دي فريج: هدف حزب الله ضرب اتفاق الطائف

عبّر النائب نبيل دي فريج عن قلقه وخوفه من ان يكون ما هو حاصل من تجاذب حول قانون الانتخاب وتأليف الحكومة نتيجة وهج ما يجري في سوريا وبصورة خاصة في منطقة القصير الاستراتيجية.
واتهم حزب الله والتيار العوني بالعمل على ضرب الطائف الصيغة الجديدة للتعايش الاسلامي – المسيحي، حيث ان المسلم قرر من تلقاء نفسه ان يوقف العدّ او الحديث عن الاكثرية والاقلية! ودعا الرئيس المكلّف تمام سلام الى تأليف حكومة المصلحة الوطنية استناداً الى الشروط التي وضعها هو بنفسه، لان الطائف يقول بان يستمع الرئيس المكلف الى آراء الكتل النيابية. واكد دي فريج في هذا الحوار مع الصياد ان تيار المستقبل وكتلة نواب المستقبل وافقا على القانون المختلط للانتخابات واذا وافق فريق 8 اذار سيولد القانون بعد تجميل بعض

تفاصيله!
والى نص الحوار مع النائب نبيل دي فريج:
كيف تقرأ التفاؤل الذي عبّر عنه بعض نواب 8 آذار بشأن تشكيل الحكومة؟
– أنا شخصياً لا اعرف على ماذا مبني هذا التفاؤل وما هي المعطيات التي يبني عليها فريق 8 آذار، والتي لا نملكها نحو في 14 آذار، وعلى الاقل أنا لا املكها. لسوء الحظ فريق 8 آذار في لبنان يكمل مشروعه الانقلابي، بغض النظر عن استقالة حكومة الرئىس ميقاتي. وانا اعتبر ان استقالة حكومة الرئيس ميقاتي فسّرها 8 آذار بانها اعطت كل ما يمكن ان تعطيه، والرئيس ميقاتي قام بما هو مطلوب منه، وصارت الاستقالة او عدمها سيّان.

ضرب الطائف
ولكن هناك اكثر من فريق هلّل لاستقالة حكومة ميقاتي واستبشر خيراً بتكليف تمام سلام!
– الكلام الذي يقال اليوم هو نفسه الذي نسمعه من سنوات ولم يتغيّر شيء… فريق 8 آذار لا يزال عند هدفه وهو ضرب الطائف وهو سائر في هذا الاتجاه ونحو هذا الهدف.
على ماذا تستند في هذا القول وما هو الهدف من ضرب الطائف برأيك؟
– الطائف لا يناسبهم… اذا عدنا الى المواقف التي اطلقوها في العام 1989، وبخاصة التي جاءت على لسان السيد حسن نصرالله، الذي لم يكن بعد أميناً عاماً لحزب الله. والشيء نفسه بالنسبة لمواقف العماد ميشال عون، ويومها لم يكن بين السيد حسن نصرالله والعماد ميشال عون معرفة مباشرة، حسب ما يقال، وهما أشد من كانا ضد اتفاق الطائف. اما باقي الفريق السياسي في لبنان كله كان مؤيداً له.
ما هي الشواهد التي لديك اليوم والتي تدل على انهما ضد الطائف؟
– اليوم اذا نظرنا الى ممارسة فريقي حزب الله والتيار العوني في الوزارات التي يتولون مهامها، وفي مجلس النواب وعلى كل الاصعدة سياسياً وأمنياً، فهي عكس ما ينص عليه اتفاق الطائف، بالامكان ان ننسى حلفاءهما لان كل واحد من الحلفاء عنده اسبابه واسلوبه!
واذا تتبعنا مواقف حزب الله والتيار العوني بالنسبة لقانون الانتخاب المزمع وضعه، نرى انها كلها تستهدف ضرب الطائف الى ابعد الحدود، في حين ان الطائف هو الصيغة الجديدة للتعايش الاسلامي – المسيحي حيث المسلم قرر من تلقاء نفسه ان يوقف العد او البحث عن الاكثرية والاقلية، هذا هو الطائف، الذي نقلنا من نظام رئاسي الى نظام مؤسساتي. كان عندنا رئاسة الجمهورية، اصبح عندما مؤسسة رئاسة الجمهورية ومؤسسة مجلس النواب ومؤسسة مجلس الوزراء. اضف الى ذلك الصلاحيات. حزب الله والتيار العوني يتعاملان مع رئىس الحكومة كباش كاتب وهذا واضح من خلال مطالبتهما بالاشتراك في اختيار الوزراء والحقائب التي يريدونها وطائفة الوزير ومذهبه، وهذا كله هدفه ضرب الطائف!
وانتم في 14 آذار ماذا تقولون أليس لديكم مطالب بالنسبة لتشكيل الحكومة ولوضع قانون للانتخاب؟
– نحن نقول بتطبيق الطائف، وتطبيق الطائف نال الاكثرية اليوم من خلال تكليف الاستاذ تمام سلام تشكيل الحكومة وبشبه اجماع.
الواضح ان حزب الله والتيار الوطني الحر ساهما في هذا الاجماع من خلال تسمية تمام سلام لتشكيل الحكومة؟
– ولكن الواضح ايضا انه منذ ان قرر فريق 8 آذار تسمية تمام بك سلام اتبع هذا التأييد بمطالبة الرئيس المكلف بشكل معين للحكومة وبحقائب واسماء معينة وهذا السياق في المواقف والمطالب هدفه ضرب الطائف..!

