ياغي: مع اي قانون انتخاب يحقق الوحدة ويعطي كل الطوائف حقها

نظمت "وكالة داخلية المتن" و"فرع العبادية" في الحزب التقدمي الاشتراكي ندوة في ذكرى استشهاد كمال جنبلاط، حاضر فيها نائب رئيس الحزب دريد ياغي والاعلامية جزيل خوري، في قاعة بلدة العبادية العامة، في حضور الأمين العام لحزب الوطنيين الأحرار الدكتور الياس أبو عاصي، رئيس المجلس البلدي في العبادية جوزف أبو عاصي، العميد بسام ابو الحسن، نائب رئيس اتحاد بلديات المتن الاعلى الدكتور رياض الاعور، وكيل داخلية المتن في التقدمي هادي أبو الحسن، رؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات روحية واجتماعية.

بعد ترحيب من كريستين ماضي التي طلبت دقيقة صمت عن روح الشهداء وحيت ابن البلدة الراحل المدير السابق للجامعة اللبنانية في عاليه الدكتور جورج أبو حبيب، ألقى عضو الهيئة الادارية في فرع العبادية في الحزب طاهر مكارم كلمة أكد فيها "الوفاء لمبادىء الراحل ونهجه".

خوري
بدورها، قالت خوري: "اليوم أتكلم عن كمال جنبلاط بشكل مختلف لانني بصدد انتاج وثائقي عنه مع المخرج هادي زكاك، فكلما قرأنا كتبه سكننا اكثر بفكره وفلسفته وفرادته. هذا الرجل الذي كانت الحياة بالنسبة له قميصا يرتديها وفي الموت يخلعها. كمال جنبلاط من اهم من كتب الشعر ايضا وروحانيته واستشهاده القيا بظلالهما على لبنان وهو الذي قتل على يد نظام الاسد وكان اول قافلة لشهداء السياسة والفكر".

ولفتت إلى أن "برنامجه الاصلاحي ما زال الى اليوم من اهم البرامج الاصلاحية الموجودة"، وسألت: "ماذا كان سيقول كمال جنبلاط اليوم مع هذا الانهيار السياسي وهذا التقوقع الذي افرز القانون الارثوذكسي الذي ان كان في ظاهره يعيد تصحيح التمثيل -وهذا خطأ- خطير على الاقليات اكثر من على الاكثرية؟". وأجابت: "فلنعد الى كمال جنبلاط وفكره واخلاقيته في هذا الزمن الرديء".

وإذ أيدت الثورة السورية، أشارت الى تزايد اعداد النازحين وقالت: "المشكلة كبيرة جدا رغم الاداء الممتاز لوزير الشؤون الاجتماعية وعلى الحكومة ان تأخذ بجدية الوضع الحالي، فلا مفر من انشاء مخيمات على الحدود وضبط الامن من اجل السوريين اولا والمجتمع اللبناني ثانيا بكل معاييره الاجتماعية والاقتصادية والعسكرية".

ياغي
من جهته، أشار ياغي الى أن "الانسان في ميثاق كمال جنبلاط هو الغاية، والمجتمع بكل مؤسساته هو الوسيلة لبناء هذا الانسان، من هنا كان تشديده على الحرية والمساواة والمعرفة". وشدد على أن "كمال جنبلاط قد ربط بين الديموقراطية السياسية والديمقراطية الاقتصادية حيث يتضمن كل منهما نظرة انسانية".

وأشار الى ان "من العدل استذكار المعلم وكل شهداء الحرية في كنف الربيع العربي، كيف لا وكمال جنبلاط يأتي في طليعة هؤلاء. ومن العدل ايضا أن نستذكر تحديدا المفكر والكاتب سمير قصير الذي كتب عن ربيع بيروت ودمشق".

وقال: "الربيع العربي لم يعد حلما ايها الصديق الحالم والمؤمن، وبرغم ما يعترض هذا الربيع من معوقات، فإن النصر النهائي هو للحرية والانعتاق من الاستبداد. لقد عبر ايضا سمير قصير فوق جسر الموت الى الحياة التي تهدف الى احياء الاخرين والى محض قضيتهم قوة الانتصار، وكمال جنبلاط لم تغيبه السنين ولم تقو عليه صروف الدهر".

