الشرق : اتصالات الكواليس قد تسرع التاليف

يبدو ان الاتصالات واللقاءات التي تجري خلف "الكواليس" ومن دون "ضجيج اعلامي"، افضت الى توافق على المعايير التي ستعتمد في تشكيل الحكومة العتيدة برئاسة تمام سلام، وبدأ الشروع في "غربلة" الاسماء، وحصر "لب المشكلة" في احجام التوزيع على القوى بين مطالب بحكومة (9-8-7) وآخر بـ (7-7-10) او ثلاث ثمانيات (8-8-8) اذا اقتضى الامر.

وفي هذا السياق، نقلت وكالة الانباء "المركزية" عن اوساط الرئيس المكلف "ان لا ثلث معطلاً في حكومته لأي فريق مع تأكيد الحرص على التعاون مع مختلف الاطراف والتجاوب مع طروحاتهم التي تحترم معايير التشكيل. واوضحت ان اجواء اللقاءات مع موفدي قوى 8 اذار كانت ايجابية بحيث يمكن القول ان عملية التأليف احرزت تقدما يمكن التأسيس عليه وصولا الى اكتمال العقد الحكومي قريبا.

المردة في المصيطبة

ومع توسيع الرئيس سلام حلقة مشاوراته لتشمل مختلف القوى السياسية ذكرت "المركزية" ان موفدا من رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية هو الوزير يوسف سعادة زار المصيطبة مساء امس اطلع الرئيس المكلف على المعايير الحكومية وعلى وجهة نظر "المردة" في الشأن الحكومي.

ولفتت الاوساط الى "ان سلام يحرص في لقاءاته مع مختلف القوى على ابلاغها تمسكه بعدم حصر الحقائب باحزاب او طوائف كما بعدم تسمية وزراء يشكلون تحديا او استفزازا لاي فريق".

مرشح ولا مرشح

واذ اكدت الاوساط ان حكومة الـ24 وزيرا باتت ثابتة، تحدثت عن متابعة لحركة لقاءات فريق 8 اذار لا سيما التيار الوطني الحر، وتردد في هذا المجال، ان الزيارة المقبلة للمصيطبة قد تكون لرئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون، علما ان هذه المعلومات لم تدخل دائرة المؤكد بعد.

ولفتت الى ان تباينا في وجهات النظر يظَّهر في اللقاءات التشاورية الاخيرة حول نقطة مركزية تتمثل بتوصيف الترشيح بين من هو مرشح او غير مرشح للانتخابات في ضوء عدم تحديد هذا المسار بعد خصوصا ان اي اتفاق لم يتم حتى الساعة على القانون واشارت الى ان البعض سأل الرئيس المكلف كيف نصنف هذا بالمرشح وذاك باللامرشح اذا لم تجرِ الانتخابات في المدى القريب؟

الا ان الاوساط اكدت ان في مطلق الاحوال، فالتأجيل ان وقع، سيكون تقنيا ولن يعلن قبل التوافق على القانون، علما ان المهل الدستورية الضاغطة التي بدأت تدخل تدريجا مرحلة العد العكسي ستضع الجميع امام مسؤولياتهم للتوافق على قانون جديد او السير بما هو معمول به مع بعض التعديلات التي قد ترضي الفرقاء المعترضين، واستشهدت في هذا السياق بكلام العماد عون امس لجهة عدم مقاطعة الانتخابات حتى لو على اساس قانون الستين.

8 اذار

الا ان اوساطا في قوى 8 اذار، خالفت اجواء الاسترخاء والتقدم الحكومي وقالت لـ"المركزية" ان المفاوضات لم تحرز تقدما جديا من شأنه دفع التشكيل قدما، وعندما نتفق مع الرئيس المكلف على توزيع الحقائب يمكن انذاك التحدث عن خرق نسبي. ودعت سلام الى الاخذ بنصيحة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي لجهة اعتماد الواقعية لان المثالية لا تتطابق مع الواقع في هذا المضمار.

واعتبرت ان الحديث عن حكومة امر واقع في غير محله، لان التفاهم هو السبيل الوحيد لتشكيل الحكومات في لبنان، مشددة على رفضها المطلق لابقاء حقائب مع فريق معين مقابل فرض تخلي آخرين عن حقائبهم لان القضية ليست اقتصاصا من فريق او معاقبته فأما تطبق المعايير على الجميع والا فلا صيف وشتاء تحت سقف واحد ولا تنازلات من قبلنا.

حكومة سياسية

وفي حين برزت ملامح رفض من قوى 14 اذار للحكومة السياسية، وفق ما اوضح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع اعتبرت اوساط 8 اذار ان الوضع الراهن داخليا واقليميا يفرض حكومة سياسية تشكل مظلة واقية للبنان في ظل غياب المظلات التي حمته سابقا. ورفضت في هذا المجال المقارنة بين تشكيلة الرئيس ميقاتي عام 2005 وتشكيلة الرئيس سلام العتيدة، مؤكدة بان التحالف الرباعي انذاك حمى الوطن وجنبه المخاطر المحيطة به في حين ان لا غطاء اليوم للوضع اللبناني الا بتشكيل حكومة سياسية جامعة. ولفتت الى ان الثقة التي محضها 124 نائبا للرئيس المكلف لا يمكن الا ان يلاقيها في نصف الطريق ويأخذ مطالب القوى في اعتباراته التشكيلية.

احتواء الهجمة

على خط آخر، تحدثت مصادر مطلعة عن حراك بعيد من الاضواء للجم الهجمة اللبنانية في اتجاه الانخراط في الصراع السوري والمحت الى اتصالات مع الاطراف المعنية لايجاد مخرج يكفل العودة عن قرار الجهاد من جهة، ووقف دعم النظام السوري عسكريا من جهة ثانية. ودعت الى ترقب مفاعيل هذه الاتصالات في الايام المقبلة ان من خلال المواقف او ربما عبر قرار من مجلس الوزراء.

انتخابيا، وبعد اخفاق لجنة التواصل في الوصول الى وفاق، بدأ رئيس مجلس النواب نبيه بري جولة مشاورات مع القوى المعنية واستقبل للغاية النواب: اكرم شهيب وجورج عدوان وروبير غانم وبحث معهم في اجواء اجتماعات لجنة التواصل الاخيرة.

فاطمة غول

لا كهرباء: اما على الخط المعيشي فبرزت عقدة كهربائية اضافية مع عدم تمكن الباخرة التركية فاطمة غول من العمل على انتاج الكهرباء بسبب تحفظات ابداها الجانب التركي. واوضحت مصادر في مؤسسة كهرباء لبنان لـ"المركزية" ان تركيا سجلت ملاحظات على الاتفاق الموقع مع وزارة الطاقة ومؤسسة كهرباء لبنان ما دفع الاطراف المعنية الى اعادة البحث في جوانبه واكدت ان الحل سيتم ضمن اطار العقد لان اي حل آخر خارجه مرفوض.

ولفتت المصادر الى ان 9 مولدات من اصل 11 توقفت عن الانتاج في الباخرة بسبب عدم توفر المواصفات المطلوبة في مادة الفيول اويل المستعملة في ادارة الباخرة، واوضحت ان اصلاح الاعطال قد يستغرق اشهراً عدة بسبب استيراد فيول اويل بمواصفات تطابق المولدات بما يحول دون حصول اعطال جديدة.
  

السابق
الأنوار : استمرار عرقلة تشكيل الحكومة
التالي
اللواء: ألغاز التأليف: هل المالية بديل الثلث المعطل؟