كذب اللبنانيون.. ولو صدقوا

"ينقسم اللبنانيون بحدة بين مؤيد ورافض لإقرار قانون الزواج المدني الاختياري: أغلبية بسيطة وبنسبة 52 في المئة ترفض إقرار القانون، فيما يؤيده 45 في المئة".
تثير النسبة الواردة أعلاه التفاؤل. 7 في المئة فقط يقفون عائقاً أمام إقرار القانون. رقم يكاد لا يذكر.
حسناً، صدّقنا. ويمكن لنا كدليل على حسن النية، أن نتذكر بعض الأرقام الواردة في دراسات أخرى:
ارتفاع نسبة مؤيدي النظام النسبي من 61 في المئة في العام 2005 إلى 77 في المئة في آب 2012.
الغلاء يضرب القدرة الشرائية لـ83% من المواطنين، و78% منهم يخفضون قائمة مشترياتهم و75% يؤيّدون التظاهرات احتجاجاً، بحسب استطلاع نشر في حزيران 2012.
75 في المئة يؤيدون قانون منع التدخين في الأماكن العامة.
يمكن أن نتخيل أيضاً أن 99 في المئة من اللبنانيين يطالبون بعودة التيار الكهربائي 24 على 24، ويؤيدون زيادة فرص العمل وتحسين مستوى المعيشة وإصلاح الضمان و..
علينا فقط أن ننتظر الآن أن يعبّر هؤلاء المؤيدون، بالفعل، عن موقفهم في التظاهرات والتحركات.. وفي الانتخابات النيابية المقبلة.
***
"يتقبّل اللبنانيون بعضهم بعضاً كأفراد، ولا يمانعون الزيجات المختلطة من حولهم. 62 في المئة منهم يؤيدون الزواج المختلط، فيما 34 في المئة يرفضون ذلك".
لا شك في ذلك. اللبنانيون شعوب متحابة، تقبل الاختلاف، وتحترم الآخر ورأيه.
اللبنانيون يحبون الاختلاط، جداً، الساخن تحديداً، يرغبون به، ويستعجلون حصوله.. وخصوصاً بين الطوائف.
***
"ترتفع نسبة تأييد القانون بوضوح مع المستوى التعليمي ومع مستوى دخل الأسرة، فيؤيده 26 في المئة ممن لديهم تعليم ابتدائي، لترتفع إلى 57 في المئة لدى الجامعيين. ويؤيده 28 في المئة ممن دخل أسرهم يقل عن 800 دولار شهرياً، لترتفع إلى 82 في المئة ممن يزيد دخلهم عن 5000 دولار".
وإذا ما عرفنا أن "59 في المئة من اللبنانيين يرون أن قانوناً كهذا يشكل فرصة لتخفيف الاحتقان الطائفي"، يمكن لنا أن نستنتج ببساطة أن الفقراء لا يريدون تخفيف الاحتقان الطائفي.
يعني: الفقراء يسعون لنيل شرف المشاركة في الحرب المقبلة.
لا، لا. دعنا من التشاؤم. لا بد أن الحل بيد الشباب الواعي المتعلمّ. هؤلاء أكثر انفتاحاً بالطبع.
***
"اللبنانيون الذين تزيد أعمارهم عن 55 سنة يؤيدون بأغلبيتهم القانون المدني الاختياري، وبنسبة 55 في المئة مقارنة بـ36 في المئة فقط من الشباب في مرحلة الزواج والذين تراوح أعمارهم بين 24 و35 سنة".
حسناًـ ما زبطت. ليس الحل إذا بيد الشباب.
ببدو أن الحرب وحدها ستكون على يدهم.

السابق
8 آذار تقدم مقاربتها للمعادلة الثلاثية
التالي
مقامرة اردنية خطرة