جنبلاط: الغارة الاسرائيلية على سوريا شكلت عنصر تعقيد إضافي

استنكر رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط الغارة الاسرائيلية على سوريا والتي تشكل في هذه اللحظة السياسية الحساسة بالذات عنصر تعقيد إضافي على مجريات الأزمة السوريّة التي تتخذ أشكالاً أكثر ضراوة يوماً بعد يوم، معتبرا ان هذا الاعتداء قد يقدّم ذريعة جديدة للنظام السوري لالصاق تهمة العمالة للمعارضة بما يتماشى مع اللغة الخشبية التي لطالما إرتكز عليها النظام في تخوينه لخصومه.
وشدد في حديثه الاسبوعي لـ"الأنباء" على ان مهما يكن الموقف من النظام وما يقوم به، إلا أن ذلك لا يبرّر القصف الاسرائيلي لسوريا راهناً أو مستقبلاً.
وانتقد جنبلاط التخاذل الدولي غير المسبوق إزاء الأزمة السوريّة الذي يتقاطع مع الأهداف المنهجيّة التي رسمها النظام السوري من خلال تضخيم خطر المجموعات التي تُوصف بالتكفيرية عله بذلك يجد ذرائع مقنعة لتبرير إمتناعه عن تسليح المعارضة السورية.
وأكد على ان التمسك الفارغ بمقررات جنيف الغامضة وما يُحكى عن إستقالة المبعوث الدولي العربي الأخضر الابراهيمي وإمتناع المجتمع الدولي عن تسليح المعارضة السورية بما يتيح لها تعديل موازين القوى في الداخل باﻻضافة الى تجهيل مستخدم الاسلحة الكيميائية في تصاريح ومواقف ملتبسة وغير مفهومة يسمح للنظام السوري التمادي في مخططه الواضح لتدمير المدن والارياف لتهجير الأكثرية السورية داخل وخارج سوريا، معتبرا ان النظام يعمد الى اجراء تطهير عرقي وطائفي بدأ في منطقة الساحل السوري ومدنه.
واعتبر ان كل المواقف التي سبق للنظام السوري أن بنى عليها أمجاد نظريّة الممانعة لم تكن سوى شعاراتٍ زائفة وغيـر حقيقيّة، موضحا ان "إدعاء حماية الأقليّات وحماية التعدديّة الطائفيّة تتحطم اليوم من خلال التدمير المنهجي الذي تتضح معالمه يوماً بعد يوم"، مؤكدا ان معركة القصير هي لتطهير حمص وتغيير تركيبتها الديموغرافية تمهيداً لتحويلها لاحقاً عاصمةً الدولة المنتظرة بعد تقسيم سوريا.
وتوجه جنبلاط بنداء الى العرب الدروز، محذرا اياهم من الانخراط في ما يّسمّى الجيش الوطني واللجان الشعبيّة التي تأخذ على عاتقها القيام بالمهام القذرة والانزلاق نحو الخطأ التاريخي والذي من شأنه أن يضرب عرض الحائط الدور التاريخي الذي لعبه العرب الدروز في إستقلال سوريا وفي الثورة السورية الكبرى.
وشجب جنبلاط نبش قبر الصحابي حجر بن عدي، معتبرا ان المسّ بالمحرّمات والمقدّسات والتراث غير مقبول من أي جهة أتى، الذي من شأنه ان يغذي الصراعات المذهبيّة والطائفيّة ويكرس مناخات الحقد والكراهيّة، داعيا الى التعاطي معه بكثير من الوعي والمسؤولية لتلافي تحقيق الأهداف المرجوة منه.  

السابق
تأهب اسرائيلي شديد على الحدود مع لبنان بعد رصد حركات غير اعتيادية في الجانب اللبناني
التالي
ميقاتي: علينا تعزيز وحدتنا الوطنية للمحافظة على ما حققه الشهداء