الديار : حزب الله يسجل نجاحاً في مقاربة السنّة عبر ميقاتي والمفتي

الحرب طويلة في سوريا من خلال الاشارات التي ظهرت في الساعات الاخيرة، خاصة القرار الجمهوري الذي صدر عن الرئيس الدكتور بشار الاسد بصفته رئيس الدولة والقائد العام للقوات المسلحة السورية، باعلان التعبئة العامة. وبذلك يكون استدعى جميع احتياط الجيش واحتياط قوى الامن والامن السياسي، اضافة الى المتقاعدين الذين خدموا خدمتهم العسكرية، وبذلك يكون اعلى درجات الخطورة هو اعلان التعبئة العامة، وهذا يعني ان الدولة غير قادرة على إزاحة المعارضة.

ويبدو واضحاً لمن يريد، انه بعد سنتين، ازدادت مساحة المعارضة اكبر بكثير من المظاهرة في درعا وشملت كل سوريا. ولم يقتصر الامر على الاشتباك في سوريا والجولان بل امتد الى لبنان والعراق.

وفي الجولان هددت تركيا بإقامة منطقة عازلة ولم تنفذ هذا الامر، كما انها خففت كثيرا من مرور الاسلحة الى سوريا، عبر حدودها وذلك بطلب من الادارة الاميركية بعدم تسليم المعارضة السورية.

كذلك يجتمع مجلس الاتحاد الاوروبي وعلى جدول اعماله الاسبوع المقبل، نتائج مباحثاته بشأن الازمة السورية، فقد اتخذوا قراراً برفض الاقتراح الفرنسي – البريطاني تسليم اسلحة الى المسلحين والجيش السوري في لبنان، مع العلم ان وزير خارجية بريطانيا وايضا فرنسا بذلوا كل جهدهم، الا ان اسبانيا وايطاليا والمانيا ودولاً اوروبية اخرى، قررت بعد تلقّيها رسائل من روسيا حول موضوع سوريا، ان لا ترسل اسلحة، فيما فرنسا وبريطانيا قررتا المواجهة مع روسيا بشأن النفوذ على البحر الابيض المتوسط.

فرنسا وانكلترا ودول كثيرة وحتى دول عربية في الخليج لا تعتبر انه يجب ترك المعارضة المسلحة. بل يجب تسليحها، اما الاتحاد الاوروبي واميركا فيرفضان، والاسباب هي من خلال دراسة قدمها امين عام حلف الناتو الى الاجتماع الذي حصل في بلجيكا مؤخرا، وكان على جدول الاعمال النقاط التالية، والبحث في الوضع السوري:

1 – تم طرح من هي الشخصية التي تستطيع ان تكون مكان الرئيس الدكتور بشار الاسد، اذا قررت الدول الاوروبية اسقاطه.
ومع العلم الدول تعرف قوة الرئيس بشار الاسد وغيره، لكنها كانت تريد ان يقوم العماد آصف شوكت بدور اكبر في المرحلة المقبلة لانجاح حل سلمي، لكنه استشهد اغتيالاً بعبوة ناسفة، تم زرعها في مزهرية ورود وضعت امامه على الطاولة.
تصرف الدول الاوروبية هذه المرة مثلما تصرفت في منطقة الصرب وكوسوفو ومثلما تصرفت في العراق، وتراهن ان روسيا الاتحادية سيتراجع عن دعم الرئيس بشار الاسد كما تراجع عن دعم الصرب وفرض حل بالقوة عليهم واخلاء منطقة البوسنة كلها، وجعل البوسنة دولة قائمة بحد ذاتها. وهنا الخلاف بين اوروبا وروسيا.

2 – ان حوالى 10 الاف صاروخ بعيد المدى (يصل الصاروخ الى 700 كلم) والالاف من صواريخ الفروغ موجودة في سوريا، ومداها يطال ما بين 70 كلم و550 كلم، وفق المواصفات المنشورة في المواقع الالكترونية المتخصصة. وهذه الصواريخ خطرة جداً على كل دول المنطقة.

3 – السلاح الكيمائي، سوريا اطمات او مخازن عميقة لحماية السلاح الكيمائي، وهو احتياط النظام في اي حرب مقبلة وليس عند اميركا واسرائيل واوروبا قدرة على ازالة هذه الاسلحة من دون حرب.