اغلبية فريق!!
ما الذي كنت تريده بعد استقالة حكومة ميقاتي؟
– بالنسبة لي، كان الافضل ان تكون تسمية تمام بك سلام باكثرية من 14 آذار ومن الوسطيين ومن كتلة وليد بك جنبلاط ولكانت مسيرته في التأليف مريحة اكثر.
نحن في 14 آذار ليست لدينا اي شروط… وفي الاساس كلمة شرط هي ضد الطائف، لانه بحسب الطائف وروحية الطائف، يجري الرئيس المكلف اجتماعات استشارية مع الكتل النيابية في مجلس النواب ويستمع من كل كتلة رأيها بشكل الحكومة وحجمها وليس ماذا تريد في الحكومة من حقائب ومن تسمي لهذه الحقائب. هذا هو الفرق بين ما تقوله وتطلبه قوى 8 آذار وبين ما تقوله قوى 14 آذار… نحن في قوى 14 آذار عرضنا رأينا بالنسبة لتأليف الحكومة في حين فريق 8 آذار طالب بحقائب وطالب باسماء لهذه الحقائب.
الطائف ماذا يقول في هذا المجال؟
– الطائف يقول بان الرئيس المكلف يستمع الى آراء الكتل النيابية وليس الى مطالبها وعندما تكتمل لديه الاراء ينصرف الى تشكيل الحكومة ولا مانع اذا طلب الرئيس المكلف اسماء من الكتل النيابية، لكن لا يجوز للكتل النيابية ان تفرض على الرئيس المكلف الاسماء والحقائب التي تريدها… لان الحكومة عليها ان تنتج والانتاج لا يكون الا من فريق متجانس قادر على التفاهم، وليس بالضرورة ان يكون من تيار سياسي واحد، او من لون سياسي واحد، انما المطلوب ارادة عمل ضمن فريق… وعندما يشكل الرئيس المكلف فريق العمل يعرض هذه التشكيلة على رئيس الجمهورية، فاذا اقتنع بها يوقع مراسيمها واذا لم يقنع بها يطلب منه اعادة النظر بالتشكيلة.
ما هي الحكومة التي تتوقع ان يشكلها الرئيس تمام سلام؟
– برأيي يجب ان يؤلف تشكيلة حكومية مقتنع بها، تستند الى الثوابت التي وضعها هو لنفسه ونحن دعمناه فيها… البعض يقول ان 14 آذار فرضت عليه ان يكون وزراء الحكومة من غير المرشحين للانتخابات النيابية وان تكون اولوية الحكومة الانتخابات النيابية… طبعا هذا غير صحيح… 14 آذار رأيها كان داعما لرأي الرئيس تمام سلام، الذي هو نفسه قال انه يفضل حكومة من غير المرشحين للانتخابات النيابية وان تشرف على اجراء الانتخابات وان تدير شؤون البلاد الى حين انجاز الانتخابات النيابية ومن ثم تصبح بحكم المستقيلة استنادا الى الدستور.
وبالمناسبة اعود بالتاريخ الى العام 2009 يوم مرَّ الرئيس المكلف سعد الحريري في الظرف نفسه، واستمرت محاولاته حوالى الشهرين لتأليف حكومة عرضها على رئيس الجمهورية. لم تحظى بموافقتهم ولم تُوقع مراسيمها، واعتذر الرئيس سعد الحريري عن اكمال المهمة، ولكن اعيد تكليفة وشكل حكومة الوحدة الوطنية. يومها كان رأيي ان يعلن الرئيس سعد الحريري في مؤتمر صحفي تشكيلة حكومة التي رفض رئيس الجمهورية توقيع مراسيمها، والتي كان فريق 8 آذار هدد بنسف البلد ان لم تكن التشكيلة توافقه، حتى يطلع الرأي العام على نوايا كل فريق!!

