المجندات الإسرائيليات في مواجهة فساد الخدمة الإلزامية

نلاحظ أن هناك الكثير من المجندات الإسرائيليات يدخلن الخدمة العسكرية قسراً وهن غير راغبات من أجل لقمة العيش بل ليس من أجل سواد عيون القادة أو محبة للوطن، فهن بالأساس غير مقتنعات بالدور الذي يقمن به ولا بالدور الذي يقوم به القادة من سلب ونهب وتعديات غير إنسانية على الأراضي الفلسطينية بقدر ما تعنيهم الحياة والعيش الرغيد، فهناك من اخترن الانضمام إلى الخطوط الأمامية عند حدوث أي عملية مداهمة أو مواجهات أخرى دون النظر إلى أبعادها، وهن يلبسن الملابس العسكرية والخوذة وملطخن وجوههن بالأصباغ لتظهرن الخشونة العسكرية في المعاملة إلا أن الجميع يرى أن النعومة تفرض على وجوههن.
من الملاحظ أن الجيش الإسرائيلي يحرص جيداً على عدم الزج بالمجندات في الأماكن الخطرة والقاسية مثل جبهة القتال وقيادة الأسلحة الثقيلة والدبابات حتى لا تنحدر قدم واحدة منهن ويصبحن فريسة سهلة للأعداء أو تقع ضحية الأسر في أرض العدو، لهذا تصدر الأوامر العسكرية ببقاء المجندات الإسرائيليات في الداخل أو بين صفوف الجنود الخلفية أو بأيادٍ أمينة تجنباً لأي مواجهة حتمية، ولكن يبقى استخدام المرأة في السلك العسكري من أبرز الوسائل المتبعة لإحراز الأهداف وتحقيق الغايات الصهيونية حتى لو في طرق أخرى كاستخدامها في ممارسة الجنس والرذيلة من أجل إسقاط الأعداء!!
والمصيبة أن هناك من أباح لهن ممارسة الجنس من رجال دين يهود من أجل تنفيذ أهداف معينة أو مهمات تجسسية على اعتبار أنه نوع من أنواع العبادة خدمة للوطن، ويمثل العنصر النسائي ثلث القوات العسكرية الإسرائيلية وهو ما يلزم الحكومة أن تقدر الدور الذي تقوم به النساء في الخدمة العسكرية، في حين نرى العكس عند جنود الاحتلال الذين يرونهن وسيلة للتمتع في الحياة وممارسة الجنس معهن أثناء فترة الحجز والبقاء وفي المناورات العسكرية الخارجية منذ زمن بعيد أي منذ صدور قانون الخدمة الإلزامية في الجيش الإسرائيلي عام 1956م.
جاء في تقارير سرية عن الجيش الإسرائيلي أخيراً عن تفشي ظاهرة الفساد المالي والأخلاقي داخل المؤسسة العسكرية، وذلك لأسباب عدة منها تراكم عدد المجندات وتضخم حجم المال وفرض النفوذ السياسي والسلطة حيث أظهرت النتائج أن 20 في المئة من المجندات يقعن فريسة سهلة للرجال ويتعرضن إلى مضايقات جنسية منها دعوتهن إلى ممارسة الفاحشة والرذيلة واختيار صغار السن منهن، لذلك استخدم العنصر النسائي كسلاح مهم جداً في المخابرات «الموساد الإسرائيلي» منذ فترة طويلة ولم يتوقف هذا السلاح القوي الفتاك إلى يومنا هذا، وتشكل نسبة العاملات منهن في الجهاز 20 في المئة، إذ يقوم جهاز الموساد بتجنيد النساء الإسرائيليات بهدف استخدامهن في إغراء قيادات سياسية وعسكرية في دول معادية لإسرائيل من أجل الحصول على معلومات سرية سواء كانت أمنية أو عسكرية وأمور أخرى.
وفي تقرير عسكري آخر نشرته صحيفة معاريف الإسرائيلية أكد أن النساء المجندات قد نجحن في تنفيذ عمليات عسكرية سرية مهمة كان من بينها عمليات اغتيال وسرقات وإفشاء معلومات لأحزاب إرهابية ومكاتب خارجية معادية. ففي الغالب تقوم النساء المجندات بإغراء الضحية للوقوع في الرذيلة ليتم تصويره بالفيديو في سرية تامة ثم يستخدم الضحية المسؤول ليكون مصدراً للابتزاز والتهديد في حال الامتناع عن إفشائه عن أي معلومات مطلوبة، وبالتالي تكون المرأة المجندة هي أحد المشاريع الصهيونية المستخدمة ضد العدو!!
لذا ليس غريباً حينما يستمر التحرش بالنساء المجندات في الجيش الإسرائيلي من قبل كبار القادة أو الجنود وهي أحد الأسباب المهمة التي ساعدت على هروب عدد كبير منهن من الخدمة العسكرية، هذا وقد بلغ نسبة الفتيات الإسرائيليات اللواتي يستوجبن الذهاب إلى سلك التجنيد الإلزامي ويتهربن منه نحو 43 في المئة بحجة تستند إلى تقارير طبية أو ظروف عائلية مزيفة.
ما نريد قوله إن خدمة النساء بطريقة ملتوية في الجيش الإسرائيلي بدأت تطفو على السطح السياسي وبدأت تتصدر عناوين الصحف والمجلات وجميع القنوات الإعلامية بسبب انتشار ظاهرة الفساد الأخلاقي داخل القطاع العسكري الصهيوني، تلك هي فضائح جنسية طالت رموزا سياسية كبيرة في اللوبي الصهيوني ومن أبرزها قضية الرئيس الإسرائيلي السابق موشى كتساف ووزير العدل الإسرائيلي السابق حاييم رامون، فما بالك لو تم فتح ملف القادة والزعماء الإسرائيليين جميعهم؟!
والسؤال هنا: إلى متى تُستخدم المرأة في الخدمة العسكرية الصهيونية كسلاح تجسس مدمر لإسقاط الأعداء؟ وهل سنرى النساء المجندات الإسرائيليات وهن يقفن في وجه فساد الخدمة العسكرية الإلزامية في يوم ما؟!!  

السابق
سلام لبنان أوّله الحدود
التالي
نزيف الدم العراقي وسيناريو التقسيم