سامر منصور: تربتنا السمراء تشبهنا

سامر منصور أو القيصر، كما يحب أصدقاؤه تسميته، هو روائي صاحب أفق واسع في الفكر والفن. لبناني من بلدة الهبارية الجنوبية، درس الحقوق في الجامعة اللبنانية، عمل في الصحافة والتدريس.. له عدة إصدارات منها "ذاكرة الأوراق الآثمة" وهي رواية صادرة عن دار الفارابي عام 2010 "ذاكرة في سحاب" مجموعة نصوص مسرحية صادرة عن دار جدول عام 2012؛ "وإن بكت السنبلة" مسرحية مغنَّاة سوف تقدم للسفارة الاسبانية تثميناً لدور الكتيبة الاسبانية في الجنوب. هنا حوار معه:
• من هو سامر منصور وما تأثير بيئة الجنوب وظروفه على طغيان الحزن والريف في نصوصك؟
كان إهدائي للكتاب "للسمراء وجهه الأرض". والنصوص هي لإبن التربة السمراء التي تشبهنا في أفراحنا وأحزاننا وآلامنا وكل أمالنا أيضاً.. هي التربة التي تشاهدنا وتراقبنا وتسمعنا بكل ما تحوي من انفعالات فردية وجماعية. وتضم أجسادنا في نهاية المطاف فتتوحد بها وتصبح لغتها التي لا تموت. وليس غريباً أن يكون الإنسان ابن بيئته لا سيما وأن أرض الجنوب، كانت ولا زالت، تختزن في جوفها ورحيق أزهارها، حكاية وطن تعمّد بدماء فلاحيه دفاعاً عن هويتها وكرامة أبنائها… في مقاومة الاحتلال والظلم والحرمان.. من هنا كانت سمة الحزن التي تحمل في طياتها اندفاعاً وحباً للحياة.. أي وجه الحياة الآخر في تشكيل ذواتنا ووعينا في إدراك حاضرنا والآتي..

نصوص وجدانية
• من الملاحظ في نصوصك أن الشعر لغة طاغية ما سر "ذاكرة في سحاب" وكيف تم ربط المسرح بالقصيدة؟
"ذاكرة في سحاب" يضم نصوصاً وجدانية حوارية، تلامس وجه القصيدة في بعض الصور الشعرية، وبعض اللحن الذي يرافق هذه الحوارات ولكن لا أدّعي في القول شعراً… باعتبار أن للشعر أربابه، وللقصيدة حرفتها، وحيث أن المسرح يعتبر في بعض الأحيان مرآة الحراك للشعوب، وانعكاساً لوجودها الحياتي، وحيث أن عناصر المسرح شخوص وحبكة وعناصر زمان ومكان متوفرة لذلك.. وانطلاقاً من اعتبار هذه النصوص الوجدانية هي ذاكرتنا. كان لا بد من توفير العمل المسرحي بأبعاده الغنائية، على شكل محاكمات رمزية لقضايانا، بطريقة تشبه إلى حد الأوبرا ما الغربيّة.

انعكاس الألم
• الحنين والأنين والظلم والقيد والتمرد مع القليل من الحب ما سبب الخلطة المسرحية بكل هذه الحالات؟
أين ما كنا نسمع الأنين، ونرى الظلم ونلامس الحزن في أعين الناس، لا سيما في وطننا العربي التي تعكس هذه النصوص الأربع بعض الألم في جراحة. فكان النص الأول الذي يطرح اشكالية، أيُّ التراب أحقّ بدفن جسد مواطن منفي عن وطنه.. وأين نحن من انتماء التراب الذي يشبهنا في ذاكرتنا الجماعية؟ من عادات وتقاليد ورسم للهوية التي تجمعنا وتهمس في أذن وعينا فلسطين.. كما يطرح في النص الثاني نتائج الموروث الثقافي الجاهلي، في علاقة الرجل الشرقي بالمرأة وكيف طوع كل متلقّ جديد سواء الدين أو القانون لتفوقه الذكوري. وفي النص الثالث محاكمة لما يقوم به الإنسان من تدمير للبيئة من حوله بحجة البنيان والإنماء مكانها، متجاوزاً معاني هذه الشجرة ودلالاتها الحضارية ورمزيتها. وصولاً إلى النص الرابع الذي يعكس حاجة المواطن العربي إلى التحرير من ظلم القيد والانعتاق من كل ما يمنع عنه الخبر والكلمة.. لذلك وانطلاقاً من مقولة "إن الشعوب تكتب حقيقتها.." فقد جاءت هذه النصوص للإضاءة على بعض جوانب مأساتنا، علّنا نجد في التاريخ فصلاً منصفاً يعيد للذاكرة أمجادها فيمطرنا. السَّحاب، مجدداً فوق الوجود مجداً.
• كيف ترى فنون عالمنا العربي اليوم؟
الفنون في العالم العربي ينطبق عليها القول "كل إناء ينضح بما فيه". الفنون هي ارتدادنا على ذاتنا، هي محاكاة لوعينا وبالتالي كما نحن سيكون أدبنا.. ولا شك في أن العالم العربي ليس في مرحلة يحسد عليها.. لهذا ليس عجباً من أن تكون فنونه اليوم بشكل عام ادعى إلى الإحباط منها إلى التعبير.. ومعظم فنونا لا تشبه مشاكلنا..
• هل هناك عمل تحضر له؟
أعمل على رواية وعلى بعض النصوص المسرحية المغنَّاة.
  

السابق
موسى: الوضع على الحدود يحتاج الى قرار حازم والجيش لا يستطيع وحده المواجهة
التالي
الأسيرة المحررة هناء الشلبي: عاتبة على حكومة غزة