إن عدت لن أكرر تجربة اللون الواحد

أشار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، في حديث لصحيفة "السفير"، إلى أن "موعد بدء الإستشارات قد يتحدد الثلاثاء المقبل أو الأربعاء المقبل، وربما الأسبوع الذي يليه"، قبل أن يشير إلى أنه لا يستطيع أن يؤكد الموعد، مبدياً ثقته أن "التكليف سريع".

وأضاف ميقاتي إن "مرحلة تصريف الأعمال قد تطول، وما آمله هو اختصار الوقت قدر الإمكان واختصار فترة تصريف الأعمال إلى أدنى الحدود".

وقال: "إن قلت إنني لست مرشحاً لرئاسة الحكومة، أجافي الحقيقة، أنا موجود في العمل العام ولست خارجه أو مستقيلاً منه، ومن هو موجود في العمل العام يسعى لأن يكون في موقع المسؤولية".

يقف ميقاتي بترشيحه على مفترق طريقين. الأول، يؤدي الى الفشل والثاني إلى النجاح، مؤكّداً أنه لن يسلك سوى الطريق الثاني :الذي يتطلّب سلوكه اعتماد خريطة طريق لا بدّ منها وتتدرج كما يلي:

أولاً: تكليف شخصية جامعة لتشكيل الحكومة.

ثانياً: انعقاد هيئة الحوار الوطني للبحث في مجموعة أمور أساسية:

– الإنتخابات وتاريخها وقانونها.

– تحديد شكل الحكومة: إنتخابية، وحدة وطنية، تكنوقراط، إنقاذ وطني أو سياسي أو إقتصادي أو أمني أو الكل معاً.

– تحديد الإستراتيجية الدفاعية وكيفية منع الإعتداءات الإسرائيلية.

– تحديد كيفية ضبط الأمن بين الحدود الجنوبية والحدود الشمالية، والتأكيد أن الدولة هي صاحبة القرار الأمني على مستوى كل لبنان".

وأضاف إن "الأمر الثالث فهو الذهاب إلى مجلس النواب لتنفيذ توصية هيئة الحوار الوطني بإقرار التمديد للمجلس النيابي إن انتهت اجتماعاتها إلى ذلك، فيما رابعاً: تشكيل الحكومة".
وأضاف الرئيس ميقاتي: "لن أرأس حكومة انتخابات على الإطلاق، وهذا يعني أن الحكومة التي ستشكل إن كانت حكومة انتخابات فأنا لست رئيسها. وفي الوقت ذاته، لن أرأس حكومة من لون واحد، تحت أي عنوان، والكل يعلم أنني لطالما سعيت وبقيت أكثر من ثلاثة أشهر كي تتشكل حكومة تحضن الجميع. ومع ذلك أشدد على أنني أرفض حكومة تتمثل فيها أطراف وتبقى خارجها أطراف أخرى تهاجمها من داخل لبنان ومن خارج لبنان".

ولفت إلى أنه "مع حكومة إنقاذ وطني تلمّ الشمل الوطني والسياسي، ويحتاجها لبنان في هذه المرحلة وتضم 8 آذار و14 آذار والمستقلين والوسطيين، بحيث يشعر كل اللبنانيين أنهم ممثلون فيها".

وعما إذا كان يضع شروطاً لترؤسه الحكومة المقبلة، سارع الرئيس ميقاتي إلى التأكيد أنه "لا يحق لأحد أن يفرض شروطاً على خدمة الوطن وإنقاذه"، آملاً أن "يكون هناك نوع من الإجماع في اتجاه تشكيل حكومة وحدة وطنية يتطلبها الظرف الراهن"، ودعا الجميع ليعلم قائلاً: "إنني لست مع طرف ضد طرف انا مع الجميع".

