ردّت مصادر أمنية على النفي السوري للقصف الجوي داخل الأراضي اللبنانية في منطقة عرسال. وقالت هذه المصادر أن كل ما له علاقة بهذا القصف موثّق بالأدلة الحسية والصور وأن الجهات الرسمية اللبنانية بإمكانها اطلاع الرأي العام اللبناني والدولي على هذه الأدلة
ولفتت المصادر إلى أن أجهزة الرصد والمراقبة التابعة للدول الكبرى في المنطقة ولاسيما تلك التابعة للولايات المتحدة رصدت هذا القصف وحددت نوع الطائرات والأماكن المستهدفة.
وكشفت المصادر الأمنية أن القصف الجوي السوري على خراج عرسال تم على دفعتين الأولى عند الرابعة من بعد ظهر الاثنين حيث ألقت مقاتلة سورية من طراز "ميغ" أربعة صواريخ على منطقة وادي الخيل ـ خربة يونين داخل الأراضي اللبنانية وعلى بعد نحو خمسة كيلومترات من الحدود.
أما الدفعة الثانية فكانت عند التاسعة من ليل الاثنين عندما أطلقت مروحية سورية صاروخين على منطقة صعبة داخل الأراضي اللبنانية وعلى بعد 1.5 كيلومتر من الحدود.
من جهته قال وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور إنّه سيتابع مسألة الغارة السورية على الاراضي اللبنانية لدى عودته الى لبنان، وبعد الاطّلاع على حيثيات ما جرى، وإنّه سيجري الاتصالات اللازمة وسيتعاطى مع الموضوع عبر القنوات الديبلوماسية. واضاف منصور من نيجيريا في حديث لصحيفة "الجمهورية": "انّني تبلّغت أثناء وجودي في نيجيريا وعبر القنوات نفسها أنّ ما أشيع عن قصف الطيران السوري للمواقع الحدودية هو إشاعات مغرضة".
وأكّد منصور أنّ السفارة السورية في بيروت سبق لها أن وجّهت في الآونة الأخيرة مذكّرات عدّة الى وزارة الخارجية اللبنانية تتضمّن معلومات عن وقائع ميدانية حصلت وتحصل على الحدود اللبنانية ـ السورية الشمالية وتزوّدت المراجع العليا هذه المذكّرات فور ورودها.
وكان رئيس الجمهورية ميشال سليمان قد تبنى الخبر معتبراً ان "القصف الجوي السوري داخل الاراضي اللبنانية انتهاك مرفوض للسيادة اللبنانية"، وكلف وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور توجيه رسالة احتجاج الى الجانب السوري بهدف عدم تكرار مثل هذه العمليات. وتمنى أن يكون نفي دمشق بشأن قصف لبنان صحيحا ولكن قيادة الجيش أكدت حصوله.
ونقلت وكالة الأنباء السورية "سانا"، عن المصدر المسؤول قوله: "تناقلت بعض وسائل الإعلام اللبنانية والعربية والدولية أنباء عن قيام الطائرات الحربية السورية بإلقاء قنابل داخل الأراضي اللبنانية". وأوضح المصدر أن "بعض الدول التي انتهجت سياسات العداء لسورية عبر تسليح وتمويل المجموعات الإرهابية المسلحة قامت بالترويج لهذا الخبر الكاذب".