وتحدث ياغي عن كمال جنبلاط "الانسان الكبير الشامل المعرفة الفيلسوف والشاعر والصوفي، والوزير والنائب الذي لم يقبض من الدولة اللبنانية اي ليرة، وكان يرد كل المعاشات التي ترسل له لوزارة المالية"، وقال: "لا نريدهم أن يفعلوا مثله اليوم، لكن، ليتهم لا يأخذون أكثر من معاشهم".

ولفت إلى إنسانية "كمال جنبلاط اللبناني بامتياز اللاطائفي الذي كان مقتنعا أن الرسالات السماوية موحدة واحدة، وما آمن يوما ان هذا الدين افضل من ذاك او ينتصر على ذاك. اما في الوطنية اللبنانية فكمال جنبلاط قضى شهيدا دفاعا عن لبنان، لانه لم يقبل ان تدخل القوى الاجنبية والسورية الى لبنان دون ارادة الشعب".

وقال: "المشروع الارثوذكسي وجد بأسباب موجبة لتعزيز الفرقة والاختلاف بين اللبنانيين وهو مشروع مؤامرة طلب من اصحابه ان يتقدموا به حتى نصل الى ما وصلنا اليه. نحن مع اي مشروع يمكن ان يحقق الوحدة اللبنانية ويعطي كل الطوائف اللبنانية حقها. ليس هناك احد لبناني اكثر من غيره، اللبنانية والمواطنية تتحقق بعملنا وعطائنا وحبنا للبنان".

أضاف: "نحن اليوم أمام سايكس بيكو 2، والثورة السورية في عامها الثالث اليوم تواجه آلة القتل، والشعب السوري كان يواجه آلة القتل بالصدور العارية بتظاهرات سلمية. هؤلاء لهم حق مشروع بالدفاع عن النفس، وواجب طبيعي للدفاع عن الوطن الذين يرفضون تجزئته وتحويله لدويلات. كان على هذه الاسرة الحاكمة ان تقبل بالحل السياسي الذي كان لحد السنة مقبولا. اما اليوم فهم يتحدثون عن الحل السياسي ويشكلون فريق الحوار بينما يرسلون في ذات الوقت صواريخ تطلق شرقا وشمالا ولا تعرف طريقها الى الجنوب، تطلق على الشعب الأعزل، وهناك قرار بعدم تسليح الشعب السوري حتى هذه اللحظة بينما هو يرشق ببراميل ديناميت".

ورأى ان "الامور سائرة الى غير حل، ومن حق الشعب السوري ان يطلب السلاح ويدافع عن نفسه وان يطلب الحماية من الامم المتحدة والدول الكبرى بالتحديد، لكن، البحث في النفط والغاز هو موضوع نقاش وحوار على حساب الدم السوري". وقال: "نحن مع الشعب السوري لانه مظلوم ولان الاخلاق تستدعي منا ان نقف الى جانب هذا الشعب".

أضاف: "على بعض اللبنانيين ان يتحلوا بشيء من الاخلاق في حديثهم الاعلامي وتصريحاتهم السياسية، وان يساعدوا الشعب اللبناني لمنع وصوله الى شفير الهاوية. يجب ان نصل لاتفاق والقانون يمكن الوصول لحل توافقي وهذا يحتاج لطرفين لا لطرف واحد".

وتابع: "المطلوب ان ننعتق من كل هذه الشوائب وان نتوحد مسلمين ومسيحيين وألا ننسى قسم الشهيد جبران التويني، لأن دماء كل الشهداء منذ اغتيال كمال جنبلاط وكل من قبله وبعده من رؤساء جمهوريات وحكومات واعضاء مجلس نواب ووزراء ومشايخ حتى موسى الصدر، تنادينا للوفاء، لأن هؤلاء لم يسقطوا في نزهة ولا لمصالهم الشخصية، بل سقطوا دفاعا عن الحرية في لبنان".
  

السابق
ملص ادعى على مجهولين بتهديده عبر الهاتف
التالي
سرقة أسلاك كهربائية في برج قلاويه