشغولون باخطارهم الداخلية والايرانية. أخشى إذا استمر ذلك أن يتحقق حلم أرييل شارون. سأل: "ما هو؟ عدم قيام دولة فلسطينية"؟ أجبتُ: نعم ولكن مع وطن بديل في دولة عربية ما. ثم بدأ بحث حول امكانات ذلك ومنها اختراق الإسلاميين للنسيج الشعبي الإردني. فقال: "أفهم ذلك. وأراه في الحراك الشارعي. الانتخابات التشريعية الاخيرة في الاردن قاطعها الإسلاميون. لكنهم فشلوا، والتظاهرات الشعبية التي قادوها كان الاحتجاج على الفساد سببها الاول". علّقتُ: صحيح ما قُلتَ. لكن في العالم العربي والعالم الثالث عموماً السياسة تقود الاقتصاد لا العكس. سأل: "من المسؤول عن عدم حل النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي؟" أجبتُ: الولايات المتحدة، علماً انه ليس مطلوباً منها ان تفرض حلاً على فريقيه. لكن صار مطلوباً منها ان تقول للفلسطينيين والإسرائيليين يجب ان تحلوا هذا النزاع الذي كان في اساس النزاعات الأخرى في المنطقة. وإطار الحل صار معروفاً وكذلك عناصره. لذلك يجب ان تنفّذوه بارادتكم الحرة. وهذا لم يحصل حتى الآن. علّق: "ربما تكون هذه رؤية أوباما. وهو قد يصل الى ما تقترحُه. مَن غير اميركا مسؤول أيضاً في رأيك عن فشل العملية السلمية على المسار الفلسطيني – الإسرائيلي"؟ أجبتُ: إسرائيل وطبعاً حكومة نتنياهو ولم يقصر الاطراف الآخرون. سأل: "ماذا عن الفلسطينيين"؟ أجبتُ: إنهم مسؤولون أيضاً. فهناك من جهة ثانية ضعف السلطة الوطنية الفلسطينية ورئيسها. وهناك من جهة اخرى ضعف وحدة "فتح" ومعها "منظمة التحرير". وهناك من جهة ثالثة "حماس" واندفاعها السابق مع إيران الإسلامية. ماذا عن مصر؟ سألتُ.

السابق
المحاكمة بين عهدين متكاملين؟
التالي
المخرج بيد الوزير الملك!