اسرائيل سياستها هي استمرار الحرب في سوريا، حتى وصول سوريا الى الانهاك، وكلما ضعفت المعارضة ستضغط اسرائيل لمدها بالسلاح، وكلما ضعف النظام ستترك روسيا الاتحادية يدعمها لان هدفها تدمير سوريا خلال حرب على الاقل، وفق التقرير الاسرائيلي ستستمر بين 7 الى 10 سنوات. واما البديل فليس هنالك من بديل، لان الاسقاط سيكون من الداخل وجواً من الطائرات، وسلطات الرئيس الاسد وجيشه ضد المسلحين. ومن هنا فان اعلان التعبئة العامة ومسار الحرب كما هو حاليا، يجعل من الصعب على دول اوروبا بالنتيجة ان تكمل مشروعها في اسقاط بشار الاسد ودعم المعارضة السورية، دون القدرة على الاحاطة بالاسلحة الكيمائية لدى سوريا. ذلك ان الدول العربية والاوروبية استطاعت اقناع ليبيا بتسليم اسلحتها الكيمائية، وعندها بات الضوء الاخضر لاسقاط معمر القذافي سهلاً.

اما السلاح الكيمائي المصري، فلا خوف عليه لانه في مراكز سرية ولان روسيا تضمن هذا الموضوع عبر خبرائها. بالنسبة للعراق، اجبروا الرئيس صدام حسين على تسليم كل اسلحته، وبعدما سلم سلاحه الكيمائي هاجموه.

هذه هي بنود اساسية في الوضع السوري، لكن اركان الجيش الاسرائيلي وضعوا خطة عسكرية عبر الطيران لضرب مخازن للاسلحة الكيمائية كلها دفعة واحدة، ولكن هذا الامر لا يمنع من ان تضرب سوريا صواريخ بأسلحة كيمائية على اسرائيل. من هنا تريد اسرائيل استمرار الازمة وضعف النظام الى حين التسليم النهائي للغرب.

ثم من يضمن عدم اطلاق سوريا صواريخها التي يصل مداها الى 700 كلم، ولا يمكن للباتريوت اعتراضه، لان المسافات بين سوريا واسرائيل في اماكن تواجد الصواريخ لا تزيد عن 70 الى 90 كلم، وبالتحديد من نقطة في السلسلة الشرقية من الجولان الى تل ابيب.

في لبنان الوضع صعب، وعلى شفير الهاوية، وحزب الله الذي شعر بأن الازمة كبرى في سوريا، وشعر بأن وجوده سيكون في خطر، وضع كل ثقله مع الوزير وليد جنبلاط ليؤلف حكومة ويتم ابعاد الرئيس سعد الحريري، ثم ضغط على المفتي قباني وتواصل معه، وهكذا اصبح دار الافتاء قريباً من السفارة الايرانية ومن سوريا، اكثر بكثير من المعارضة السورية.

لذلك رفض المفتي اجتماع المجلس الشرعي الاعلى، ولن يقبل الا الاجتماع الذي سيحصل في 14 نيسان من اجل انهاء هذا الملف وانتخاب مجلس شرعي جديد.

في مجال الاسلحة، فان التهريب يجري بكثافة حتى على الشواطىء اللبنانية، فالبحرية الالمانية انسحبت من القرار 1701 دون ان تعلن ذلك، واميركا لا تراقب الشواطىء اللبنانية والسورية والسلاح يتدفق على لبنان وعلى الاردن وعلى تركيا، ويجري تهريبه الى سوريا للقتال ضد النظام.

من هنا ابلغت روسيا حلف الناتو انها ستضع مظلّة جوية فوق سوريا، إما من خلال صواريخ "س. س. 300" التي ستديرها هي شخصيا واما من خلال ايضا البحر بصواريخ شايخون الذي هو اهم صاروخ روسي حتى الان في مجال ضرب السفن والبوارج في البحر.

وما زال يجري حتى الان استلام اسلحة بقيمة مليارين و600 مليون دولار، بعدما اشترى الرئيس بشار الاسد من روسيا اسلحة بقيمة 4،2 مليارات لمصلحة الجيش السوري وبدأوا بتسليمها.

