الحياة: المجتمع المدني ينشط لرفض الحرب اللبنانية في ذكراها ال38

احيا اللبنانيون أمس الذكرى الـ38 للحرب الأهلية اللبنانية التي دامت 15 سنة وانتهت باتفاق الطائف، وشهدت مناطق عدة نشاطات ترفض تجدد الحرب، نظمها فرقاء سياسيون لكن معظمها جاء من منظمات المجتمع المدني، لا سيما في مدينة طرابلس، التي نفذ فيها مواطنون من الطوائف كافة اعتصاماً تضامنياً مع أحد أبناء الطائفة العلوية الطرابلسيين بعدما تعرض صالون الحلاقة خاصته للحرق من قبل مجهولين، في إطار التعديات الطائفية في المدينة.

ودعا رئيس الجمهورية ميشال سليمان في بيان لمناسبة الذكرى، الى «أخذ العِبَر مما حصل عندنا والتبصر في ما يحصل حولنا في المنطقة لإدراك الحاجة الملحة الى التعاون بين الجميع وتقديم التضحيات كي يبقى لبنان في منأى عما يحصل في جواره.

ورأى أن «وضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار هو النقطة المشتركة التي يجب أن يلتقي حولها المسؤولون. كما دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي جيل الشباب الى «الاتعاظ من دروس غيرهم وأن يرفضوا استخدامهم وقوداً في معارك عبثية

أما على صعيد اتصالات الرئيس المكلف تأليف الحكومة تمام سلام، فقد اجتمع بعد ظهر أمس في دارته الى وفداً من قوى 8 آذار و «التيار الوطني الحر ضم وزير الصحة علي حسن خليل، وزير الطاقة، جبران باسيل، المعاون السياسي للأمين العام لـ «حزب الله حسين خليل، عضو تكتل «التغيير والإصلاح النيابي هاغوب بقرادونيان والوزير السابق يوسف سعادة عن تيار «المردة

وقال تلفزيون «المنار الناطق باسم «حزب الله إن الاجتماع اتسم بـ «الصراحة المتبادلة، فيما التزمت مصادر الرئيس سلام بالصمت الكامل حوله.

وقال أحد المشاركين في الاجتماع من قوى 8 آذار لـ «الحياة أن الصراحة التي سادت الاجتماع استدعت الاتفاق على مواصلة البحث في لقاء آخر لم يحدد موعده، «فنحن عرضنا وجهة نظرنا حول الحاجة الى قيام حكومة سياسية تمثل جميع الأطراف، والرئيس سلام أبلغنا أنه يفضل حكومة من المحايدين الذين لا يستفزون أحداً، ولم نصل الى اتفاق ولذلك اتفقنا على لقاء آخر. وأكد القيادي نفسه لـ «الحياة أن الحوار كان هادئاً والرئيس سلام محاور لبق. وسنرجع لقياداتنا لدراسة ما طرح في الاجتماع، وأكد أنه لم يتم البحث في شكل تمثيل الأحزاب خلال النقاش.

وكان لافتاً إعلان «الحزب الديموقراطي اللبناني الذي يرأسه النائب طلال أرسلان، على لسان مستشاره سليم حمادة أن «هذا اللقاء لا يمثل الحزب الديموقراطي ولا يعبر عن وجهة نظره في تشكيل الحكومة. وقال: «من له هكذا أصدقاء ليس ملزماً بالخصام مع أحد.

وجاء الاجتماع بعد لقاءات عقدت بين ممثلي هذه القوى لبلورة مطالب محددة وطرحها على سلام في شأن التركيبة الحكومية، وبعد التسريبات التي صدرت عن «قوى 8 آذار حول رفضها تشكيل «حكومة أمر واقع تضم أسماء من مناصري أو مؤيدي الفرقاء من غير المرشحين للانتخابات من دون التنسيق معها.

وكانت أوساط 8 آذار انتقدت عدم لجوء سلام الى جولة ثانية من المشاورات معها حول رأيها في تشكيل الحكومة، وسربت أنباء عن أنها سترفض قيام حكومة من وزراء محسوبين عليها يسميهم هو والرئيس سليمان. وقال مصدر مقرب من عون لـ «الحياة: «لن نوافق على أن يسمي الرئيس المكلف وزراء بالنيابة عنا، ونريد الدخول في الحكومة في شكل وازن وأن تكون لنا علاقة بتسمية الوزراء. وبغير ذلك لن تسير الأمور على ما يرام.

وذهب بعض التسريبات والرسائل بالواسطة الى محيط الرئيس سلام، الى حد التلويح بتحرك في الشارع في حال شكّل حكومته من دون جولة ثانية من المشاورات مع «حزب الله
و «أمل، وقالت مصادر في 8 آذار لـ «الحياة إنه «إذا كان من الطبيعي ألا يتمكن من إرضاء كل الناس في التأليف، فالمطلوب في المقابل ألا يخسر الذين سمّوه لرئاسة الحكومة

وأضافت: «لم نقيده بشيء، لكن التفهم والتفاهم (وهو شعار والده الرئيس الراحل صائب سلام) لا يحصلان بالإشارات، بل يفترض أن يحصلا بتبادل الآراء.

وقالت أوساط سلام بعض التسريبات عن خطوات قد يلجأ إليها فريق 8 آذار في حال لم يتشاور مع قادته في أسماء الوزراء المحسوبين عليه، في الحكومة العتيدة بالتأكيد على أن الرئيس المكلف «ليس في أجواء الخضوع للضغوط وإذا كان بعض الفرقاء ينوي التواصل معه لطرح ما يريد عليه فأبوابه ليست مغلقة.

وأوضحت أوساط الرئيس المكلف أنه يتعاطى مع التسريبات بأعصاب باردة وليس في جو الخضوع لحملات ضاغطة، لكنه في الوقت نفسه يميل الى عدم التأخر في إخراج الحكومة الى النور. ولا تتوقف هذه الأوساط عن القول إنه لن يكرر تجربة ميقاتي وقبله الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري في إطالة أمد التأليف.

وفيما أشارت أوساط في قوى 8 آذار الى أنها لا تقبل بسابقة تأليف سلام حكومة من دون جولة ثانية من المشاورات معها للبحث بالأسماء والبيان الوزاري، وأنها بعثت برسائل بذلك الى سليمان ورئيس «جبهة النضال الوطني النيابية وليد جنبلاط (غادر بيروت الى لندن أمس)، فإن مصادر «جبهة النضال أكدت أن جنبلاط أبلغ سلام تأييده طرحه لشعار «حكومة المصلحة الوطنية وقال له: «ليس لدينا شروط وسمِّها ما شئت لكن المهم أن يكون الجميع ممثلين فيها.
  

السابق
المفتي عبدالله استقبل قائد الكتيبة التركية
التالي
الديار: الصفحة السابقة التجاذب السياسي الحقيقي ظهر