حكومة في الاعلام
اليوم هل تريد ان يتكرر ذلك مع الرئيس تمام سلام اذا حصل معه الشيء نفسه؟
– برأيي الظروف اليوم تغيرت… وانا اقول عندما يرى الرئيس تمام سلام انه لن يستطيع تطبيق الشروط التي وضعها لنفسه، عليه ان يؤلف الحكومة التي يراها مناسبة، كما قال بالشروط التي وضعها لنفسه ويقدمها الى رئيس الجمهورية ويعلنها للرأي العام اللبناني.
حتى اذا لم يوافق عليها رئيس الجمهورية؟
– نعم… يعلنها ليعرف الرأي العام كل التفاصيل.
الا يخلق لذلك مشكلة مع رئيس الجمهورية؟
– لا… ولماذا… من حق الرئيس المكلف ان يقول ماذا قدم..!
هل تقول ان التفاؤل القائم مزيف؟
– دائما يلجأ فريق 8 آذار الى تعميم التفاؤل اعلاميا عندما يكون البلد ضايج، كما يقال بالعامية.
قد يصدق التفاؤل هذه المرة!
– انا لا ارى شيئا جديدا يوصلنا الى التفاؤل… الاوساط القريبة من رئيس الجمهورية تقول هناك حلحلة ما… والحلحلة بحسب وسائل الاعلام ان فريق 8 آذار قبل المداورة في الحقائب، وهذا ما طرحه فريق 14 آذار على لسان الرئيس فؤاد السنيورة… واذا حلت هذه العقدة فهناك عقد كثيرة… الرئيس المكلف يريد وزراء من غير المرشحين للانتخابات وفريق 8 آذار يرفض هذا المبدأ… وهناك مشكلة الاسماء… الوزير جبران باسيل على رغم كل ما نقرأ في البلد بطوله وعرضه اقول: ان المسؤول الناجح لا تلزمه دعاية ووضع بروشورات على الطرقات وفي كل وسائل الاعلام. فهذا دليل على الفشل، جبران باسيل كوزير فاشل في كل الوزارات التي تسلمها كل همه الظهور في وسائل الاعلام: انه شبيه عمه العماد عون تماماً! وهناك كثير من الوزراء مثل جبران باسيل في دائرة الفشل!
الوزير سليم جريصاتي صديقي منذ زمن بعيد، ولكن لا أقبل، عندما الدولة اللبنانية تمول المحكمة الدولية، ان يقوم وزير في هذه الدولة ويطل على وسائل الاعلام ليهشم هذه المحكمة… والوزير جريصاتي حرّ في آرائه السياسية ولكن المحكمة الدولية التي انشئت بقرارات من الأمم المتحدة لا يجوز لوزير ان يتناولها كما فعل الوزير جريصاتي، وطالما هو في هذا الموقف انا شخصياً ضد توزيره!
التفاؤل الذي تقول انه غير موجود تؤكده وسائل الاعلام نقلاً عن الرئيس نبيه بري والوزير وليد جنبلاط، وخاصة لجهة تأليف الحكومة والوصول الى قانون توافقي للانتخابات!
– الرئيس بري لا اعرف!! انما وليد بك اكيد أنه يسهل قدر المستطاع، ولكن شو بيطلع بإيدو مع حزب الله والعماد عون.
الرئيس بري مشهود له بتدوير الزوايا!
– لا اظن انه قادر على من هدفه ضرب الطائف.
كل المؤشرات تدل على ان ما يجري بشأن الاتفاق على قانون انتخاب ما هو الا جزء من سيناريو التمديد ما رأيك؟
– اكرر، الهدف ضرب الطائف… وما يقال من قبل فرقاء في 8 آذار و14 آذار، ان اقتراح اللقاء الارثوذكسي موجود وسنصوت عليه اذا لم نتوصل الى قانون آخر يوصل الى ضرب الطائف… الطائف يعني التعايش.
واذا اصبح اقتراح اللقاء الارثوذكسي قانوناً وحصلت الانتخابات بموجبه بعد فترة قصيرة سيعود المسلم الى المطالبة ب العد ويكون هذا من حقه.
رئيس الجمهورية يقول انه لن يوقع على اقتراح اللقاء الارثوذكسي لأنه يتناقض مع الدستور؟
– رئيس الجمهورية لن يوقع، ولكن أمامه مهلة زمنية وعليه ان يعيد القانون الى المجلس النيابي مع الأسباب الموجبة للرد، ويدرس المجلس النيابي القانون من جديد ويصوّت عليه واذا نال الأكثرية يصبح رئيس الجمهورية ملزماً بالتوقيع عليه… وبإمكان رئيس الجمهورية مع بعض النواب الطعن به امام المجلس الدستوري، وأنا برأيي مجرد طرح الاقتراح الأرثوذكسي على المجلس النيابي هو ضرب للطائف ولصيغة التعايش الاسلامي – المسيحي.

