حتى 120 سنة

65 سنة لدولة اسرائيل، أي لدولة شعب اسرائيل الذي هو الشعب اليهودي. هذا تقريبا هو سن التقاعد. الجد المتقاعد اليوم هو ابن الجيل الذي ولد حوالي موعد اقامة الدولة. أبواهما اللذان قدما التضحية الاكبر من أجل الانتصار في حرب الاستقلال وبناء دولة اسرائيل. نحو 6.000 قتيل من اصل سكان يبلغ عددهم نحو 600.000 نسمة في العام 1948 هو نحو 60.000 قتيل في هذا الزمن! جيل الجد المتقاعد هو الذي قاتل في حروب اسرائيل (في حملة السويس في 1956، في حرب الايام الستة 1967 وفي حملات اخرى) من أجل الدفاع عن البناء الذي أقامه أبواه وصيانته.
جيل ابنائهم وأحفادهم هو الذي ثبت البناء واستقر بدولة اسرائيل في جبهة الدول المزدهرة في العالم رغم مشاكل الامن التي لا تنقطع: مع تكنولوجيا وعلم في جبهة التقدم؛ مع المكان الثالث من بين شركات التكنولوجيا العليا في بورصة نيويورك قبل بريطانيا واليابان؛ مع طب واجهزة طبية وادوية جديدة من الرائدة في العالم؛ مع زراعة تأسر البلدان، مع قدرات طاقة من الاكثر تقدما؛ مع اقتصاد مستقر في عالم اقتصادي من عدم الاستقرار، والقائمة طويلة.
من كان في شنغهاي في المعرض العالمي قبل سنتين ونصف السنة، وزار الجناح الاسرائيلي وكان شاهدا للانفعال الصيني والعالمي – كان بوسعه أن يشعر بالفخار بعظمة انجازات الدولة. وكعظمة الانجازات هكذا ايضا حجم النواح والبكاء على الامور السيئة التي في الدولة. وهكذا أيضا شدة الشر والاغراض لتعطيل الانجازات وتشويه كل ما هو جميل. وبالطبع الكثير جدا من الامور ليس كما ينبغي أن تكون، وارتكبت العديد من الاخطاء وهنا ايضا القائمة طويلة ومحزنة. ولكن التوازن ورؤية عموم الصورة هما اللذان ينبغي أن يوجهانا وليس الحماسة احادية الجانب.
عندما اقيمت الدولة كانت لنا مشاكل فقط تقريبا، وكانت لدى بعض من الدول العربية الكنوز فقط، كنوز النفط. ماذا حصل لهم؟ ماذا فعلت السعودية مع كل مالها؟ هل حظي سعودي بجائزة نوبل؟ هل ساهمت في شيء ما في صالح صحة البشرية؟ هل انتجت شيئا ما مجديا بذاتها؟ لا شيء! إمارة قطر عرفت كيف تشتري بالمال فرق كرة قدم في اوروبا، ولكن لا أن تساهم في شيء ما في صالح البشرية. وعن الدول العربية التي لا كنوز لها حدث ولا حرج. مجتمعاتها غرقت وتواصل الغرق فقط. الا أنها تحاول اليوم ايجاد الحل في الاسلام السياسي.
المفارقة هي أنه بسبب دولة اسرائيل، فان الفلسطينيين الذين لم يحظوا بعد بدولة مسقلة خاصة بهم (رغم ‘الاحتلال’) بشروط معيشة أفضل تقريبا منها في كل الدول العربية. في السنة الـ 120 للدولة في 2068، ماذا سيروي الجد، الحفيد الصغير اليوم، لاحفاده؟ صغار الايمان، المتشائمون الخائفون، سيقولون انه لن يكون هناك جد يروي. برأيي يوجد لدولة اسرائيل قدرة كامنة هائلة على مضاعفة النمو في المستقبل، بما في ذلك في المقدرات البشرية التي يوجد فيها ارتفاع مذهل في الخصوبة (تصل الى ثلاث ولادات للمرأة وليس فقط لدى الاصوليين!).
التهديدات والمخاطر أقسمها الى اثنين: الاول، الخارجي، الذي يدعوه البروفيسور يحزقيل درور: ‘حرب الابادة المستمرة ضد اسرائيل والنابعة من الجذور العميقة للنزاع العربي – اليهودي الاسرائيلي – الاسلامي’. في هذا الاطار يعد وجود سلاح نووي فاعل في يد ايران بمثابة تهديد شبه وجودي. الثاني، وهو ليس أقل اهمية، داخلي: فقدان الثقة بعدالة الطريق الصهيوني: على ماذا نُقتل وعلى ماذا نُكافح؛ الكراهية العابثة المتحمسة والكراهية الذاتية المدمرة؛ ‘عبادة الاصنام’: السجود الاعمى لارض بلاد اسرائيل من جهة والايمان المسيحي ‘بالسلام الحقيقي’ السريع لقاء أي ثمن. أؤمن بان أحفادي وحفيداتي سيحظون بل وسيحظون جدا في أن يرووا لاحفادهم عن روعة دولة اسرائيل.

السابق
عن الحياة وعن الموت
التالي
لكل جندي اسم