مناورات عسكرية وحرب ستكون مدمرة إذا اشتعل فتيلها

تشارك أربعون دولة، من بينها الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا، في مناورات بحرية ابتداء من الاسبوع المقبل، ولمدة ثلاثة اسابيع تهدف الى مكافحة الالغام البحرية، والحيلولة دون اغلاق مضيق هرمز، حيث يمر اكثر من 18 مليون برميل نفط يوميا.

صحيفة "الغارديان" البريطانية وصفت هذه المناورات نقلا عن مصادر عسكرية، بانها ستكون الاكبر في المنطقة، وان الحكومة البريطانية سترسل 19 طائرة من دون طيار تحت الماء للمشاركة فيها، والتي ستتم بالذخيرة الحية، وتحاكي عملية التصدي لهجوم ايراني يرمي الى اغلاق مضيق هرمز، او زرع الغام لعرقلة الملاحة البحرية في الخليج العربي.

والاعلان عن هذه المناورات يأتي قبل بضعة اسابيع من الموعد المحدد لاشعال فتيل حرب في المنطقة في شهر حزيران المقبل، مثلما تردد بعض الاوساط العربية والغربية لتدمير المنشآت النووية الايرانية.

وهناك نظرية يتم تداولها حاليا في بعض الاوساط الحليفة لامريكا تقول ان اسباب التلكؤ الامريكي في التدخل عسكريا في سورية، او دعم المعارضة السورية بأسلحة حديثة ومتطورة راجع الى اعطاء الاولوية للتركيز على ايران ومنشآتها النووية.
في المقابل تؤكد نسبة كبيرة من المحللين السياسيين على ان ادارة الرئيس اوباما لا تريد التورط في حرب جديدة في الشرق الاوسط بعد الخسائر المادية والبشرية الضخمة التي تكبدتها الولايات المتحدة بسبب حروب الرئيس جورج بوش الابن في كل من العراق وافغانستان.
الاوضاع الاقتصادية المتدهورة في الولايات المتحدة تضيف مصداقية الى آراء هؤلاء المحللين، مضافا الى ذلك ما قاله الرئيس اوباما في اجتماعه الذي استمر خمس ساعات مع بنيامين نتنياهو، اثناء زيارة الاول لتل ابيب قبل شهر، من انه، اي اوباما، لم يعد انتخابه من الشعب الامريكي لخوض حرب جديدة في الشرق الاوسط، وانما لانقاذ الاقتصاد الامريكي من ازماته المتفاقمة.
وربما يجادل البعض الآخر في المقابل، بان الرئيس الامريكي تعهد للاسرائيليين بانه لن يسمح لايران بامتلاك اسلحة نووية، الامر الذي يدفعه للتحرك للايفاء بتعهداته هذه، خاصة ان التقارير الاسرائيلية الاستراتيجية تقول بان ايران ستمتلك القدرة على انتاج هذه الاسلحة قبل نهاية العام الحالي.
انها حرب ستكون مدمرة في حال اشتعال فتيلها، سواء قبل الانتخابات الرئاسية الايرانية في حزيران او بعدها. لان ايران ليست العراق ولا افغانستان مثلما يؤكد المسؤولون فيها في كل المناسبات، وما علينا الا الانتظار ولكن بقلق شديد مع الدعاء بأن يأتي الصيف المقبل باردا وليس ملتهبا!

السابق
تأليف الحكومة.. الخيارات تضيق والاعتذار واحد منها
التالي
نصرالله غير المربك!