إسرائيل تستخرج الغاز من أعماق المتوسط رغم اعتراض لبنان

باشرت إسرائيل فجر أمس، استخراج الغاز الطبيعي من حقل "تمار" وهو أحد حقلين محفورين في أعماق البحر الأبيض المتوسط، رغم الاعتراض اللبناني. وكثف سلاح البحرية الإسرائيلي المرابط بسفنه وطائراته المقاتلة، من الدوريات والمناورات "لتحذير أي قوة تفكر في الاعتداء عليها".

وقال وزير الطاقة والمياه، سلفان شالوم، إن هذا الحدث يعتبر عيدا قوميا لإسرائيل "لأنه ينقلنا من دولة فقيرة في النفط إلى إحدى الدول النفطية الكبيرة في المنطقة". وقال إن "إسرائيل بعد هذا اليوم ستكون مختلفة تماما عن إسرائيل قبله. وسيشعر كل مواطن إسرائيلي بهذا التغيير في حياته الاقتصادية اليومية. وعندما يبدأ ضخ الغاز من البئر الثانية (ليفتان)، في الشهور المقبلة، ستصبح إسرائيل مصدرا للغاز في العالم".

يذكر أن بئري "تمار" و"ليفتان"، حفرتا فيما يعرف بالمياه الاقتصادية على بعد 90 كيلومترا من شواطئ حيفا في عمق البحر الأبيض المتوسط، سنة 2009. ووفقا للحسابات الإسرائيلية، تعتبر هذه منطقة تابعة لإسرائيل بالكامل، ولكن وفقا للحسابات اللبنانية، فإنها تعتبر على حدود المياه الاقتصادية بين لبنان وإسرائيل، مما يعني أن هناك حصة للبنان فيهما لكن هذا لم يمنع إسرائيل من مواصلة العمل على استخراج الغاز الطبيعي لحسابها وحدها، مدعية أنها مستعدة للدخول في مفاوضات مع لبنان حول السلام والجيرة الحسنة، ومن ثم البحث في مطالبه والتوجه إلى تعاون اقتصادي يبدأ من هذه الآبار.

وقد أصدر نتنياهو بيانا حول هذا الإنجاز، قال فيه: "نخطو خطوة مهمة نحو الاستقلال في قطاع الطاقة وهذا سيعزز الاقتصاد الإسرائيلي ويفيد كل المواطنين في البلاد".

ويشار إلى أن إسرائيل اعتادت في القرنين الماضيين على الغاز الطبيعي المصري، لكن ضخه توقف في مطلع السنة الماضية في أعقاب الثورة عمليات تفجير في الأنابيب أربع مرات متتالية. وتطالب مصر برفع أسعار الغاز، وإسرائيل ترفض. ونتيجة لقطع الغاز المصري تضاعف سعر الكهرباء للمستهلك في إسرائيل. وسيؤدي تطوير حقلي "تمار" و"ليفتان" إلى تقليص من اعتماد إسرائيل على واردات الطاقة غير أن إسرائيل قالت إنه سيمكنها أيضا من تصدير كميات كبيرة من غازها الطبيعي. ووقعت شركات بئر "تمار" عددا من الاتفاقيات الكبيرة من بينها اتفاق لتزويد شركة الكهرباء الإسرائيلية بكميات من الغاز الطبيعي بقيمة 23 مليار دولار.

السابق
رسالة انتحار لمارلين مونرو للبيع
التالي
إسرائيل تقيّدهم حتى في الحب