الداعوق: للابتعاد عن التعصب والتقوقع والاستقواء بقوة السلاح

رعى رئيس حكومة تصريف الاعلامال نجيب ميقاتي ممثلا بوزير الاعلام وليد الداعوق احتفال إطلاق مؤتمر الحداثة في التعليم الثاني الذي ينظمه مجمع العزم التربوي بالتعاون مع الجامعة الاميركية في بيروت، في حضور الدكتور مصطفى الحلوة ممثلا وزير المالية محمد الصفدي، رئيسة مركز البحوث والانماء ليلى فياض ممثلة وزير التربية والتعليم العالي البروفسور حسان دياب، الدكتور ايمان نويهض ممثلا رئيس الجامعة الاميركية في بيروت ومدير عام مجمع العزم الدكتور عبدالاله ميقاتي.

بداية النشيد الوطني، ثم ألقى عبدالاله ميقاتي كلمة تحدث فيها عن "نجاح المؤتمر الاول وعن ان الاهتمام منصب على التعليم الحديث حيث الطالب هو محور التعليم"، مشددا على "اهمية مواكبة تطور طرائق التعليم وتسليح الناشئة باحدث العلوم عبر الانشطة التفاعلية".

نويهض

ولفت نويهض في كلمة الى "اهمية التطور العلمي على الجيل الجديد"، مشددا على "ضرورة وصول الطالب الى الجامعة مستعدا لكل التحديات من خلال تشجيعه على التحليل والاستنتاج، ومع سهولة وصول الطالب الى المعلومة فانه يجب تدريبه على التمييز، والتعاون مع العزم يأتي في هذا الاطار واختيار الانسب ووضع الافضل في خدمة الطالب".

فياض

وألقت فياض كلمة لفتت فيها الى "ما يفرضه عصر التكنولوجيا وان السؤال اليوم هو هل وصلنا الى عصر التعليم الالكتروني؟ لا نزال في لبنان نتخلف عن اللحاق بالركب ولكننا لن نضيع البوصلة في اختيار الاتجاه الصحيح ونخطو ببطء ولكن بثبات". وقالت: "ان تجربة التعليم الرقمي قد توسعت والوزارة تسعى الى رفع عدد الطلاب المستفيدين من هبة الالواح الالكترونية مع توزيع المزيد منها في خلال السنوات المقبلة وذلك على طريق تحويل الدروس الى رقمية على يد خبراء".

وشددت على ان "الحداثة لا تقتصر على دخول عصر المعلوماتية بل بالارتقاء بالمؤسسة التربوية".

الداعوق

ختاما ألقى الداعوق كلمة قال فيها: "شرف كبير لي أن امثل دولة الرئيس نجيب ميقاتي في افتتاح المؤتمر التربوي الثاني بعنوان " الحداثة في التعليم"، في عاصمة لبنان الثانية، طرابلس التي نتمنى أن تكون على صورة راعي هذا الاحتفال، المؤمن بربه، الذي يجسد الاعتدال والوسطية، والقيم الإنسانية ونظافة الكف، في زمن التطرف والانغماس في دوامة الغرائز والفساد والإفساد".

أضاف: "ليس غريبا على الرئيس ميقاتي الاهتمام بالتربية والعلم والثقافة، وهو الذي أولى اهتماما خاصا بجيل الشباب، وسعى بكل ما توافر له من إمكانات، إلى تنشيط الحركة الثقافية في كل لبنان، وبالأخص في عاصمة الشمال، الأحب إلى قلبه، والأقرب إلى فكره واهتماماته. وما تعاون مجمع العزم مع الجامعة الأميركية في تنظيم هذا المؤتمر إلا الدليل الساطع على أهمية وجدية المقاربات التي ستتناولها مداخلات المحاضرين من أصحاب الاختصاص، خصوصا أن سجل هذه الجامعة العريقة، التي تضاهي أهم الجامعات العالمية، مرتبط ارتباطا وثيقا بكل ما هو حديث ومتطور في تقنيات التعليم والبرامج. وحضورها الفاعل في طرابلس شاهد على مدى اهتمام القيمين عليها بنشر المعرفة وتعميم الثقافة في كافة أرجاء لبنان والعالم العربي".

وتابع: "لا شك في أن التعليم كان ولا يزال أحد أهم مجالات التقدم في مسيرة المجتمعات الساعية دائما إلى تحسين أنماط حياتها العامة، بعناوينها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وذلك انطلاقا من أن التعليم، في أبعاده وأهدافه، يسهم في إشاعة مناخات ايجابية، لناحية الانفتاح على التطور ومفاهيم العولمة الشاملة، وبالتالي الاسترشاد بتجارب وخبرات الآخرين، الذين ارسوا مناهج حديثة في ميادين التربية والتعليم، من دون أن يعني ذلك اقتباس ما في الغرب اقتباسا ينسينا تقاليدنا وعاداتنا الشرقية، انطلاقا من مقولة "كل ما هو فرنجي برنجي".

