الابتزاز المكشوف

يحرص «حزب الله»، منذ بداية عهد الرئيس ميشال سليمان، على عرقلة تأليف الحكومات المتعاقبة.

كلنا يذكر أنّ الحكومات الثلاث الأخيرة التي توالت على السراي استغرق تأليف كل منها ما بين ستة وخمسة أشهر… هكذا تباعاً منذ حكومة الرئيس فؤاد السنيورة مروراً بحكومة الرئيس سعد الحريري وصولاً الى حكومة الرئيس نجيب ميقاتي.

و»يلعبها» حزب الله بواسطة ميشال عون الذي سرعان ما يتجاوب مع رغبة «الحزب» فيبدأ بوضع سلسلة شروط ومطالب:

تارة يصرّ على توزير الراسبين في الانتخابات النيابية… ويتمسّك بهذا الشرط إكراماً لعينَي الصهر المدلّل الذي خذله الناخبون في دورتين إنتخابيتين متتاليتين في قضاء البترون، ويأخذ تذليل هذه العقدة أشهراً.

وطوراً يصرّ على وزارة الطاقة والنفط.

والى ذلك، يتمسّك بوزارة الاتصالات.

والجميع يعرف قيمة وزارة الاتصالات ووزارة الطاقة والنفط في هذه المرحلة.

وتزداد قيمة هاتين الوزارتين، وتتوضح أسباب التمسّك بهما عندما نعرف أنّ هذا المطلب هو لـ»حزب الله»، وليس ميشال عون أكثر من واجهة يتستّر وراءها الحزب.

ونعود الى أهمية الوزارتين: فالطاقة تأخذ بعداً استراتيجياً مع وجود ثروة النفط والغاز الكبيرة في مياه لبنان الإقليمية والاقتصادية تحت قعر البحر الابيض المتوسّط.

أمّا وزارة الاتصالات فهي توازي النفط والغاز أهمية مادية، ناهيك بأهميتها الأمنية الضخمة… وللتذكير فقط نكتفي بالإشارة الى أنّ المتهمين باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري تمّ كشفهم من خلال «داتا» وزارة الاتصالات.

ويلبس «الحزب» مسوح البراءة وهو يقول إنّه ليست له أي شروط، وهو يسهّل مهمّة الرئيس المكلّف سواء أكان اسمه فؤاد السنيورة أم سعد الحريري أم نجيب ميقاتي أم (حالياً) تمام سلام… ولكنه ملتزم بحليفه ميشال عون، وهو لن يمشي بأي تشكيلة لا يمشي عون بها…

وهي حال من الإبتزاز التي أسفرت عن شلّ السلطة التنفيذية في لبنان.

السابق
حاربوا ونحن ننفق
التالي
البحرين ترفض تقرير الخارجية الامريكية لحقوق الانسان