جبهة النصرة والمتشدّدون..سينتصرون!

المسؤول الاميركي الرفيع السابق والناشط جدياً حالياً في السياسة الاميركية يعرف الكثير عن اكثر من منطقة في العالم. ولذلك فإنه يتحدث باختصار ولكن بثقة عن التطورات الحالية المرتقبة في دولٍ عدة. قال عن الاردن "ان وضعه صعب، وان الملك عبد الله الثاني غير مرتاح". وقال ايضاً "ان وضع الخليج صعب وان مشكلاته كثيرة يسبب قسم منها "الاخوان المسلمون". وهؤلاء موجودون في السعودية وقطر والكويت والامارات العربية المتحدة. اما البحرين فلا وجود لهم فيها". ثم سأل عن السلفيين وعن اصولهم ومعتقداتهم ومموليهم مشيراً الى اقتناع عرب كثيرين بأن قطر تموِّل "الاخوان المسلمين" والسعودية تموِّل السلفيين. وتحدَّث عن بروز هلال سني في العالم العربي رداً على الهلال الشيعي الذي اقامته ايران الاسلامية. واشار الى المشكلات التي ستتعرض لها الاقليات في المنطقة مثل سوريا ولبنان وحتى السعودية.

ماذا عن تركيا؟ سألته. أجاب: "قال لي مسؤول قطري كبير ومسؤول كبير آخر من دولة الامارات: نحن نعتمد على رجب طيب اردوغان رئيس حكومة تركيا لمواجهة ايران والشيعة وبشار الاسد. فقلت لكل منهما: ماذا عن الخلاف القديم بين العرب وتركيا؟ فكان الجواب واحداً: هذا الخلاف زال. وهناك الآن خطر على العرب بل على السنة. اسرائيل ليست خطراً، واميركا ليست خطراً. ايران الشيعية هي الخطر". ماذا عن لبنان وسوريا؟ سألتُ. أجاب: "لبنان قد يلتهب. والبعض يعتقد حتى ان سقوط الاسد لم يعد بعيداً. لكنك لم توافق على ذلك لاعتقادك انه سيسقط جزئياً لا كلياً. وقد يكون ما تقوله ممكناً". ماذا يحصل للاكراد في المنطقة؟ سألتُ. أجاب: قد تقوم لهم شبه دولة في العراق وربما تتصل لاحقاً بطريقة ما باكراد سوريا. لكن الغموض لا يزال يحيط بالوضع الموقت او الاخير للاكراد السوريين. سيتفق اردوغان والزعيم الكردي التركي المسجون عبد الله اوجلان وسيحلان المشكلة الكردية في تركيا. ولكن هل تُحلّ المشكلة العلوية التركية؟". لم نتحدث عن دول المغرب العربي، قلتُ. ردّ: "الجزائر ستلتهب وستحصل فيها مشكلات كثيرة. وربما "تزحط" نحو المشكلات المملكة المغربية. اما ليبيا فهي خزان المقاتلين الاسلاميين المتشددين. او بحسب معلوماتنا فإن المقاتلين الاسلاميين في سوريا أتوا ويأتون من الشيشان وآسيا الوسطى وافغانستان وباكستان والصومال والسعودية وقطر ومصر وليبيا. لكن العدد الاكبر منهم (نسبة طبعاً الى الحجم السكاني لليبيا، ينتمي الى ليبيا وتحديداً الى بنغازي".

وفي لقاء آخر لي مع المسؤول الاميركي الرفيع السابق نفسه في اليوم قبل الاخير لزيارتي قال: "جبهة النصرة" والمتشددون سينتصرون في سوريا وان بعد وقت طويل. قيل لي انهم 30 ألفاً. هل هذا صحيح؟ هناك أناس في "ادارتنا" يعتقدون ان انتصارهم ممكن. ولهذا السبب بدأت اميركا تركز وحدات عسكرية اميركية في الاردن قريباً من الحدود السورية. واهدافها حماية النظام الاردني والاستعداد للتدخل في سوريا اذا دعت الحاجة. والأمران الابرز هما تعطيل الاسلحة الكيميائية او وضع اليد عليها وحصول مجازر بشعة فيها". علّقت: هناك هدف ثالث لتركيز الوحدات العسكرية الاميركية في الاردن هو التحرك بدلاً من اسرائيل في حال شكلت التطورات في سوريا خطراً عليها، وخصوصاً ان بعض المحللين في الشرق الأوسط يعتقدون ان ايران ونظام الأسد قد يستدرجان اسرائيل الى الحرب مع سوريا من خلال استهدافها من الجولان. ردّ: "قال احدهم ان التطورات في سوريا قد تفرض على اميركا تدخلاً ولكن ليس عبر ارسال قوات عسكرية، الا اذا تعلّق الأمر بالاسلحة الكيميائية. يمكن البحث في منطقة حظر طيران سوري حربي فوقها. وهي فكرة يمكن تحقيقها لأن هناك قدرة على ضرب هذا الطيران في حال الاختراق. لكن هناك امراً لا يمكن تجاهله، هو المدافع السورية التي يصل مداها الى اكثر من 20 ميلاً إذ كيف يمكن اسكاتها؟ يجب ازالتها من دون عمل عسكري. وهذا صعب". اضاف: "اكرر لك ان وضع الاردن صعب. وان المتشددين الاسلاميين سينتصرون في المنطقة". سألت: حتى في الخليج؟ اجاب: "لن يبقى احد بمنأى عن ذلك، وخصوصاً في ظل الفوضى المسيطرة على بعض دولها وغموض هوية الحاكم الفعلي فيها".

وختم: "التقيت وفداً مصرياً. كان اعضاؤه خائفين جداً من تدهور اوضاع بلادهم. سجّل عندك بنغلادش وماليزيا واندونيسيا والهند هي الدول التي تهم اميركا اليوم".

ماذا في جعبة موظف اميركي رفيع سابق آخر كان له دور بارز في أكثر من قضية شرق أوسطية؟

السابق
بالذبح جيناكم
التالي
موفدون كُثُر .. ولا حل!