قطبية حزب الله – المستقبل

طويت صفحة الرئيس ميقاتي كمرشح لرئاسة الحكومة
الاربعاء 3 نيسان 2013
البلد- علي الامين
صعوبة التكهن بموعد السقوط الكبير لا يعني ان فرص استمرار نظام حزب البعث وحكم الرئيس بشار الاسد ممكنة هو نظام انتهى في المعادلة الاقليمية، وفقد شرعيته الشعبية كجهة يتقبل السوريون اي دور لها في اعادة بناء سورية، لذا فإن اطالة عمر النظام تتم بفعل المعادلات الاقليمية والدولية. تلك التي بدأت تحضر المسرح لما بعد نزع جهاز التنفس المصطنع عن جسد النظام الهرم، مدركة ان هذا النظام بات من مخلفات الماضي، وانه عاجز تماما عن ادارة المرحلة المقبلة بما تتضمنه من تقاطع وتعارض اقليميَّيْن ودوليَّيْن، لا بل هو عاجز عن توفير اي ضمانة اقليمية ودولية حتى لحلفائه في روسيا وايران، فضلا عن اصرار الشعب السوري على عدم العودة الى الوراء، اي الى تجربة حكم النظام الامني الذي اودى بحياة مئات الآلاف من السوريين، وهجّر الملايين من ابنائهم، ودمّر جزءاً كبيرًا من بلدهم.
على هذه السوية السورية المتحولة كانت استقالة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي. تلك التي لم تزعج الا اثنين، وان بدرجات متفاوتة: صاحب اكبر حصة وزارية لن تتكرر، اي العماد ميشال عون وحلفاؤه في تكتل التغيير والاصلاح اولا، وتيار المستقبل ثانياً. فالاخير، وان طالب على الدوام باستقالة الحكومة وتشكيل حكومة حيادية، كان يدرك ان تشكيل اي حكومة في ظل موازين القوى القائمة(التي يمسك بها حزب الله) ستعيده في احسن الاحوال شاهد زور على واقع حكومي طالما رفض العودة اليه مجددا. لذا كان يتقبل ضمنا خطوة تأجيل الانتخابات، في انتظار تحولات سورية تعزز من موقعه في المعادلة اللبنانية. هذا بقدر رفضه المعلن لفكرة الانخراط في حكومة جديدة لن تستطيع ان توفر له اي مكاسب لم تحققها له حكومة الرئيس ميقاتي.
اما التضحية بميقاتي من قبل حزب الله فكان بثمن بدا بخسا للكثيرين. تضحية يمكن تلمس ابعادها اليوم عبر جعله الاستقالة فاتحة لدينامية جديدة تقنع المعارضة او معظم اطرافها بالانخراط في حكومة جامعة. حكومة تطوي صفحة الحكومة الاحادية، لادراكه العميق ان الرياح السورية تعاكس مصالحه، وباتت مواجهتها تتطلب تكتيكا جديدا، من اولوياته استدراج المعارضة او بعضها الى حكومة في ظل موازين قوى يكون هو المرجح في ميزانها، وتوفر له مظلة سياسية لمعادلة "الشعب والجيش والمقاومة"، وقادرة على امتصاص الصدمات السورية المتزايدة على المعادلة اللبنانية الحاكمة اليوم.
وفي محاولة لاستكمال شروط التضحية بميقاتي، سارع حزب الله الى تسريب تقبله، بل ترشيحه، النائب بهية الحريري لرئاسة الحكومة. وهو ما لم يُسِل لعاب تيار المستقبل على ما يبدو. اذ لم يزل متمسكا بمطلب حكومة حيادية او من غير المرشحين للانتخابات النيابية تشرف على الانتخابات او على مرحلة تأجيلها. لكن تيار المستقبل، الذي يتجه الى تسمية مرشح قوى 14 اذار لرئاسة الحكومة ، لا يبدو متشددا حيال ميل بعض حلفائه المسيحيين الى المشاركة في الحكومة، اي حكومة كانت، على اعتبار ان هذه القوى، خصوصا الحزبية منها، بات هدفها الاساس منع العماد ميشال عون من الاستئثار بالحصص المسيحية، في ظل تقدم الحسابات الانتخابية المباشرة على ما عداها لدى ثنائية القوات – الكتائب.
وبالتالي يمكن ملاحظة ان نظام المصالح الانتخابية، لكل طرف، يمنع تيار المستقبل، على سبيل المثال، من تبييض صفحة الحكومة المستقيلة، في كتاب خصومه، ومنهم حزب الله، من دون اي تغيير يفترضه سعد الحريري في ملف السلاح. تغيير ليس اوانه اليوم. وهذا ما لا يتطابق بالضرورة مع الحسابات الانتخابية لحلفائه في "14 آذار". خلاصة المشهد الحكومي، المرشح لاستمرار حكومة تصريف الاعمال، يتجه الى ترسيخ قطبية حزب الله –المستقبل وادخال زرّ حزب الله في عروة المستقبل هو الذي يشغل بعض الحائكين في اللعبة الداخلية اليوم، بعدما طويت صفحة الرئيس ميقاتي كمرشح لرئاسة الحكومة.

 

السابق
رياض رحال: نريد انتخابات في موعدها وحكومة تكنوقراط
التالي
الجمهورية: 14 اذار تتجه الى تسمية تمام سلام لرئاسة الحكومة