استبعاد ضربة إسرائيلية للبنان

الاستهداف الاسرائيلي لسوريا بضربات مباشرة أقلق دول العالم والدول المحيطة، نظراً لما يمكن أن يكون له من مفاعيل خطيرة، قد تؤدي الى تصاعد معركة اقليمية، جراء دخول العامل الاسرائيلي على خط الأزمة السورية.

إلا أن مصادر ديبلوماسية غربية، تستبعد حدوث حرب اقليمية نتيجة ما حصل. إذ ليس هناك من جهة اقليمية أو دولية تريد إشعال حرب في المنطقة. وليس هناك من مصلحة لهذه الأطراف في حصول حرب تشمل أكثر من طرف.

وان الاهتمام الحالي دولياً وإقليمياً منصبّ على الوضع السوري الذي يجب على الدول ألا تبقى مكتوفة الأيدي حياله. لذلك جرت محاولة أميركية روسية للحل تكمن في انعقاد مؤتمر دولي حول سوريا نهاية هذا الشهر من أجل تطبيق وثيقة جنيف. كما أن اتصالات دولية وأوروبية حصلت مع إسرائيل للجمها. كذلك استبعدت المصادر حصول استهداف للبنان وكل ما يهم واشنطن الاستقرار اللبناني من كافة الجوانب. والدول ترى ان “حزب الله” يستنفد كل طاقاته في الحرب السورية، والذي بدوره يعتبر أن المعركة السورية مصيرية، لذلك لن يصار الى توجيه ضربات له، ما دام الوضع السوري يستنفد طاقاته. والأمر الأساسي بالنسبة الى الدول هو أن لا تصل الأسلحة الكيماوية الى لبنان وأي وصول لها سيغيّر المعطيات. ثم ان الدول ترى ان المنطقة تعاني حرباً سنية شيعية إن في سوريا، أو في العراق، أو من خلال التوتر الموجود في لبنان خصوصاً ان الوضع العراقي عاد الى ما كان عليه في العام 2006 ولذلك فإن الإدارة الأميركية ليست في وارد التدخل في أي بقعة في المنطقة.

لكن على الرغم من كل ذلك، فإن الدول وخلال الاتصالات التي تلت القصف الإسرائيلي، تطرح علامات استفهام حول ما إذا كانت الضربة هي الأخيرة ولن تحصل بعدها ضربات، وما إذا كانت إسرائيل ستكتفي بما قامت به أم لا؟. وفي حال حصول ضربة أخرى، هل ستردّ سوريا أم لا؟. وهل ان الضربة الأخرى في حال حدوثها ستؤدي الى تدخل أطراف أخرى في المسألة كإيران مثلاً، أو “حزب الله”، ما يعني أن التوتر سيتمدد إقليمياً وستصبح المشكلة أكبر وأعمق؟.

التدخل الاسرائيلي على خط الموضوع السوري يوسّع رقعة المعركة، وينذر بتحويل المشكلة من موضوع داخلي سوري مع تدخلات إقليمية وخارجية غير مباشرة وضمن الحدود السورية، الى مشكلة إقليمية تتهدد الأمن والسلم الدوليين انطلاقاً من المنطقة. ولأنه ليس من السهل ضرب عاصمة دولة والاعتداء عليها، حصلت إدانات عربية شاملة، باعتبار أن الضربة قد تزيد الأمور تعقيداً ولا تحلّها، وتهدد بانزلاق الوضع نحو حرب اقليمية.

في اعتقاد إسرائيل وفقاً للمصادر أنه كلما طالت الأزمة السورية كانت مصلحتها راسخة. وبالتالي، تريد بحسب المصادر، أن تطول الأزمة الى أبعد حدّ ممكن، كما تريد ولديها مصلحة في أن يحصل تدخل دولي عسكري في سوريا ولو بطريقة محدودة.

وإسرائيل لها مصلحة بتدمير سوريا بغض النظر عن الجهة التي في السلطة. كذلك لا مصلحة لإسرائيل بحل سياسي، لأن أي حل من هذا النوع يعني حفظ مصالح كل الأطراف، وسيتم ذلك استناداً الى توافق دولي اقليمي. إنما الحرب في سوريا وعليها تؤدي الى تدميرها وهذا مطلب إسرائيلي.

وترى المصادر، ان إسرائيل وجدت أن النظام يحقق تقدماً على الأرض في مناطق محددة، فقامت بالضربات لكي تبقي الوضع السوري الداخلي ضمن حدّ معيّن من التوازن العسكري. كما ان اسرائيل تهدف الى إلهاء العالم عن توقف العملية السلمية في الشرق الأوسط، وإزاحة الأنظار عن ضرورة حلّ الصراع العربي الإسرائيلي، بتأزيم الموقف حيال سوريا، وإبقاء الوضع السوري في أولويات الاهتمامات الدولية.

حتى الآن لا يوجد ردّ سوري، وقد لا يحصل، لكن بحسب المصادر، فإن عدم حصوله يخفض منسوب التوتر في المنطقة.

السابق
السيد نصرالله وفتح جبهة الجولان
التالي
شيعة سوريا.. اين هم من الحرب الدائرة؟