الشيخ فضل مخدِّر قراءتي لها الدَّور الأكبر في ثقافتي

العلاَّمة الشَّيخ فضل مخدِّر، هو واحد من علماء الدين التنويريّين العاملين الأَعلام، في العالمين العربي والإسلامي. فالشَّيخ مخدِّر مكَّنه جمعه للثقافتين الدينيّة والمدنيّة – وعبْر التوفيق الحميم المحكم، وبالنسبة نفسها بين الجانبين الأدبيّ والدِّينيّ في شخصيّته – من أن يكون في عِداد طليعة متصدّري المشهد الثقافي الإبداعي عندنا. فهذا الرجل هو عالِمُ دِين وشاعر وباحث ورسَّام وروائيّ وقاصّ، كما أنه ناشطٌ ثقافيٌّ بارز، يتمتّع بطموحٍ إنسانيّ منفتح ودؤوب. هنا حوار معه، يُلقي الضّوء على معالِم أساسيّة من سيرته الذاتيّة.
• سماحة الشيخ، من هما والداك؟ وما اسم قريتك؟ ومتى وُلدتَ وأين؟
والدايّ قرويان من البابلية- في قضاء صيدا- لبنان الجنوبي، عامليان حملا معاناة العامليين، وكان لهما هجرتان من القرية إلى المدينة ومنها إلى المغترب حيث ولدتُ في الكويت أواخر العام 1965م.
• كم هو عدد أشقّائكَ وشقيقاتك وما ترتيبكَ بينهم؟
لي شقيق واحد أصغر مني ومن الأخوة ثلاثة ذكران وأنثى وكلهم أكبر منّي.

موهبة مبكرة
• أين عشتَ طفولتك ومراهقتكَ؟ وكيف كانتا؟ وهل من شيء لافتٍ بقي عالقاً في ذاكرتكَ منهما؟
انقسمت طفولتي بين الكويت ولبنان مدينةً وقريةً وكانت مراهقتي وبداية الشباب في الكويت، أما ما يمكن أن أعتبره لافتاً فإنني ألجأ إلى رأي بعض من عرفني في الصِغر حيث كان يلفت، هذا البعض، قراءاتي المبكرة وحمل الريشة والرسم منذ الطفولة.
• كيف كانت كيفيّة انتقالكَ من القرية إلى المدينة؟ يمكن تغيير صيغة السؤال بما يتناسب مع الإجابة؟
ولدتُ وعشت الطفولة الأولى في المدينة وذلك في الكويت وعندما عدنا في العام 1970م إلى لبنان عشت في بيروت إلى أن بدأت حرب السنتين حيث تعرّفت في حينها على القرية وتعلقت بها، ولكن ظروف الحرب الأهلية دعتنا إلى الغربة مجدداً.
• ماذا عن الجوَ العائليَ الذي ولدتَ ونشأتَ فيه؟ ومن من شخصيّاته كان له التأثير الأكبر على شخصيتك؟
لا شك في أنني تأثرت بكلا والديّ، لكن لوالدتي في الجانب الديني والجانب الشعري تأثير أكبر فهي ابنة بيئة شعرية عامية وكانت تنظم الشعر كذلك.
• في أيّ من المدارس أمضيتَ مراحلك التعليميّة، وما هي الشهادة الرسميّة الأخيرة التي نلتها؟
المرحلة الابتدائية انقسمت بين مدرسة رأس النبع الرسمية ومدرسة البابلية الرسمية ومدرسة بيت المقدس في الكويت، والمرحلة المتوسطة والثانوية كانت في المدرسة الوطنية الجعفرية في الكويت، وآخر شهادة رسمية كانت الماجستير في الفلسفة والإلهيات من جامعة آزاد – ودكتوراه شرف في الشعر العربي من جامعة الحضارة الاسلامية المفتوحة.

عاملٌ أساسيّ
• لماذا اخترت دراسة العلوم الدينيّة؟ وهل كنتَ تودّ حقّاً أنْ تكون عالِمَ دِيْنِ، أمْ أنّ ظروفاً معيّنة دفعتك إلى ذلك؟ وأين تلقيّت علومكَ الدينيّة الأكاديميّة؟
لم يكن هناك أي ظرف غير طبيعي في اختيار دراسة العلوم الدينية؟ فإن البيئة التربوية لاسيما المدرسية في مرحلتي المتوسطة والثانوية كانت العامل الأساسي في توجيهي الديني، وهو ما دفعني لاختيار العلوم الدينية وسلوكه كخط ومنهج علمي في حياتي، وقد تلقيت دراستي الدينية بين الكويت وقم المقدسة، وحوزة جبل عامل العلمية.
• كيف حصّلتَ ثقافتكَ المدنيّة؟ وكيف استطعتَ التوفيق بينها وبين ثقافتكَ الدِّينيّة؟
أعتقد أنه كان لي من التوفيق الكبير في أن أحظى بأساتذة مثقفين سواء في مراحل دراستي العصرية أو الدينية، ما أعطاني الفرصة لأكتساب دراساتي العلمية في الاتجاهين محفوفاً بعناية خاصة ما فتح لي الباب على الثقافات عموماً، وكان للقراءة الدور الأكبر في ثقافتي.

