الأسير: “تفو” على الجيش اللبناني

ما هو نوع المنشطات التي تناولها أحمد الأسير خلال زيارته تركيا لثلاثة أيام في الأسبوع الماضي، ومن قدم له الوصفة؟ وهل صحيح أنه التقى مسؤولين في المخابرات التركية لقّنوه لائحة تعليمات وخريطة تحرك للمرحلة المقبلة؟ تساؤلات تتردد في صيدا بعد النشاط الزائد الذي لازم الشيخ منذ عودته مساء الخميس إلى مسجد بلال بن رباح في عبرا. نعمت المدينة بالهدوء في الأسابيع الماضية بفضل «شعور الأسير مع جيرانه المسيحيين» ليمضوا أعيادهم بسلام من جهة، وانعكاساً للتهدئة والتوصيات بضبط النفس واللسان التي وصلته من جهة أخرى. لكن الأسير يعوّض منذ الجمعة الفائت عما افتقده الجمهور من «أكشن». بعد صلاة الجمعة، قاد مسيرة راجلة «ضد سلاح الفتنة وشققه» واستعاد لغة الشتائم ضد حزب الله والجيش ومخابراته في صيدا. لكن الأسير في اعتصام أمس في دوار مكسر العبد في صيدا، وتحت الشعار ذاته، تفوق على نفسه باستخدام أعلى سقف من الشتائم والهجوم منذ بداية تحركاته. فقد تمنى على الجيش السوري الحر بأن «يتوصى بكل شخص يقاتل في سوريا مع النظام بأشد العقاب»، متفوهاً بكلمة «تفو على الجيش اللبناني، جيش إيران». وأعلن بدء «النضال حتى إخراج الغرباء من صيدا، انطلاقاً من الاعتصام أمام مجمع الزهراء يوم الجمعة المقبل واعتصام قريب أمام منزل السيد حسن نصر الله». وبينما كان الشيخ يطلق السباب وينزل اللعنات على نصر الله والرئيس نبيه بري، كان أحد عناصره يجول بين عناصر القوى الأمنية وجنود الجيش ومخابراته الذين انتشروا في محيط الاعتصام، ويلتقط لهم الكثير من الصور.
ومن المنتظر أن تعيد تحركات الأسير خلق توتر كبير في صيدا، وخاصة أن المكان الذي اختاره لاعتصامه يوم الجمعة المقبل سيؤدي إلى إثارة الكثير من الحساسيات، ربطاً بالهوية المذهبية للمجمع المستهدف بالاعتصام.
إشارة إلى أن الأسير تقدم بثلاثة طلبات لترخيص تحركاته أمس وأمام مجمع الزهراء الجمعة المقبل وفي دوار المرجان يوم الأحد الفائت. المحافظ منح ترخيصاً لاعتصام أمس، أما الاعتصامان المقبلان فإنه حوّل طلبهما إلى وزير الداخلية مروان شربل لبتّ أمرهما، ولا سيما اعتصام الجمعة الذي «استدعى الدعوة إلى عقد اجتماع لمجلس الأمن الفرعي في اليومين المقبلين لمنع حصوله وتدارك تداعياته»، بحسب مصدر أمني.
وتسبب تحرّك أمس بزحمة سير في المدينة، وبشل جزء كبير من حركتها التجارية.
وإذا تحرك الأسير أمس بوحي من زيارته التركية، فإن النائبة بهية الحريري استقبلت في منزلها في مجدليون السفير التركي في لبنان إنان أوزيلديز نفسه. الزيارة التي اندرجت في إطار مهرجان الأفلام التركية الذي استضافته ثانوية رفيق الحريري في صيدا، تطرقت إلى «التطورات، سواء في صيدا أو بيروت» كما قال أوزيلديز الذي «تفهم إحباط أهالي المخطوفين اللبنانيين في أعزاز». وأكد أن تركيا تتابع جهودها لمساعدتهم.

السابق
جنتلمان.. 32 مليون مشاهدة بيومين
التالي
وصفة للتدخل الخارجي