مشاورات واسعة وتوافق مفاجئ يخرق الخلافات قبيل الإستشارات

24 ساعة تفصل البلاد عن موعد الاستشارات النيابية الملزمة، وعلى رغم المسافة الزمنية القصيرة لم يخرج اسم الرئيس المكلف إلى دائرة الضوء بعد، ولم تتّضح صورته في ظلّ عدم توصّل فريق "8 آذار" بعد إلى اسم محدّد، فيما أعلن اكثر من نائب في قوى "14 آذار" التوصّل الى توافق والإفصاح عن مرشّح المعارضة اليوم. وفي هذا السياق تقاسمت كلّ من عين التينة وبكركي وخلدة و"بيت الوسط" ومعراب الأضواء، في مشاورات الساعات الأخيرة، ونشطت الاتصالات واللقاءات لتنسيق المواقف قبل موعد الإستشارات.

وقد برز بالامس، إعلان رئيس تيّار المردة النائب سليمان فرنجية بعد انتهاء اجتماع "8 آذار" في عين التينة أنّ هذه القوى تتّجه لتسمية شخص توافقيّ لرئاسة الحكومة. كذلك ما صدر عن اجتماع بكركي التشاوري لناحية تعليق طرح اللقاء الأرثوذكسي حتى انقضاء المهلة المحدّدة للعمل على قانون انتخابيّ توافقيّ يراعي صحّة التمثيل ويؤمّن العدالة والإنصاف لجميع المكوّنات.

وبالتالي فإن الأمور تتجه بقدرة قادر إلى الحلحلة الحكومية والنيابية وأقلّه بتسمية الرئيس المكلف وإنجاز القانون الانتخابي. وهذه الحلحلة فرضتها عمليّا طبيعة المرحلة التي أظهرت وجود استحالتين: استحالة التسوية الكبرى، واستحالة المواجهة الكبرى، وبين هاتين الاستحالتين تبيّن وجود مصلحة في الوصول إلى تسوية الحدّ الأدنى لسحب فتيل التفجير من الداخل أمنيّا وسياسيّا وعلى الحدود.

أمّا في التفاصيل فيجدر التوقف أمام المعطيات الآتية:

– 14 آذار لم تطرح بعد استقالة الحكومة عنواناً استفزازيّا يستفيد منه "حزب الله" و"ينقز" الرئيس نجيب ميقاتي والنائب وليد جنبلاط، إنّما على العكس دعت إلى حكومة حيادية تشكّل مخرجا لميقاتي وجنبلاط، وبالتالي استمالتهما إليها.
– 8 آذار لا يمكنها الفوز بالتكليف من دون جنبلاط الذي أبلغ الرياض و"المستقبل" وقوفه إلى جانبهما بعنوان توافقيّ لا بتحَدٍّ.
– "حزب الله" الذي كان قرّر فكّ الاشتباك مع البيئة السنّية في الموضوع الحكومي لن يكون في وارد تكرار محاولته تسمية رئيس حكومة والدخول في مواجهة معها مجدّداً، إنّما على العكس من مصلحته التقاطع مع التوجّه التوافقي بالتكليف من قبل 14 آذار.
– خسر النائب ميشال عون ورقة الأرثوذكسي بعد تعليقها في بكركي، علماً أنّه قبل ساعات على هذا الاجتماع كان طلب من الرئيس نبيه برّي في عين التينة إدراج هذا المشروع بنداً أوّلاً على جدول أيّ جلسة نيابية يدعو إليها.

السابق
حكومة “المجدّرة المصفّاية”؟!
التالي
لهذه الأسباب تتقدَّم حظوظ سلام