الساحة اللبنانية
وفي لبنان الساحة تغلي، خاصة انه في موضوع الشيخ أحمد الأسير بات ظاهرة لا تطاق على الساحة اللبنانية، وهي تمهيد لفتنة كبرى، ولذلك من غير المستبعد ان تحصل صفقة تحت الطاولة بين الجيش وتيار المستقبل وحزب الله، على ان يكون هنالك ورقة مقابل ازاحة الشيخ أحمد الاسير او قتله، لكن البحث الجدي بدأ ببيع ورقة الشيخ احمد الاسير في المفاوضات الحاصلة الان بين القوى.

اما البحث الجدي، فهو الذي حصل بين الرئيس الروسي بوتين والرئيس الفرنسي هولاند، على اساس تقسيم السلطة في لبنان، فتكون على مستوى الدول مصر وليبيا وتونس والمغرب مع المحور الاوروبي – الاميركي، والجزائر تكون اقرب الى روسيا، اما بالنسبة لسوريا، فمن الصعب ازاحة الرئيس بشار الاسد، لان ذلك يعني فوضى لا تستطيع الدول وليس لديها القدرة على ضبطها وسنعود لاحقاً الى الموضوع.

يبقى لبنان. لبنان مقسوم بين 14 آذار و8 آذار.
دخلت روسيا على الخط واعلنت بطريقة ديبلوماسية انها مع خصام السلطة بينها وبين اميركا في لبنان، فيكون النفوذ الروسي الاتحادي موجوداً والنفوذ الاميركي موجوداً، وبالتالي يكون لبنان في شبه حياد ايجابي في الصراع في المنطقة. وعندما سيجتمع الرئيس بوتين مع الرئيس اوباما في حزيران سيتقرر نهائيا وضعية لبنان في المرحلة المقبلة ووضع سوريا.

انما تقديرات المخابرات الدولية ان الوضع في الداخل في سوريا وفي لبنان، هو بمكان والاتصالات الديبلوماسية في مكان آخر، فالصراع على الارض يسبق كلياً الحلول وخارج قواعد الصراع، وبالتالي، فان المعارضة في سوريا اذا تسلحت لن تستطيع روسيا بعدها الدفاع عن سوريا، الا اذا ابقت 112 سفينة حربية روسية في البحر، كما هو حاصل الان، واقامة مظلة جوية لحماية سوريا، وعندها ستندلع الى اقصى حدودها المعركة بين الجيش السوري والمعارضين. والرئيس اوباما غير مستعد لارسال جندي واحد الى سوريا، وهولاند يعلن، انه ربح الانتخابات على اساس انه قال انا سأسحب الجيش الفرنسي من افغانستان سنة 2013، بينما الرئيس ساركوزي قال لا استطيع سحب الجيش الفرنسي قبل سنة 2014. لذلك ليس من تدخل دولي عسكري مباشر، انما قوى المعارضة في الداخل في سوريا قوية ومنتشرة في كل المناطق، خاصة في مناطق هي موقع النفوذ للجيش السوري الحر، ولذلك فالمعركة في سوريا طويلة، والدليل انها طلبت التعبئة العامة.

معركة سوريا لها وجهان، وجه دولي ووجه محلي داخلي. على صعيد المستوى الداخلي، اذا لم تحصل شخصيات من الطائفة السنية على مراكز هامة ضمن ادارة الاسد فانه لن يتوصل احد الى حل سياسي بل الى حل عسكري، مع العلم ان وليد المعلم وزير خارجية سوريا قال اننا نستطيع ان نبحث حتى مع المسلحين، كأنه يعترف بشرعيتهم من خلال المفاوضات. انما قراءة القيادة السورية للامور، هي انه اذا كان الجيش النظامي يخسر شهداء يوميا وجرحى، فان المعارضة تخسر وتخسر اكثر بكثير ويتم تدمير قرى ويسقط 100 الى 150 قتيلاً، مما سيظهر بعد سنة بعد الان في نهاية السنة الثالثة ان المعارضة اصبحت ضعيفة في رأي تقارير الامن المرفوعة الى الاسد، وان القوت لمصلحتنا فلنناور عبر ارسال وليد المعلم الى موسكو والتفاوض هناك، واعلان انهم مستعدون للتفاوض مع المسلحين ما هو الا خطة لكسب الوقت، لان الجيش السوري ليس مسيطرا على سوريا لكنه في حرب مع المعارضة، والامر يختلف عن الماضي، في الماضي هنالك مدينة اسمها حماة، سيطر عليها الاخوان المسلمون وامتد الاخوان المسلمون الى ادلب ودير الزور، ويومها ضربهم الجيش السوري ضربة قاضية وانتهت المسألة هنا. اليوم الوضع يختلف، هنالك حرب في كل سوريا والقياديون فيها هم من الاخوان المسلمين، والقياديون فيها من جهة سوريا هم الرئيس الاسد وكبار ضباطه.