وقال: "إن مشروع الحداثة في التعليم، الآخذ في التنامي في لبنان، بفضل الايادي البيضاء المتمثلة بكم، هو نتيجة طبيعية لتفاعله مع مفهوم العولمة، وما تقتضيه من انفتاح وتقريب للمسافات بين مختلف الثقافات والحضارات. وكان للاعلام دوره في تهيئة الأجواء المناسبة، وفي نشر الوعي لدى مختلف شرائح المجتمع، فتتكامل الأهداف والمهمات. ولا اكشف سرا حين أقول أن طرابلس كانت، بما تمثله من قيمة لدى عدد كبير من الوزراء وعلى رأسهم الرئيس ميقاتي ، تحظى بقسط وافر من اهتمامات الحكومة، التي كانت قد أعدت، من ضمن ما اعدته، دراسة على الصعيد الإعلامي لإقامة مدينة إعلامية في معرض رشيد كرامي الدولي، تتوافر فيها كافة مقومات الاتصالات الحديثة، وتستقطب طاقات جيل الشباب، ولاسيما الإعلاميين منهم، وتخلق لهم فرص عمل جديدة في مجالي الإعلام والإعلان، وتبقيهم في أرضهم، بدلا من التفتيش عن فرص عمل في الخارج ولاسيما في دبي. إننا نأمل في أن يرى هذا المشروع الحيوي طريقه إلى التنفيذ في القريب العاجل".

أضاف: "إن الحداثة في التعليم أكسبت جيل الشباب مهارات جديدة لم تكن متوافرة للأجيال التي سبقتهم في مجال استخدام التقنيات الحديثة، وبالأخص في ما يتعلق بالتواصل الاجتماعي. فسعى الآباء إلى استخدام هذه التقنيات، ومواكبة التطور التكنولوجي، في محاولة للتعويض عما فاتهم، وللتقرب أكثر إلى اهتمامات أبنائهم، وليكونوا على موجة واحدة، من خلال ردم الهوة بين الأجيال".

وتابع: "على مقاعد الجامعة تكتسب الروح الديموقراطية الحقة، حيث يجب أن يعطى التلميذ القدر الكافي من الحرية والمسؤولية، ويجب أن يساوي القانون الجميع أمام التعليم، وذلك بإعطائهم الفرص نفسها، أو بإعطاء حظوظ أوفر لمن هم أشد حرمانا، وبذلك نكون قد أمنا للجميع مساواة في فرص العمل، مما يسمح بتعميم الإنماء المتوازن والعادل، ويسهم في تعزيز الناتج المحلي، الذي يساعد على تجاوز خط الفقر لدى فئات واسعة من الشعب اللبناني، ولاسيما في طرابلس العزيزة. وفضلا عن الاهتمام بمستوى التعليم الجيد والراقي يجب مراعاة الحد الأدنى من السلامة العامة، والحرص على توفير المستلزمات الضرورية للحفاظ على صحة التلاميذ، والحؤول دون تكرار مأساة الأمس، عن طريق السهر الدائم، وإخضاعهم للمراقبة الطبية الدورية، والتأكد من صلاحية المباني والشروط الهندسية المطابقة للمواصفات العلمية العالمية. من غير المقبول أو المسموح، في القرن الحادي والعشرين، أن يتسمم تلامذة في مدارسهم وجامعاتهم، من جراء شربهم مياها ملوثة. ما حصل بالأمس لم نشهد له مثيلا حتى في مجاهل الماو ماو. هذه الحادثة يجب ألا تمر مرور الكرام، من دون محاسبة، ومن دون اتخاذ أقصى الإجراءات لمنع تكرار ما حدث".

وقال: "إن سلامة التلامذة، في أية منطقة من لبنان، هي أمانة في أعناق جميع التربويين، الذين لا يجوز لهم الاستهتار بصحة أولادنا، ويجب عليهم تحمل مسؤولياتهم كاملة، من دون تلكؤ أو استخفاف أو استلشاق. إن توفير مثل هذه المقومات، التي تعتبر أساسا متينا لبيئة نظيفة وسليمة، يعطي دفعا إضافيا لرسالة التعليم الساعية إلى التحديث والتطوير، مما يؤهله أكثر فأكثر للعب دوره الريادي في دفع الإنسان نحو الإبداع والخلق والتقدم و التطور".

وختم الداعوق: "باسم صاحب الرعاية أتمنى لكم المزيد من النجاح والتوفيق، بما يحقق أحلام وطموحات الأجيال الطالعة، التي عليها الاتكال، بعيدا من التعصب والتقوقع والغوغائية، واللجوء إلى منطق القوة والاستقواء على الآخرين بقوة السلاح، وتغييب مؤسسات الدولة، التي وحدها تقرب بين اللبنانيين وتوحدهم، وتضمن حقوقهم وعيشهم بكرامة وطمأنينة وسلام".
  

السابق
اطلاق نار في صيدا يصيب شخصين دون وقع قتلى
التالي
اصابة شخص في إطلاق نار في مخيم الرشيدية