أسامة سعد: نطالب رئيس الجمهورية بوضع حد للعبث بأمن صيدا ولبنان

ألقى الامين العام للتنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد كلمة خلال احتفال أقيم في قانا في الذكرى السابعة عشرة للمجزرة الاسرائيلية التي استهدفتها، وقال: "في ذكرى مجزرة العصر، وعلى أرض قانا، أرض الشهادة والشهداء، نقف إجلالا وإكبارا لأرواح الضحايا الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ والرجال الذين سقطوا عام 1996 في مقر تابع لقوات الأمم المتحدة بقذائف العدو الصهيوني المصنعة في أميركا.
قوات الأمم المتحدة التزمت موقف المتفرج، وأظهرت العجز الكامل عن حماية هؤلاء المدنيين الذين لجأوا إليها.
أما الولايات المتحدة التي منحت العدو كل أنواع الأسلحة الفتاكة، وساندت كل اعتداءاته على لبنان، فلم تكتف بذلك، بل سارعت إلى منع أي إدانة لإسرائيل في مجلس الأمن الدولي".

واضاف: "مجزرة قانا ليست المجزرة الأولى التي يرتكبها العدو الصهيوني، بل سبقتها مجازر عديدة. غير أن الشعب اللبناني انتفض في مواجهة الإجرام الصهيوني والعدوانية الصهيونية وبرزت المقاومة اللبنانية، المقاومة الوطنية والمقاومة الإسلامية بعدما ظهر جليا أن المراهنة على العلاقات الدولية، وعلى الأمم المتحدة، لا ترد العدوان، ولا تحرر الاوطان، ولا تمنع المجازر".

وتابع: "وحدها المقاومة المرتكزة على الاحتضان الشعبي هي التي حررت لبنان من الاحتلال الإسرائيلي.
وحدها المقاومة هي التي أجبرت المحتل الإسرائيلي على الانسحاب من بيروت عام 1982، ومن الجبل عام 1983، ومن صيدا وصور والنبطية عام 1985، وصولا إلى إنجاز تحرير معظم الأراضي اللبنانية عام 2000.
والمقاومة هي التي فرضت توازن الرعب بعد إلحاقها الهزيمة بالعدو عام 2006.
هذه المقاومة هي التي تشكل قوة لبنان في مواجهة الأطماع الصهيونية في أرضه ومياهه وثرواته. وهي التي تقف على استعداد لتحرير ما تبقى من أراض لبنانية محتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.
وأما الذين يدعون إلى إلغاء المقاومة، ونزع سلاحها، فنقول لهم:
لولا المقاومة لكان العدو الصهيوني لا يزال يحتل الجنوب، بل لكان بقي في العاصمة بيروت.
ولولا المقاومة لكان العدو قد واصل استباحة المدن والقرى اللبنانية كما كان يفعل قبل انتصارات المقاومة.
ولولا المقاومة لما كان لبنان قادرا على الحفاظ على ثروته المائية، ولا حتى التفكير باستغلال ثرواته من النفط والغاز".

وأضاف: "أعداء المقاومة لا يزالون هم أنفسهم منذ قيام جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية عام 1982 حتى اليوم. تآمروا على المقاومة منذ البداية، وما زالوا. وقد استخدموا في تآمرهم كل ما في جعبة أسيادهم المستعمرين والصهاينة من دسائس، وهم يلجأون اليوم إلى استخدام سلاح المذهبية.
المذهبية سلاح سلطه الحلف الأميركي الصهيوني على المنطقة العربية من أجل إضعافها".

واكد "أننا على ثقة تامة بأن المقاومين والوطنيين الشرفاء قادرون على إفشال مخططات الفتنة المذهبية، على الرغم خطابات الشحن والاستفزاز والتوتير، وعلى الرغم من التعديات وقطع الطرقات، وعلى الرغم من كل الظواهر الشاذة، من طرابلس والبقاع إلى صيدا وبيروت".