معطًى إنسانيّ
• ماذا عن بداياتكَ في القراءة والكتابة؟ ومتى وكيف ولماذا احترفتَ الكتابة الإبداعيّة؟
كانت قراءتي في سن مبكرة جداً. فمنذ أن تمكنت كما نُعبٍّر في الدارج من "فك الحرف" حتى توجهت نحو القراءة. أتذكر أنني منذ السابعة من العمر كانت "خرجيّتي " عشرة قروش تنقسم إلى "فرنك" للمشتريات الطفولية و"فرنك" لاستئجار قصة طفولية، من المكتبة، كنت أتبادلها مع رفقائي بما يسمح لقراءة أكثر من قصة ب" فرنك" واحد، وفي عمر العاشرة بدأنا بقراءة المجلات المصورة والألغاز البوليسية إلى أن دخلنا إلى عالم الرواية العربية في السبعينات ومن ثم الرواية والقصة العالمية.
أما عن احتراف الكتابة الإبداعية فلا شك أن للقراءة دوراً كبيراً في ذلك لكن أعتقد أن للموهبة الدور الأكبر عند كل كاتب.
• أنت عالِمُ دِينٍ وشاعرٌ وروائيّ وباحث ورسّام، فما هي المعطيات التي كَمَنَتْ وراء كل ذلك؟ وبالتالي كيف استطعتَ التوفيق أو الملاءمة بين جميع هذه الجوانب في شخصيّتك الثقافيّة؟
دائماً ما يواجهني هذا السؤال وفي كثير من المواقف خصوصاً في المقابلات الصحفية: كيف استطعت التوثيق والمواءمة بين كل ذلك لاسيما كونك عالم دين. لدرجة أنني بدأت أسأل نفسي: هل هي حالة غريبة؟ أم هو خروج عن قواعد عامة؟ وفي بعض
الأحيان أحسست كأننا في عالم الاجابات السياسية والدبلوماسية كما يُعبّرون، ولكن ما توصلت إليه في نهاية المطاف أن وجود الإنسان الإنسان هو المعطى الوحيد الذي يكمن وراء الفن والجمال وهو وراء كل ذلك.

 

الشيخ فضل عباس مخدِّر
من بلدة البابلية قضاء صيدا – لبنان الجنوبي – ولد في الكويت العام 1965م وترعرع فيها.
درس العلوم الدينية في الكويت وقم المقدسة وجبل عامل/ لبنان.
حائز على شهاداته العلمية في العلوم الإسلامية واللغة العربية من كلية الفقه – حوزة جبل عامل العلمية.
حائز على شهادة الليسانس في الإلهيات: الفلسفة والحكمة الإسلامية، من جامعة آزاد الإسلامية (فرع لبنان) في العام 2007 م.
حائز على شهادة الماجستير في الإلهيات: الفلسفة والحكمة الإسلامية، من جامعة آزاد الإسلامية (فرع لبنان ) في العام 2011 م.
منح دكتوراه شرف في الشعر العربي من جامعة الحضارة الإسلا مية المفتوحة في العام 2006 م.
مدير عام حوزة جبل عامل العلمية من العام 1988 – 1998م.
أمين سر تجمع العلماء في جبل عامل.
عضو مؤسس ومدير عام "ديوان الكتاب للثقافة والنشر".
منسق عام مؤتمر الناشر العربي. 2005 – 2007 – 2008 م.
منسق عام مهرجان لبنان للشعر العربي منذ العام 2008 م.
عضو الهيئة الإدارية: أمين الشؤون الثقافية في "إتحاد الكتاب اللبنانيين" منذ العام 2010م حتى 2012 م.
تم انتخابه نائب الأمين العام لإتحاد الكتّاب اللبنانيين في 11 تشرين أول 2012م.
شاعر وكاتب، ونشر له العديد من القصائد والنصوص الأدبية والدراسات الشعرية والفكرية.

صدر له:
ديوان شعر تحت عنوان "صلة تراب".
أدب ديني تحت عنوان "طواف الروح".
نصوص نثرية تحت عنوان "شِقشِقة قلم".
رواية: تحت عنوان "اسكندرونة".


تحت الطبع:
نصوص نثرية: تحت عنوان "نصوص مسكونة".
دراسة: تحت عنوان "الحاكم عند الفارابي – بين الإسلام والفلسفة".
شارك وحاضر في عدد من الجامعات والمؤتمرات والندوات والأمسيات اللبنانية والعربية والدولية.
حائز على شهادات تقدير العديد من المؤسسات العلمية والثقافية.
رسام وله عدة لوحات فنية.
 

السابق
نتنياهو: إسرائيل مستعدة للتعامل مع الأسلحة في سوريا
التالي
آلان عون: النائب علي فياض لعب دور المسهل