الأعياد كثيرة، كثرتها لا تدلّ على شيء سوى إعطاء كل الطوائف والمذاهب حقّها في الاحتفال بمناسباتها.
قلّة هي الأعياد الجامعة، تعدّ على الأصابع، تلك التي يشعر الجميع أنه معنيٌ بها، اليوم ستستيقظ الأمهات أينما كنّ، ليحتفلن بعيدهن، وليحتفى بهنّ، ولو لمرة واحدة كل سنة. ستختصر كل انجازاتهن وتضحياتهن، في هذا اليوم.
ستُطفَأ الشاشات التي تضجّ بأخبار قطع الطرقات والإشكالات المتفرقة. فالخبر ورغم أهميته، سيُؤجَّل ولو قليلاً، ريثما تُطفِئ شمعة، وتنتهي من عناق المحتفين بها.
اليوم عيد الأم… كلّ سيحتفل على طريقته وقدرته: منّا من سيهديها الورود، ومن تسمح قدراته المادية ربما يهديها ما هو أثمن. منّا من سيختار البقاء بقربها، وان لم يفعل مختاراً، قد يجبره وضع البلد الأمني على البقاء في المنزل إلى جانبها.
ويحتفل العالم العربي بهذا العيد في 21 من آذار من كل عام، أما النرويج تقيمه في 2 شباط، أما في الأرجنتين فهو يوم 3 تشرين الأول، وجنوب أفريقيا تحتفل به يوم 1 أيار. وفي الولايات المتحدة يكون الاحتفال في ثاني أحد من شهر أيار من كل عام.
وكعادته في مواكبة كل مناسبة أو ذكرى، احتفل محرك "غوغل" بعيد الأم على طريقته الخاصة به تعبيرا منه عن دورها الفعال في المجتمع. وظهرت الصورة بألوان مزركشة، تضم 3 أطفال صغار يقدمون قالب من الحلوى إلى أمهم كعربون محبة ووفاء لمن قدم وضحى في سبيلهم، بينما تظهر هي مبتسمة وتحمل في يدها كتاباً.
وقد صممت الشركة الصورة على محركها، بحيث أتاحت للمستخدم مشاهدة كل ما يختص بهذه المناسبة، من تاريخها وأشهر أغانيها، إلى أهم المقالات التي وردت عنها، بمجرد الضغط عليها.
في هذا اليوم، لن يتغيّر الكثير، بعض الأمهات سيبقين غير قادرات على إعطاء الجنسية لأولادهن، وبعضهن ربما ينلن قسطاً من الراحة من أعمال المنزل المحكومات بها، أو من عنف أسري لم يجدن قانوناً يحميهن من مرتكبيه، والكثير من النساء في العراق ومصر، اللواتي يعانين من استشهاد اولادهن، والبقاء في حزن لما يحصل لهن، واللاجئات السوريات أيضا لن تحصلن على الهدايا المعتادة والمتواضعة من اولادهن في ظل الوضع الامني والازمة السورية التي طالت ولم تنته.
في هذا اليوم لن يتغير الكثير، المتغير الوحيد هو انها أمّ على مدار السنة، واليوم فقط، في عيدها، ستكون أماً مكرّمة.