وتابع: "نحن نؤكد أن تلك الظواهر لا تمثل إلا نفسها، ونؤكد أن الأكثرية الساحقة من اللبنانيين ترفض الانجرار إلى مستنقع الفتنة المذهبية.
فقبل أيام قليلة، أحيا اللبنانيون ذكرى اندلاع الحرب الأهلية في الثالث عشر من نيسان عام 1975. فعبروا عن الرفض القاطع للعودة إلى الحرب الأهلية ومآسيها وعن التمسك بالسلم الأهلي.
وفي صيدا، عاصمة الجنوب ومدينة المقاومة، تعبر الغالبية من أبناء المدينة عن رفض الخطاب المذهبي الاستفزازي والممارسات الشاذة وعن التمسك بموقع المدينة ودورها، وبحرية المعتقد السياسي والديني، وبالانفتاح على سائر المناطق، وخصوصا العمق الجنوبي".

وطالب "جميع الشرفاء الحرصاء على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي بتوحيد الجهود لمواجهة ما تمثله تلك الحالات الشاذة من تهديد لوحدة الجنوب ولبنان".

وقال: "لا يخفى عليكم أن الظواهر الشاذة المشار إليها إنما تلقى الرعاية والدعم من الداخل والخارج. ولا يخفى أن مرجعيات رسمية وأجهزة رسمية توفر الغطاء السياسي لتلك الظواهر ولممارستها الاستفزازية. وفوق كل ذلك تقود قوى طائفية من داخل السلطة وخارجها حملات الشحن والتحريض الطائفي والمذهبي ما يؤدي إلى توتير الأجواء، وهز الأمن والاستقرار، وتعميق الانقسامات الطائفية والمذهبية".

واضاف: "أخاطب فخامة رئيس الجمهورية وأقول له: "إن هذه الدعوة هي دعوة الى الصدام الأهلي، وإن مسؤولية فخامة الرئيس توجب أن يضع يده على هذا الملف، وأن يعمل على حسمه لمصلحة الوحدة الوطنية، ولمصلحة الأمن والاستقرار في مدينة صيدا، لأني سمعت أن من من الممكن أن نسمح لمثل هذه الاعتصامات على بعد 100 متر أو 200أو 300 أو 400 أو 500 متر من المراكز المستهدفة، فالمئة متر أو العشرون متر، أو المئتا ألف متر شبيهة ببعضها، فالمبدأ من أساسه غير مقبول، لأن فئة من اللبنانيين تتحرك ضد فئة أخرى على أساس ديني أو مذهبي.
فالمبدأ مرفوض يا فخامة الرئيس، ومسؤوليتك أن تضع يدك على هذا الأمر وتوقف هذا العبث الذي يهدد أمن ليس فقط صيدا واستقرارها بل الجنوب ولبنان كله".

وتابع: "بات من الواضح للجميع أن نظام الطائفية السياسية هو السبب الرئيس للتوترات والانقسامات والحروب الأهلية الساخنة والباردة. لقد فشل النظام الطائفي في بناء الدولة العادلة والقادرة، كما فشل في توفير الأمن والاستقرار، فضلا عن فشله في مجال التنمية، وعلى صعيد توفير فرص العمل لجيل الشباب، وتوفير الرعاية الصحية والاجتماعية للبنانيين.
وفوق كل ذلك، برهن هذا النظام عن العجز عن حماية لبنان من الاعتداءات والاجتياحات الإسرائيلية".

وقال: "لكل ذلك، بات من الملح تجاوز النظام الطائفي، وإقامة حكم وطني ديموقراطي حقيقي. وأحد المداخل الموصلة إلى تجاوز النظام الطائفي هو في سن قانون للانتخابات خارج القيد الطائفي، يرتكز على النسبية والدائرة الوطنية الواحدة".
  

السابق
في اسبوع نسج الروابط في عين ابل الامين: تاريخنا فيه شوك
التالي
البزري: الانفتاح السياسي يزيد قدرة الجيش والقوى الأمنية على التحرك