8 آذار تقدم مقاربتها للمعادلة الثلاثية


يحاول فريق «8 آذار» احتواء الضربة السياسية التي تلقاها باستقالة الحكومة الميقاتية وانتقال وليد جنبلاط الى التغريد خارج ما سماه دائماً «التحالف العريض». كانت البداية بمد اليد الى تمام سلام بتبني تكليفه، برغم محاولة حلفائه تكبيله بعناوين سارع هو الى تبنيها: حكومة حيادية من غير المرشحين وظيفتها انتخابية، مداورة في الحقائب الوزارية بين الطوائف، لا ثلث معطلاً لـ«8 اذار»، وصولاً الى اعتبار «إعلان بعبدا» أساساً للبيان الوزاري، من دون ان يستخدم الرئيس المكلف عبارات استفزازية في ما يخص معادلة الجيش والشعب والمقاومة.
يقود ذلك للاستنتاج أن سلسلة مطبات تعترض التأليف، بدءاً من تحديد هوية الحكومة، وصولاً الى البيان الوزاري، مروراً بنسب التمثيل وتوزيع الحقائب. وهنا، يقول مرجع مسؤول في «8 آذار» أنه حسن أن استدرك الرئيس المكلف بالاستماع الى فريقنا السياسي ولكن لا يمنع ذلك من إعادة لفت الانتباه بأن منطق الأحادية والتفرّد في التأليف وتسمية الوزراء قد انتهى ولا ينسجم وطبيعة التركيبة اللبنانية في اي زمان وظرف، وبالتالي، فإن قرر البعض المضي في هذا الاتجاه، معناه لا حكومة في المدى المنظور، الا اذا كان التوجه هو نحو حكومة لون واحد، وهذا معناه أخذ البلد الى شتى الاحتمالات.
وأما التنبيه الثاني فيتصل بالإشارات التي اطلقها تحديداً «تيار المستقبل» حول شطب معادلة الجيش والشعب والمقاومة واستبدالها بـ«إعلان بعبدا»، ويلفت المرجع نفسه الى الآتي:
ـ إن «إعلان بعبدا» الذي يسعى البعض في «14 آذار» الى تجييره ملكاً حصرياً له، كان «حزب الله» شريكاً في الوصول إليه على طاولة الحوار.
ـ إن «إعلان بعبدا» هو إعلان ظرفي، ولد في لحظة سياسية خاصة، ومحصور فقط بالأزمة السورية، ولا صلة له لا من قريب ولا من بعيد بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة، ولا هو بديل عنها، والكل يذكر مستوى التوتر الذي كان سائداً في لبنان ربطاً بالأزمة السورية في لحظة ولادة «إعلان بعبدا» في 11 حزيران 2012.
ـ إن أي محاولة من «14 آذار» لتكبير الإعلان، وخاصة في الاتجاه الجنوبي، قد يفرغه من محتواه، ويجعله غير ذي معنى.
ـ لقد تكامل «إعلان بعبدا» مع مسلمات بيان حكومة نجيب ميقاتي، وخاصة لجهة المعادلة الثلاثية، ولم يأت ليشكل بديلاً عنه. ولا يجوز بالتالي أخذ التفصيل وترك الأصل الذي هو البيان الوزاري، علماً أن الذين اجتمعوا على طاولة الحوار في حزيران 2012 كانت أمامهم مسلمة أن إسرائيل هي العدو، لذلك فإن سياسة النأي بالنفس التي ينص عليها «اعلان بعبدا» ليست حيادية في الصراع العربي الاسرائيلي ولبنان ضمنه، بل هي حيادية في الصراعات العربية وفي طليعتها الأزمة السورية.
ـ إن المس بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة هو مس ببند ميثاقي، خاصة أن هذا المثلث هو واحد من الوسائل المشروعة التي يعتمدها لبنان من اجل تحرير أرضه وحماية سيادته.
ـ إن من يدعو الى استبدال منطق المقاومة بالديبلوماسية، كمن يدعو الى القبول بالأمر الواقع، أو طمر الرأس في الرمل، خاصة أن الديبلوماسية لم تحرر شبراً من الارض، بينما أظهرت المقاومة العكس، لا بل فرضت توازن رعب مع العدو، وشكلت درعاً واقية للبنان من أي عدوان.
ـ إن حذف معادلة الجيش والشعب والمقاومة من البيان الوزاري، لأية حكومة، معناه الإعلان رسمياً عن رفع الغطاء عن المقاومة وعن كل الإنجازات والتضحيات التي توالت منذ الاجتياح الإسرائيلي في العام 1982.
ـ إن حذف تلك المعادلة معناه الإعلان رسمياً أن لبنان عاد ساحة ولم يعد وطناً.
ـ إن حذف المعادلة الثلاثية، لا يلبي طلباً إسرائيليا ـ أميركياً بل يشكل استقالة من الوطنية والسيادية.
ـ ماذا يقول لبنان للقمة العربية التي انعقدت في الدوحة في آذار الماضي والتي أكدت في بيانها الختامي على «دعم حق لبنان حكومة وشعباً ومقاومة في تحرير واسترجاع مزارع شبعا وتلال كفر شوبا اللبنانية والأراضي اللبنانية في قرية الغجر، والدفاع عن لبنان في مواجهة أي اعتداء، وذلك بالوسائل المشروعة والمتاحة كافة».
ـ إذا كان البعض يتذرع بأن المقاومة استخدمت سلاحها في الداخل، «فعليه أن يتذكر أن ذلك ما كان ليحصل إلا في مواجهة من كان يريد إلغاء عناصر قوة المقاومة في 5 أيار 2008».

السابق
إيران وتدمير المشرق العربي
التالي
كذب اللبنانيون.. ولو صدقوا