كنعان: الوضع الراهن يفرض حكومة سياسية

أكد أمين سر تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ابراهيم كنعان ان "الوضع الراهن في لبنان وعلى حدوده يفرض حكومة سياسية"، رافضا "أي شكل من أشكال العودة الى قانون الستين ومحاولة ضرب ارادة المسيحيين".

وقال ممثلا رئيس التكتل العماد ميشال عون في العشاء السنوي لهيئة سن الفيل في "التيار الوطني الحر" في حضور النائب غسان مخيبر والنائب ادغار معلوف ممثلا بإدي معلوف ونصري لحود وجورج عبود ورئيس بلدية سن الفيل نبيل كحالة: "بين سن الفيل والتيار قصص وحكايات. من بدايات الجنرال وحتى ابعاده، شكلت هذه البلدة المدخل والسياج في الوقت نفسه لبيت الشعب ووزارة الدفاع ولقائد الجيش المتمرد على الإحتلال وعلى الطبقة السياسية الفاسدة والتقليدية التي كان همها وما زال، استمراريتها بأي ثمن تطبيقا للمثل القائل: "بعد حماري ما ينبت حشيش"، وعن تداول السلطة قول أحمد الأسعد: " لشو المدرسة ما كامل تعلم"، وعن السيادة "الأيد لما فيك ليا بوسا ودعي عليا بالكسر". هكذا باعوا السيادة للسوري والحقوق الدستورية للسعودي والصلاحيات لرفيق الحريري، وعربدوا بالمال العام حتى وصل الدين الى 60 مليار دولار والإنفاق من 1993 الى 2010 170 مليار دولار من دون حسابات ويسألون لماذا "الابراء مستحيل"؟"

أضاف: "هؤلاء أنفسهم هم الذين من المطلوب ان تسيروا وراءهم وان تغطوا سكاكينهم .شعارهم الأول هو السيادة ولكن مع السوري الحر و جبهة النصرة وحكم الأخوان و مع مليون سوري هذه المرة بدل ثلاثين ألف عسكري. يكيلون للجيش اللبناني كل النعوت والأوصاف العظيمة والإعتداء عليه عادي بالنسبة اليهم ودم ضباطه وعسكرييه بسيط فداء للحجيري والمرعبي وجبهة النصرة وبالطبع الربيع العربي. اما الشعار الثاني فهو القرار الحر ولكن من الرياض ورئيس حكومة وسطي ولكن من بيت الوسط، وحكومة حيادية يعينها فؤاد السنيورة لكي تمتن الستين، وان يفرض النائب وليد جنبلاط النواب المسيحيين بدل ان ينتخبهم المسيحيون والا فالطعن والطاعن والمطعون على جهوزية. والشعار الثالث هو حكومة الإنتخابات ولكن بلا قانون، لا ارثوذكسي ولا ماروني ولا حتى مختلط. فالستون جاهز ونتائجه مضمونة، ومن يعارض ذلك تصبح تهمته مضمونة من حليف السلاح وحزبه، والقانون الذي يؤمن المناصفة للمسيحيين يصبح قانونا سوريا وايرانيا، واذا تكلم البطريرك الماروني يصبح سفيرا لكل هؤلاء".

وتابع: "أما الشعار الرابع فالشفافية ومواجهة الفساد وتأمين حقوق اللبنانيين من عسكر واساتذة ومعلمين وكل البلديات والمستشفيات، ولكن بواسطة السنيورة صاحب الدموع السخية على كل ما سبق، كيف لا وهو الذي مع فريقه حرم اللبنانيين منها 23 سنة؟ اليوم أسقطنا كل الأقنعة ومستحضرات التجميل لتظهر الحقيقة المجردة على بشاعتها وقساوتها وهذا يشكل في حد ذاته انجازا ما كان ليتحقق لولا كل المعارك والجولات التي خضناها في كل هذه الملفات. في الدستور والميثاق والمناصفة والحكومة والمال العام والفساد وقانون الانتخاب والصلاحيات والجيش والكهرباء والاتصالات والحياد المزعوم والانتخابات والتمديد وحقوق الناس والسيادة العرسالية. والنتيجة كما رأيتهم، لا نية للاستجابة لارادتكم ولو توحدنا، ولو اجتمع المسيحيون تحت سقف بكركي، فهل نستسلم؟"

