سليمان واللاءات الثلاث


عملاً بالنص الدستوري والتزاماً بالقسم الرئاسي وتحصيناً للبعد الميثاقي، أعلن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من على منبر بكركي، وبعد تهنئة بأعياد الفصح المجيد لغبطة البطريرك الكاردينال مار بطرس الراعي، لاءاته الثلاث: لا للتمديد للمجلس النيابي، لا لتأخير الإنتخابات النيابية، لا لحكومة إدارة الأزمة، وبهذا يكون الرئيس سليمان قد وضع النقاط على الحروف السياسية في خارطة الطريق الى الخروج من «معمعة» الخلافات والتباينات والمساجلات والمزايدات و«المقاولات» حول الإنتخابات: قانوناً وتوقيتاً وإشرافاً، بالرغم من سيولة الاجتهادات و«الفزلكات» والإعتراضات على ذلك، مستلهماً الدستور: نصاً وروحاً، ومصلحة الشعب أولاً وأخيراً، وحماية للبنان من تداعيات وامتدادات الزلازل الإقليمية ببعدها العربي عامة، والسوري خاصة، والحرب الباردة الدولية المؤثرة فيها: والمتأثرة بها سياسياً ودبلوماسياً وعسكرياً وأمنياً واقتصادياً ونووياً ونفطياً، ما يؤكد، ان الرئيس سليمان يدعو الأطراف المتباعدين الى الاصطفاف الوطني، في عمل استباقي تحت سقف الحوار للإلتزام ببيان بعبدا (1) وبعبدا (2) كمدخل وضمانة للحفاظ على لبنان من الغرق والإنجرار والإقحام والإدخال والضياع والتضييع الذاتي في حروب الآخرين من حوله وفوق أرضه.
وهذا، ما يستوجب ويوجب على الجميع إدراك هذه المخاطر، بالتلاقي والتحاور، والتنازل عن الأحادية و«النرجسية» السياسية في فرض الشروط المسبقة من هنا وهناك وهنالك، بشأن الإنتخابات وملاحقها، والأهم من ذلك، هو اتخاذ القرار واعلان الموقف السيادي اللبناني على هذا الصعيد، من دون املاءات وايحاءات وتسريبات خارجية، تؤدي الى زيادة الانقسام وتعطيل مبادرات واتصالات ومقترحات معالجة «معضلة» القانون الإنتخابي وتحقيق الإنتخابات في موعدها الدستوري.
ولذا، أكد الرئيس سليمان أنه إذا كان قانون الستين خطأ، فإن تعطيل الإنتخابات وحصول فراغ هما خطيئة مميتة. وأكد أيضاً، أن قانون الحكومة على اساس النسبية هو الأفضل بالنسبة لمكونات الشعب الوطنية.
وفي الوقت نفسه، يرى علماء الدستور والقانون في لبنان وخارجه، أن التلاعب واللعب بدستورية وقانونية الإنتخابات هو انقلاب على الديمقراطية التي يتميز بها لبنان عن دول المنطقة، وفي سياق متصل، خاطب الرئيس سليمان اللبنانيين لمناسبة عيد الإستقلال: «لا تسمحوا أيها اللبنانيون، للتنافس السياسي المشروع، بأن يخرج من نطاق الممارسة الديموقراطية السليمة، وأن تجرّكم المهاترات والمغامرات بعيداً عن همومكم الفعلية، الى منزلقات لا تخدم مصالحكم وخيركم وهناء عيشكم والمصالح العليا للوطن. بل فلنعمل معاً وحفاظاً على الاستقلال، لإعادة ثقة اللبنانيين بعضهم ببعض، وتعزيز ثقتهم بالدولة، وليعلو دوماً صوت الحكمة والشجاعة والإعتدال.. كي يحيا لبنان الرسالة والكرامة والحضارة والسلام».

السابق
هل يغادر جنبلاط الوسطية؟
التالي
الإله يرقص أيضاً