ناديا المنفوخ: لن أجعل جسدي جسراً

رغم تخلي ادارة برنامج "آراب آيدول" عنها بعد خروجها من المربع الذهبي في المسابقة بالموسم الاول الا ان الفنانة السورية الشابة ناديا منفوخ لا تنكر فضل البرنامج و"mbc" عليها فقد حولاها من هاوية الى محترفة لكن الان تبحث عمن يدعمها لانتاج البومات واغاني كما كان متوقعاً لها وهي عاتبة على البرنامج والقناة وتقول ان العتب على قدر المحبة.
منفوخ تحاول من خلال حفلاتها ان تعيد للفن الاصيل حقه بتقديم اغنيات العمالقة وتفكر في اطلاق البوم يضم اغنيات للكبار امثال ام كلثوم وعبدالحليم حافظ, وفريد الاطرش وغيرهم, لكنها تبحث عن شركة انتاج.
ناديا تؤكد في حديثها مع "السياسة" انها لن تجعل من جسدها جسراً للوصول الى ما تريده ولن تقدم تنازلات.
كيف تغيرت حياتك بعد "آراب آيدول"?
كنت انسانة معروفة على نطاق صغير قبل "آراب ايدول" لكن بعد هذا البرنامج اصبح الناس على جميع المستويات يعرفونني, من المؤكد أن حياتي تغيرت كثيرا لاني اصبحت اشعر انني لست ملكاً لنفسي فقط بل ملكاً للناس ايضاً. افرح كثيرا بنظرة الناس لي حين يعرفونني ويأتون للسلام علي بكل حب واعجاب, هذا الأمر يعطيني حافزاً لكي ابقى عند حسن ظنهم.
من الناحية الفنية ما التغيرات التي طرأت عليك?
تعلمت كثيراً عبر مشاركتي في "آراب آيدول" حيث اني أصبحت حذرة في اختياراتي عن ذي قبل, من اجل ان يبقي الناس يحبونني كما احبوني من خلال "البرنامج", وان اختار الكلمات واللحن الجيد. انا دائما انادي باستعادة الفن القديم ودعم الشباب اصحاب الاصوات الجميلة كما اسعى لاكون مميزة في الوسط الفني. كنت ارى الفن بنظرة جميلة جدا ولغاية الان انظر اليه بنفس النظرة لكني صدمت بسبب بعض الاسماء الكبيرة في الوسط الفني مثل المنتجين والمسؤولين الذين يحاربون الشباب اصحاب الاصوات الجميلة, ويستخدمون وسائل بشعة لتحقيق ذلك فهم يستغلون نقطة عدم امتلاك الفنان الشاب شركة انتاج ويطلبون منه تقديم تنازلات.
للأسف هذا ما يحصل على الساحة الفنية, وشخصياً ارفض تقديم اي نوع من التنازلات وارفض أن يكون جسدي جسراً للحصول على ما اريده. انا فنانة اقدم صوتي لجمهوري الذي يحبني والذي اضحي من اجله, صوتي هو مفتاح نجاحي. تفاجأت بأن والوسط تجارة بالفنان واستغلالا له. كفنانة مبتدئة حاولت انتاج عمل خاص بي من خلال مبلغ صغير كنت امتلكه لكن تمت محاربتي لاني رفضت التنازل. الفن برأيي ارقى واسمى واغلى من هذا كله, والفنان يجب ألا يقدم تنازلات بغية الوصول.
اطلق عليك "حسن الشافعي" لقب "المعلمة" ماذا تقولين عن هذا اللقب?
"المعلمة" من احلى الالقاب واحبه وافتخر به وان شاء الله اكون معلمة بفني واخلاقي.
بين السياسة والفن والظروف التي تمر بها سورية اليوم ماذا تقولين?
اعتقد انه لا يجب ان تكون هناك علاقة ما بين السياسة والفن والا يتأثر الفنان بالسياسة. على ايام العمالقة ام كلثوم, وعبدالحليم, وفريد الاطرش وغيرهم كانت تحصل تغيرات سياسية في الوطن العربي ولكن لم يتأثر الفنان بها ولم تتم محاربته لجنسيته. للأسف بأسم سورية وما يحصل فيها تمت محاربتي اكثر. ليس من المعقول ألا اعمل مع احد ولا يتم دعمي لاني فنانة سورية فقط ولان بلدي يذبح الآن.
كيف تقدمت للمشاركة بهذا البرنامج?
اشتركت في البرنامج وانا معتمدة على صوتي فقط, من المعروف عن هذه البرامج أن معظم المشتركين لديهم واسطة تؤهلهم للمشاركة والتأهل, وبهذه الطريقة يشاركون في البرامج. بالنسبة لي لم اكن املك اي واسطة ولا دعم ولم اقدم تنازلات ايضاً. كان لدي ثقة بصوتي فقط, وقد وصلت الى المربع الذهبي بسبب صوتي وحب الناس لي.
بالحديث عن النهائيات في "اراب ايدول" هل كان هناك عدالة في الاختيار برأيك?
لم يكن هناك عدالة, بسبب الظروف التي يمر بها الوطن العربي ما كان له الأثر الكبير في التأثير على النتيجة نظراً لان النهائيات تعتمد على تصويت الجمهور والوطن العربي الآن مجروح وغارق في الكثير من الازمات التي تشغله.
هل تعتقدين انك كنت اولى بالحصول على لقب "اراب ايدول"?