وقال: "على صعيد قانون الانتخابات، دقينا المسمار الأول في نعش الستين، بعد اقرار قانون تعليق مهله وتوقيعه أخيرا من رئيس الجمهورية. وليكن معلوما لدى الجميع، اننا لن نقبل تحت أي ظرف بأن يحرق الارثوذكسي ويعوم الستين مهما كلفنا ذلك من تضحيات وقرارات مكلفة. نريد ان ننتخب نوابنا وهذا حق طبيعي لنا في نظام الطائف السيء الذكر. ونحن نقول لوليد جنبلاط: هل ترضى بقانون يؤدي الى فرض النواب الدروز عليك؟ نحن لسنا اقل منك ولن نساوم مهما كانت الكلفة باهظة".

وعلى الصعيد الحكومي، توجه الى الرئيس المكلف تمام سلام: "لينتبه الى أن الحياد ليس عنوانا فارغا من المضمون ليغطي إرادة وليد جنبلاط والمستقبل بفرض قانون وانتخابات وحكومة علينا تكرس الموازين الحالية وتستهتر بإرادة المسيحيين التي تجسدت في بكركي والمجلس النيابي. أما التسريبات التي نطلع على مضمونها عبر الاعلام، فتؤشر الى نيات مبيتة لفرض واقع علينا، وفي هذا المجال نقول للرئيس المكلف، ليس هناك من دستور في العالم لنظام ديموقراطي يعطي أي مسؤول مهما علا شأنه، ان يؤلف حكومة مع مسؤول آخر من دون العودة الى آراء الكتل النيابية وحجمها ودورها، وذلك لسبب بسيط لأن اسمه "النظام البرلماني". فلا يمكن أن تأخذوا صلاحيات رئاسة الجمهورية مع الطائف من خلال السلطة التنفيذية، وتسعون اليوم الى أخذ صلاحيات المجلس النيابي".

وختم: "إذا كانت الانتخابات أولوية وهي كذلك بالنسبة الينا، ليس هناك قانون انتخاب جديد. ما الذي يحدث؟ هل تجرى على الستين؟ هل هذا هو الحياد المطلوب؟ أوليست الحدود اللبنانية – السورية أولوية لأي حكومة؟ أوليست سلسلة الرتب والرواتب والاوضاع الاقتصادية والاجتماعية أولوية لاي حكومة؟ ماذا عن الفلتان الامني غير المسبوق، أليس أولوية؟ ماذا عن الموازنة التي مرت عليها 8 سنوات والحسابات التي مضت 20 سنة من دونها أوليست اولوية؟ لذلك نقول إن الوضع الراهن في لبنان وعلى حدوده يفرض حكومة سياسية وكل كلام عدا ذلك ينافي الواقع. وفي الختام، نحن اولاد 6000 سنة في هذا الوطن، ودماؤنا مجبولة بتراب جباله وسنبقى".

وكانت كلمة كذلك لمنسق هيئة سن الفيل في التيار عبدو عزام تحدث فيها عن "التعددية في سن الفيل والتمييز بين حق الاختلاف في الرأي والعداوة"، مشيرا الى ان "هذه المنطقة التي شكلت قلعة من قلاع الصمود والمقاومة في تاريخ لبنان، مستمرة اليوم من اجل لبنان السيادة والتغيير والاصلاح"، معلنا أعضاء الهيئة الجديدة في التيار.

أما منسق هيئة قضاء المتن في التيار هشام كنج فأكد ان "الحجر الذي رذله البناءون بات حجر الزاوية، وهكذا تحول التيار الوطني الحر بوزاراته ونوابه الى خلية عمل وانجاز، فيما ابراء من اهدر وافسد لبنان منذ سنوات سيبقى مستحيلا"، مشددا على "دور الناخبين في التغيير على قاعدة التمييز بين نقل الامور نحو الافضل وبناء دولة لبنان القوي حيث السيادة ليست رهن سلفي قرر اقفال طريق او مفسد يبيع لبنان".

وفي الختام قدم كنعان ومخيبر ومعلوف وعبود ولحود دروعا للمنسقين السابقين لهيئة سن الفيل وللأمين العام للتنظيم عباد زوين على الجهود التي بذلوها من اجل المنطقة ولبنان.
  

السابق
تدشين مشروع كهرباء بدياس
التالي
حاصبيا تنبذ الفتنة وشبعا تطوق حادثة فاطمة