ويراهن النظام على ان المعارضة السورية ستضعف مع الوقت شعبياً من خلال انهاك قوى الناس بعدم وجود المواد الاستهلاكية بسهولة بين ايديهم، فتتحول نقمتهم على الجيش السوري الحر والمعارضين المسلحين، بينما طبعا هنالك منطق وحجة عند المعارضة، وهي ان الحل لن يحصل بأن الرئيس بشار الاسد لا يتنازل عن الحكم. هذا الامر المفروغ منه بأن الرئيس بشار الاسد لن يتنازل عن الحكم يعني استمرار الحرب، واذا كان العدد الذي نشرته الامم المتحدة ان القتلى هم 65 الف قتيل و73 الف مفقود، ورقم قالت عنه الامم المتحدة انها لا تعرفه لان السلطات السورية سمحت لها بمقابلة السجناء ورفضت تقديم لوائح او اسماء او معلومات، لكن بعثة الامم المتحدة الانسانية زارت 11 سجنا، وقدر عدد السجناء بـ 100 الف، لان السجن ليس مبنى بل هو كناية عن قاعدة عسكرية كبرى في السهول، وسراديب السجن هي تحت الارض وفوق الارض كلها مراكز للجيش لحماية السجون.

المسألة مسألة رهان. كان العماد ميشال عون يقول انه اذا بدأت المعركة مع القوات فسينهيها خلال ساعات لان الامر ليس متوقفا على الجيش بل على انصار الجيش في المناطق. وفي المقابل كان الدكتور سمير جعجع يقول ان العماد ميشال عون ليس عنده حجم يستطيع فيه القتال في المناطق المسيحية كلها، لان جذور القوات موجودة ومنتشرة في القرى المسيحية والمدن. ولذلك لن ينتصر احد بالنتيجة، واليوم في سوريا لن يحصل اتفاق غالب ومغلوب، اي بمعنى لن تتم ازاحة الرئيس بشار الاسد كلياً من الحكم، كذلك لم يعد ممكنا للنظام ان يتجاهل المعارضة، لكن للاسف كي يحصل الوعي والهدوء، فان مزيدا من الوقت في القتال ومزيدا من الضحايا اذ قالت منظمة الصحة العالمية ان الوضع الصحي في المستشفيات في سوريا منهار، وان الوضع المعيشي منهار، وان 4 ملايين سوري سيغادرون سوريا من الان وحتى حزيران، ودعا مفوض الصحة العالمي الى اجتماع مجلس الامن الدولي من اجل اقرار مساعدات غذائية وبطانيات واغراض للعناصر السورية.
رسالة السفير السوري

في المقابل، وفي طرابلس بالتحديد، بدأ المسلحون السوريون والجيش السوري المعارض الحر يشعرون بأنهم مرتاحون للوضع في شمال لبنان، ويتحضّرون لمعركة يخرقون فيها الحدود اللبنانية لاحتلال تلكلخ.

السفير السوري في لبنان ابلغ رسالة سورية تحدثت عن اهمال الدولة لضبط الحدود بين سوريا ولبنان، وان مسلحين سوريين لجأوا الى لبنان، ليس لاسباب انسانية، بل لاسباب قتالية. فمن اصل 600 الف دخلوا لبنان، احصت الامم المتحدة 500 الف الى 550 الف مواطن سوري دخلوا لبنان. اما الباقون فقد دخلوا لبنان عبر النهر الشمالي الكبير وهم ليسوا مهجرين من منازلهم كما البقية التي تهجرت نتيجة القصف بل قرروا اقامة منطقة عازلة في شمال لبنان، بعدما منعتهم تركيا والاردن والعراق.

