بين الإنتخابات والنقابات

الربيع اللبناني الذي يبدأ في الحادي والعشرين من هذا الشهر، هل سيكون ربيعاً حقيقياً أم خريفاً إنتخابياً ونقابياً بامتياز؟
يُطرَح هذا السؤال لأن يوم الحادي والعشرين من آذار سيشهد إستحقاقات حقيقية جديرة بالمتابعة:
الإستحقاق الأول إن جلسة مجلس الوزراء ستبت مسألة هيئة الإشراف على الإنتخابات النيابية، هذه الهيئة يُصرّ رئيس الجمهورية على تشكيلها فيما يرفض وزراء 8 آذار السير فيها لأنهم يعتبرون أن طرحها هو إحياء لقانون الستين الذين يعتبرونه ميتاً ولا مجال لإحيائه.
وبين إصرار رئيس الجمهورية ورفض وزراء الثامن من آذار لتشكيل الهيئة، فإنه لا يُعرَف المسار الذي ستتخذه الجلسة وهل سيُطرَح البند على التصويت؟
وماذا سيكون عليه موقف رئيس الجمهورية في حال طُرِح البند على التصويت وسقط بالأصوات؟
الإستحقاق الثاني، وفي اليوم نفسه، هو بند تمويل سلسلة الرتب والرواتب تمهيداً لإحالتها إلى مجلس النواب.
هل نضجت مصادر التمويل؟
وهل يوم الحادي والعشرين سيشهد تحويل السلسلة؟
لا أحد يستطيع الجزم بالجواب، سلباً أم إيجاباً، فمنذ حزيران الماضي، تاريخ طرح السلسلة والوعد بها، ومازال رئيس الحكومة يُفتِّش عن مصادر للتمويل من دون أن يُوفَّق في تحقيق أيٍّ من بنودها، فما عدا مما بدا ليصير بالإمكان طرحها وإيجاد مصادر التمويل لها؟
إن اكتشاف مصادر التمويل، بعد تسعة أشهر من التفتيش، يمكن أن يُطلَق عليه انه نوعٌ من أنواع المعجزة، فكيف لا يكون تأمين التمويل متوافراً طوال هذه المدة ثم يُصبِح متوافراً في يومٍ واحد؟
إن أخشى ما يخشاه المتابعون هو أن يكون يوم الحادي والعشرين من آذار هو ربيع التسويف والمماطلة، فإذا كان التمويل متوافراً فلماذا تأخر تسعة أشهر ليظهر؟
أما إذا كان غير متوافر فلماذا إطلاق الوعود بأنه سيتحقق في بداية الربيع اللبناني؟

إن الوضع اللبناني، على مستوى الملف الإقليمي، يشبه مقولة العين بصيرة واليد قصيرة! فماذا ستكون عليه التطورات في حال وصلنا إلى تاريخ الحادي والعشرين من آذار ولم يكن تمويل سلسلة الرتب والرواتب متوافراً؟
عندها ماذا سيحصل؟
هل ستُجدِّد هيئة التنسيق مُدَدَ الإضراب والإعتصامات؟
وفي حال أُقرَّ التمويل فما هي الكلفة المقدَّرة على خزينة الدولة؟

لم تعد الأرقام مجرد وجهة نظر بل أصبحت سراً من الأسرار المتضاربة، فماذا سيكون عليه الوضع يوم الثاني والعشرين من آذار؟
السؤال لا يقتصر على لغز السلسلة بل على لغز الإنتخابات أيضاً. فهل لبنان واقعٌ بين لغزين؟

السابق
معركة على الأوقاف
التالي
سوريا اليوم.. الخير بمعجزة!