السنّة يحمّلون المالكي مسؤولية حرب مذهبية

حمل مئات الآلاف من العرب السنة المحتشدين في بغداد وخمس محافظات سنية في جمعة "لا لحكومة الفوضى والدماء" رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مسؤولية التفجيرات التي يشهدها العراق الى جانب دوره في شحن الأجواء باتجاه اندلاع حرب مذهبية في العراق وفقاً لرغبة إيرانية مشددين على رغبة انضم اليها الصدريون بضرورة تنحي المالكي عن السلطة.
ومع ان أغلب قادة الاحتجاجات لوحوا امس بـ"خيارات مفتوحة" للتعامل مع حكومة المالكي التي ما زالت تتجاهل مطالبهم المعلنة منذ 3 أشهر، الا أن الطابع السلمي ما زال طاغياً على الرغم من الاحتكاكات التي تجري بين المحتجين والسلطات الأمنية التي تفرض إجراءات مشددة بهدف التضييق على التظاهرات التي يثير استمرارها المخاوف من تحولها الى صراع طائفي على غرار ما حدث ما بين عامي 2005 و2008 .
ففي بغداد تجمع الالاف في الاعظمية والمنصور وزيونة والعامرية والسيدية والغزالية واليرموك ومناطق أخرى من العاصمة في جمعة "لا لحكومة الفوضى والدماء" تنديداً بسياسات المالكي وإخفاقه في الملف الامني.
وعقب الصلاة الموحدة التي أجريت وسط اجراءات أمنية مشددة، تظاهر المئات في مسجد الامام أبي حنيفة النعمان في الاعظمية احتجاجاً على عدم توفير الامن للعراقيين واغراق البلد بالفوضى السياسية، فضلاً عن عدم تنفيذ مطالب المتظاهرين.
وحمّل أمام وخطيب جمعة الاعظمية القائد العام للقوات المسلحة والقادة الأمنين مسؤولية التفجيرات الأخيرة التي ضربت بغداد الثلاثاء المنصرم، مشدداً على أن المتظاهرين "ليسوا طائفيين وأن علماء الشيعة أيدوا مطالبهم المشروعة".
وفي الانبار (غرب العراق)، توافد الآلاف الى ساحة الاعتصام في جمعة "لا لحكومة الفوضى والعنف" حاملين معهم نصوب الزيتون لزراعتها على الطريق السريع، فيما أدوا صلاة الغائب على أرواح ضحايا تفجيرات الثلاثاء وسط إجراءات أمنية مشددة.
وشن خطيب جمعة الرمادي هجوماً عنيفاً على المالكي مطالباً الكتل السياسية إلى الإسراع بـ"إسقاط الحكومة". وقال خطيب ساحة اعتصام الرمادي الشيخ مهند عبد العزيز الهيتي في خطبتة أمام ما لا يقل عن 100 ألف مصلٍ تجمعوا على الطريق السريع في الرمادي "ادعو قادة الكتل السياسية الى العمل معاً لاسقاط حكومة نوري المالكي لفشلها في ادارة العراق". وعلى هامش التظاهرات، دعا النائب احمد العلواني عن القائمة العراقية (بزعامة اياد علاوي) رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي الى التنحي عن السلطة، مخاطباً اياه "ارحل قبل أن ترحل يا مالكي"، مشدداً على أن "ساحات الاعتصام لن تستخدم منابر للحملات الانتخابية".
وفي موقف لافت خارج المعسكر السني المناوئ للمالكي، نصح خطيب وإمام مسجد الكوفة في محافظة النجف رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي بـ"التنحي درءاً للفتنة"، داعياً التحالف الشيعي إلى اختيار بديل عنه.
وقال ضياء الشوكي خلال خطبة صلاة الجمعة في مسجد الكوفة إن "هناك مخططاً لإشعال حرب طائفية أهلية بين السنة والشيعة من أجل تقسيم البلاد"، مؤكداً أنها "لو نجحت فستخلف الدمار والمآسي ولا بد من وجود موقف متوازن يلملم الشتات ويبطل عمل تلك المخططات ومواقف السيد مقتدى الصدر لا تخرج عن دائرة هذا الموقف الشرعي والوطني".
وشن الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل المرجع الشيعي الأعلى آية الله السيد علي السيستاني في كربلاء هجوماً غير معهود على الحكومة العراقية ومسؤوليها واتهمهم بأنهم "مترفون ومنعمون ومحصنون" في وقت يقتل فيه "الأبرياء بالمئات".
وهاجم الشيخ الكربلائي النظام الأمني العراقي برمته، ووصفه بأنه فاشل على الرغم من أنه من أكبر الأنظمة في العالم، مشدداً على أن "البلد في حاجة الى التغيير في كل شيء وأن ننتفض على أنفسنا لكي نتحرك نحو التغيير والاّ فإن المواطن الذي صبر سوف لا يبقى ساكتاً الى الابد على هذا الوضع المزري والذي لم يمر بظروف أسوأ منها".

  

السابق
افتتاح مهرجان تراثي في شقراء
التالي
سي آي آيه توسع دورها في الحرب ضد النظام السوري