تمدد الأزمة السورية
بدأت الأزمة السورية تتمدد الى الأراضي اللبنانية عبر قصف مناطق مدنية في الهرمل وجوارها. هل ما زال بالإمكان تحييد لبنان عن هذه الأزمة؟
– نحن ضد التدخل في الشأن الداخلي السوري بالسلاح… بالأمس الأسبوع الماضي سمعت احد المسؤولين في حزب الله يقول: هناك أشخاص داخل سوريا يدافعون عن أنفسهم وهم لبنانيون داخل الأراضي السورية… ولكن هؤلاء يخضعون للنظام والأمن السوري من اين لهم هذا السلاح وهذه الصواريخ؟
كيف تتوقع ان تكون جلسات مجلس النواب العامة المقررة بين 15 و19 الشهر المقبل؟
– الرئيس بري شاطر بإدارة الجلسات، خاصة اذا حصل نوع من الاتفاق المبدئي على اقتراح اللقاء الأرثوذكسي… نحن في كتلة المستقبل وتيار المستقبل تنازلنا كثيراً وقبلنا باقتراح القانون المختلط، ومطلوب من الفريق الآخر ان يوافق على الاقتراح، والنوايا السليمة تعالج بعض التفاصيل.
انا خائف ان يكون هدف ضرب الطائف مستمر من خلال تعطيل كل شيء. تعطيل تأليف الحكومة وتعطيل الوصول الى اتفاق على قانون للانتخاب لمجرد ان يقول النائب علي فياض: ليتفق المسيحيون ونحن نوافق على ما يتفقون عليه دليل على التهرب من المسؤولية… هذا الحزب… حزب الله يعمل لتحقيق المثالثة، وهذا يشكل أكبر ضربة للمسيحيين… هذا المخطط مستمر! وما هو حاصل في منطقة الهرمل يدخل في هذا المخطط… تحالف الأقليات، وهذا سيجلب التطرف الى لبنان وسيدفع ثمنه المسيحي والشيعي والعلوي والسني المعتدل!  

السابق
شربل: لا بديل للحوار في لبنان
التالي
حياة توأمتين ملتصقتين تعيشان في جسد واحد!