وقال: "إذا كنت رئيساً للوزراء، ففي اللحظة التي أتقدّم فيها بترشيحي إلى النيابة، أقرن ذلك بكتاب استقالة الحكومة إنطلاقاً من أنني لن أرأس حكومة انتخابات"، مضيفاً: "قد أكلف شخصياً وقد يكلّف غيري، ولكن إذا ما كلفت فلن أشكل حكومة فقط من باب تشكيل حكومة وكان الله يحب المحسنين، بل حكومة نصل معها في النهاية إلى إجراء انتخابات".

وأشار ميقاتي إلى أنه "من الخطأ الكبير ربط استقالتي بأي هدف داخلي أو أي إملاء خارجي"، وسارع إلى التذكير: "معروف عني أنني صعب المراس في أمور كثيرة، خصوصاً مع كل من يحاول أن يطلب مني أمراً لا يعجبني أو القيام بأي عمل رغم إرادتي وبعكس مشيئتي، فأنا لا أستقيل تحت ضغط المعارضة ولا تحت ضغط الشارع (هنا تعمّدت إنهاء سلسلة الرتب قبل الاستقالة كي لا يقال إنني استقلت تحت ضغط الشارع) ولا تحت أي ضغط خارجي".

وتابع: "على العكس من ذلك، من باب اللياقة، بادرت بعد عودتي من بعبدا إلى السراي الكبير مساء الجمعة الماضي، وأجريت اتصالات بأصدقاء وبكل من وقف معنا في الداخل والخارج، عرب وغربيين، وفي المنطقة، لم يكن أحد في جو الإستقالة، هناك كثيرون تفهّموا وهناك من طلبوا مني أن أتريث".

وأكّد ميقاتي أن "وزير خارجية دولة غربية مهمة طلب ذلك، ولم أتلقَّ أي اتصال من قبل السعوديين بعد الإستقالة"، نافياً بشكل قاطع أن "تكون استقالته موجهة ضد أي طرف في الداخل أو أنه قدمها لغاية ما".

وقال: "اتخذت قراري نتيجة آداء معين ونتيجة قلقي من التوجه الذي برز لدى البعض بإحداث فراغ في الدولة وعدم إجراء الإنتخابات إلا على أساس اقتراح اللقاء الأرثوذكسي"، مضيفاً: "قررت الإستقالة نتيجة تراكمات كثيرة وقضية اللواء أشرف ريفي واحدة منها".
ودعا الرئيس ميقاتي إلى "تلقف الإستقالة واعتبارها مبادرة إنقاذية لاختراق الحائط المسدود وصولاً إلى تسوية شاملة، نتوافق فيها على مختلف الأمور، ومنها تأليف حكومة جديدة، والتمديد للكل، لمجلس النواب، للجيش، لقوى الأمن الداخلي، وطبعاً هذا يعني أن التمديد إذا تمّ سيطال اللواء ريفي بمفعول رجعي".

لا يعتقد ميقاتي أن استقالته أثرت على العلاقة بينه وبين الشركاء في الحكومة، وتحديداً قوى "8 آذار". يرفض أن يقول إن "حزب الله" يبارك الاستقالة او لا يباركها.

واكتفى ميقاتي بالإشارة إلى أنه لا يعتقد أن استقالته تزعج "حزب الله"، مؤكّداً أنها "لا يجب أن تزعجه". ويضيف: "في كل الأحوال، لم أعتد في حياتي أن أحمل في داخلي أي حقد شخصي على أي كان وأنا منسجم مع نفسي دائماً".

وأشار ميقاتي إلى أن "شعار النأي بالنفس قد تشظّى، ولو أنه ما زال قائماً وساري المفعول"، وتوجّه إلى اللبنانيين بالقول: "بناءً لاتصالاتي الدولية، لبنان ما زال محصناً، ولديه حصانة دولية بعدم استجرار الأزمة السورية إلى أرضه"، محذراً من "أن نقوم بأي عمل يؤدي إلى إفقاد لبنان هذه الحصانة"، داعياً إلى "الوقوف خلف خيار النأي بالنفس الذي لا مفر منه".

السابق
مصادر جنبلاط: نواب “النضال الوطني” ليسوا مع طرح “الأرثوذكسي” على التصويت
التالي
أي نظام عربي وإقليمي