الموضوع ليس من الاولى لكن المنطق يقول ان صوتي بحسب تقييم لجنة التحكيم والجمهور مميز. مصر بلد فيها ملايين ولديها ثورة وسورية تمر بنفس الظروف, وفي ظل هذا اتساءل كيف حصلت كارمن على المرتبة الاولى. رغم انني كنت في المربع الذهبي ولكن للأسف لم يقدم هذا الأمر لي اي دعم بعد خروجي من البرنامج فلقد تخلت عني ادارة »mbc« يمكنك ان تلاحظي ان صورتي لا تظهر الان في اعلانات "اراب ايدول" ولكن يظهر بقية المشتركين.
من كان الأقرب لناديا من منافسيها?
احمد عباسي كان من المقربين وقد خرج في اول البرنامج رغم انه يمتلك صوتاً مميزاً. كذلك محمد طاهر من السعودية ويوسف عرفات, وغفران فتوحي.
هل لديك اتصال معهم الان?
هناك اتصالات بين فترة وفترة مع يوسف وحسن وغفران فتوحي ومحمد طاهر واحمد عباسي. لكي يطمئنوا علي بعد ان تطورت الاحداث في سورية حيث اني كنت اعيش هناك في تلك الفترة.
بدون البرنامج هل كان سيسمع الجمهور عن ناديا المنفوخ?
طبعا لا. رغم كل السلبيات التي مرت معي ب¯"آراب ايدول" الا اني لا انكر انه حمل لي الكثير من الايجابيات. وكذلك ل¯ "ام بي سي" فضل علي بأن الناس عرفتني واحبتني من خلالهم. لكني اتساءل اين انا من القناة والبرنامجايديل الآن? رغم اني لا انكر بأني احب هذا البرنامج والقناة ايضاً واتمنى ان اعمل معهم وان يقفوا معي والا يزيدوا جروحي جرحا بسبب ما يحصل في سورية فالمفروض انهم برنامج وجد ليتبنى المواهب وليس ليتخلى عنها.
كيف علاقتك بلجنة التحكيم الآن?
لا توجد علاقة تجمعنا بلجنة التحكيم. حاولت الاتصال بهم و "ام بي سي" لكني لم اتلق رداً من احد منهم, كان المفروض أن يقدموا لنا الدعم والارشاد لأننا لا نملك خبرة في المجال الفني. كنا بحاجة الى استمرار التواصل فيما بيننا. ورغم عدم حصول هذا الامر الا انني اشكرهم لاننا بفضلهم اصبحنا معروفين ومشهورين. اكن كل المحبة لراغب واحلام ولحسن الشافعي لكني اعتب عليهم والعتب على قدر المحبة.
بمناسبة اقتراب يوم ميلادك ماذا تتمنين?
تضحك, اتمنى يعود السلام وتحل المحبة في بلدي العزيز, وان نعود لتعمير سورية وأن يعم السلام في الوطن العربي. اما على الصعيد الفني فأتمنى أن يعود الفن الحقيقي الجميل ليفرض نفسه على الساحة. وهو الفن الذي احببته منذ نعومة اظفاري. وان يتعامل الناس مع بعضهم بمصداقية وطيبة. الفترة التي مررت بها كانت صعبة جدا فلقد واجهت صعوبات كثيرة في حياتي بسبب الوضع في سورية تمت محاربتي في فني. أتمنى أن ينتهي هذا كله. ولجميع الذي حاربوني وحاولوا التأثير في فني وشخصيتي اقول بأني ساثبت لهم اني ناجحة وسأكون موجودة بكم وبدونكم وبمحبة الناس.
هناك من يقول بأنك والكثير ممن شاركوا بالبرنامج محترفون غناء بالاصل, فلماذا اعطيتم هذه الفرصة دون غيركم من المواهب?
رغم كل ما يقال الا اني اعتبر نفسي هاوية والفن لا يبتدئ ولا ينتهي ولا يموت عند "اراب ايدول" قبل البرنامج كنت هاوية فقط وذلك رغم حصولي على جوائز بعدة مهرجانات لكن مع ذلك لم احصل على الفرصة ليصل صوتي الى الناس ولان اكون معروفة لديهم, واراب ايدول ساهم في ان يعرفني الناس ويصل صوتي لهم. الان انا احمل المسؤولية على عاتقي من اجل ان اعود واتواصل مع الجمهور واثبت نجوميتي. وعلى ايمان بأني سوف اصل بحب الناس لي ودعهم وتشجيعهم. انا بنت الجمهور ولن يغير ذلك مني شيئا. اتمنى ان اوفق بغية اسعادهم والا اخذل من دعمني منهم الذين احبوني واحبوا الطرب القديم الذي اعدت احياءه من خلال البرنامج. الفنان هو الذي يثبت وجوده. يمكنني القول إن البرنامج وضعنا على اول طريق النجومية. لكن الفنان من دون شركة انتاج لا يستطيع ان ينجح بسهولة .
اخبرينا عن كواليس "آراب أيدول"?
كانوا يعاملوننا كمشتركين وكتلاميذ وليس كأصحاب أصوات جميلة. من الفريق كان هناك اشخاص لطيفين معنا وبعضهم الاخر كانوا يتعاملون معنا بطريقة فظة. حين نصل امام الكاميرات وامام العالم كنا نشعر بتعب كبير. كان هناك الكثير من الخلافات بين المشتركين في بعض الاحيان تكون جميلة وفي احيان اخرى تكون سيئة. تجربة اراب ايدول نقلتني نقلة نوعية في حياتي. كنت انسانة معروفة على نطاق ضيق واصبحت معروفة على نطاق كبير. وهذا ما يجعلني انسى كل التعب الذي عشته خلال البرنامج وكل ما حصل لي بعده. حتى الزعل الذي كان يحصل بيننا كمشتركين كان ينتهي بوقت قصير.   

السابق
ماجدة الرومي تزور صباح
التالي
إعتصام امام سرايا صيدا لتأكيد الاضراب المفتوح