وهنا تبرز مشكلة كبرى، اللاجئون السوريون هم من الطائفة السنية، واكثريتهم الساحقة من السنّة، والخاصرة الرخوة بالنسبة لسوريا هي لبنان وهذا الامر هو تاريخي، لذلك فان قسماً من الجيش السوري الحر ومن المعارضة لجأ الى لبنان وكوّن قوة عسكرية خارج حدود الجرد في عرسال حيث لا مراكز للجيش هناك. اما بالنسبة لشمال لبنان، فقد تمركز قسم منهم في أكروم، وعلى طول الحدود بين لبنان وسوريا هنالك معارضون مسلحون وجيش سوري حر.

ومع وجود حوالى 700 الف لاجىء سوري في لبنان، يسعى الرئيس نجيب ميقاتي مع دول اوروبا الى الحصول على مساعدات لكنه لم يحصل عليها. اما بالنسبة للاجئين السوريين، فهنالك مسألة قانونية يجب تنفيذها وهي ان للسوري الحق في الدخول شهر قبل تحديد اقامته.

اما بالنسبة للحوادث التي تحصل من سرقات وخطف فهنالك سوريون يقومون بأعمال شغب، وسيدرس مجلس الوزراء في 21 آذار موضوع اللاجئين، وقد ينشىء هيئة خاصة اسمها لجنة هيئة اللاجئين السوريين.

وقد اتصل الرئيس نجيب ميقاتي بالسفير البريطاني والسفير الفرنسي واميركا من اجل تقديم مساعدات للاجئين السوريين الى لبنان، فاشترطت هذه السفارات اقامة مخيمات في سهل عكار، هي من نوع البناء السريع، حيث تستطيع الامم المتحدة اقامة مكان لنصف مليون مواطن مع كل تجهيزاتهم. الا ان الحكومة اللبنانية ترفض رفضا قاطعا اقامة مخيمات.

وذكرت معلومات ان السفير السوري سلم رسالة وجه فيها عتب سوري على لبنان بشأن الحرب في سوريا، وبأن لبنان صاحب القدرة الطبية الكبرى، كان بامكانه تأمين العلاج والعمليات الجراحية وغيرها في سوريا مع 100 طبيب كل اسبوع لمعالجة الناس في سوريا.
وقد حذر مجلس الامن من خطورة الوضع على الحدود اللبنانية – السورية ونبه سوريا ولبنان الى عدم الانجرار في الصراع.

قرارات مجلس الدفاع الاعلى التي بقيت سرية في لبنان، تسمح للجيش باستعمال المدرعات والدبابات والمدفعية اذا احتاج للامر، لكن قيادة الجيش تريد البقاء على حدود الطوائف ودون ضرب طائفة على حساب طائفة او مذهب على حساب مذهبي، وهذه هي سياسة العماد جان قهوجي.

كيف هي الصورة الان في سوريا ولبنان؟
في سوريا قتال في كل المناطق متقطع، ولكن ليس في سوريا مكان واحد لا يوجد فيه مسلحون يطلقون النار، الطرقات الرئيسية يسيطر عليها الجيش، بينما الطرق الفرعية في القرى والمدن يسيطر عليها المسلحون، وعندما يقترب الجيش ينكفىء المعارضون امامهم ولا يجعلوهم يعرفون بمكانهم. ثم لاحقا يطلقون قذيفة صاروخية "آر. بي. جي" على الدبابات السورية.

اما على صعيد حزب الله الذي حاولوا وضعه في فتنة مع الطائفة السنية، والتركيز عليه انه شيعي فقط، فهو لا يفتش الا على مصلحة الطائفة الشيعية، فقام بالاتصال بشخصيات سنية، من عكار الى الجنوب.

وفي اطار العمل السياسي، رد الحزب فاستطاع ابعاد الرئيس سعد الحريري والحصول على النصاب وعلى الثقة في الحكومة من خلال كتلة الوزير وليد جنبلاط التي كانت 11 وانقسمت الى 7 اصوات مع جنبلاط و4 ليسوا معه، وبذلك ازيح الرئيس سعد الحريري من الحكومة وجاء الرئيس نجيب ميقاتي.

اما على الصعيد الآخر الديني، فأرسل وفدا من المشايخ على رأسهم الشيخ نعيم قاسم واجرى حوارات بينه وبين المفتي، واتفق المفتي مع الشيخ نعيم قاسم، على ان حزب الله لا يوافق على كل خطواته، كذلك ليس هو ضد حزب الله، وانه طالما هو مفت فان دعوته ستكون لعدم الانجرار الى الفتنة.

اما بالنسبة للرئيس سعد الحريري، فان موقفه هو ازاحة المفتي قباني اياً يكن الوضع، قبل الانتخابات النيابية، وهذا الامر لم يحصل عليه، فبعدما اجتمع 4 رؤساء حكومات سابقين انسحب اثنان هما عمر كرامي والرئيس سليم الحص، وبات الانذار للمفتي قباني لا قيمة له.

وسعد الحريري الذي ذهب الى سوريا وتنازل عن دم ابيه وتعاطى مع حزب الله، وجد انه ممنوع عليه رئاسة مجلس الوزراء، بل في كل مرة هنالك تعطيل، الى ان قدم استقالته وسافر وحصلت بعدها اغتيالات، كان اهمها بالنسبة اليه هي استشهاد اللواء وسام الحسن، الذي هو رفيقه وصديقه الحميم. اضافة الى العلاقة الممتازة بين الرئيس سعد الحريري والشهيد اللواء وسام الحسن.

اثر ذلك، تمت استشارات وحصل الرئيس نجيب ميقاتي على 67 صوتاً، مقابل 61 صوتاً للمعارضة، وجاء رئيساً للحكومة وقرر الرئيس سعد الحريري مقاطعة الجميع والسفر الى الخارج. وبعد استشهاد اللواء وسام الحسن اصبح صعبا على الرئيس سعد الحريري ان يأتي ويكون مرتاحاً في بيروت.

لذلك المعركة الحقيقية هي هل يتراجع حزب الله امام الهجمة السنية، ام يواجه؟ وقرار قيادة الحزب هو الاصرار على التهدئة، لكن عدم القبول بتجاوز حقوقه.
وعمل حزب الله على عدم ترك موجة المذهبية تزداد في لبنان، فأقام علاقات مع شخصيات شيعية هامة، وهو يبني قاعدته الشعبية على اساس انه حزب مقاومة ضد اسرائيل وهدفه الاساسي حماية المقاومة.

والظاهرة الحالية التي تشكل خطر حصول فتنة، هي تصرفات الشيخ أحمد الأسير، وهي لعبة ذكية عرف كيف لعبها الرئيس سعد الحريري مع مخابرات خليجية لجعل الرئيس سعد الحريري ظاهرة سنية تؤدّي بالنتيجة الى اجبار الدولة على مراجعة حساباتها، والحركة ليست مواجهة للطائفة الشيعية ككل، بل هي صراع مع حزب الله. وتيار المستقبل يريد ان لا تبقى الامور كذلك. فيتم كشف محاولة اغتيال النائب بطرس حرب، ويحصل فرع المعلومات على اسمه وهو محمود الحايك، ولا يستطيع احد ان يأتي به من حارة حريك.
بينما السنّة في بيروت، عند اول حادث او حاجز يتم توقيفهم بسهولة.

نحن باستشرافنا للامور، نقول، وللأسف، ان الامور تسير نحو الأسوإ، وان الوضع الامني لا يستطيع احد ان يمنعه من الانفجار، بل شخصان سيتحادثان قريبا، بشأن لبنان، هما بوتين واوباما، واتفقا قبل حزيران على اجراء اتصالين هاتفيين يتعلقان بالازمة اللبنانية. وعندها يتم حسم الوضع السوري، وحسم الوضع اللبناني.

ويتفاجأ نواب وشخصيات من 14 آذار، والسفير الفرنسي والبريطاني والالماني والاميركي يطالبونهم بالتهدئة وعدم الذهاب الى السلاح. انما المؤامرة مؤامرة والمشكلة طويلة ولا حل قريب حتى لو قالوا ان هنالك محادثات سياسية.
  

السابق
الاشتباكات على الحدود السورية.. وتنديد برسالة الخارجية السورية
التالي
الجمهورية: مخاوف من جولة عنف جديدة في طرابلس والجيش عزَّز قواه