الخارجية السورية تهدّد لبنان “رسمياً” بقصف أراضيه

تستمر فصول ازمة الاشتباكات على الحدود اللبنانية مع سوريا، حيث هدّدت الخارجية السورية في رسالة واضحة وصريحة، الى نظيرتها اللبنانية، أوردتها الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) الرسمية، بقصف تجمّعات "العصابات المسلحة" في لبنان إذا استمرّ تسللها عبر الحدود.
وقالت الخارجية إنّ "مجموعات إرهابية مسلحة تسللت خلال الـ36 ساعة الماضية وبأعداد كبيرة من الاراضي اللبنانية الى الاراضي السورية"، وأشارت الى انّ الجيش السوري "إشتبك معها على الاراضي السورية، وما زالت الاشتباكات جارية".
شدّدت الخارجية على أنّ "القوات العربية السورية المسلّحة لا تزال تضبط النفس بعدم قصف تجمّعات العصابات المسلحة داخل الاراضي اللبنانية لمنعها من العبور الى الداخل السوري، لكنّ ذلك لن يستمرّ الى ما لا نهاية". وأشارت الى انّ "سوريا تتوقّع عدم سماح الجانب اللبناني لهؤلاء باستخدام الحدود ممرّاً لهم لأنّهم يستهدفون امن الشعب السوري وينتهكون السيادة السورية، ويستغلّون حسن العلاقات الأخوية بين البلدين".
مؤكدة أنّ "هذه المجموعات الإرهابية ما زالت محتشدة داخل الأراضي اللبنانية، ونراها بالعين المجرّدة من مواقع قوّاتنا التي مارست حتى الآن أقصى درجات ضبط النفس بالامتناع عن استهدافها، على أمل أن تبذل الجهات اللبنانية المختصّة جهودها في ضبط الحدود مع سوريا، حرصاً على أمن البلدين وحمايةً لأرواح المواطنين الأبرياء وعدم التصعيد الذي تهدف إليه هذه المجموعات الإرهابية".
وكان رئيس الجمهورية ميشال سليمان قد أكد من جولته الأفريقية، أن لبنان "يجب ألا يكون ممراً للأسلحة ولا قاعدة لتدريب المقاتلين لأي طرف انتموا، والحياد أمر مفيد للبنان وسوريا. والهدف هو تجاوز أزمة سوريا من دون أن تتحول إلى أزمة في لبنان".
وأيضا أكد قائد الجيش العماد جان قهوجي، "عزم الجيش أكثر من أي وقت على منع انعكاس الصراعات الإقليمية على لبنان، والتصدي لأي جهة تسعى الى إثارة الفتنة المذهبية والطائفية"، مشدداً على أن "ظروف أحداث عام 1976 لن تتكرر أبداً". ودعا الضباط الى إبقاء وحداتهم على جهوز تام "لمواجهة مخططات العدو الإسرائيلي والإرهاب والمواكبة الدقيقة لكل الاستحقاقات المقبلة".

في حين طالب السفير السوري علي عبد الكريم علي، أمس، بإرسال الجيش اللبناني الى الحدود "لوقف اعتداءات المسلحين انطلاقاً من الأراضي اللبنانية". وأشار الى أنّ "الجيش السوري يمارس أعلى درجات ضبط النفس في الردّ على الإعتداءات".

هذا الموقف أثار قيادات في 14 آذار التي اعتبرت ان تصريحه هذا "يندرج في إطار سياسة التهويل والتهديد والترهيب على لبنان واللبنانيين"، لافتةً الى "أنّ الخوف الكبير هو انّ هذه التصريحات تنبئ بنوايا سوريّة مبيتة حيال لبنان". لكنّ هذه المصادر توقّفت عند تأكيد قائد الجيش "عزم المؤسسة العسكرية أكثر من أي وقت على منع انعكاس النزاعات الإقليمية على لبنان، والتصدي لأي جهة تسعى الى إثارة الفتنة المذهبية والطائفية".

السابق
فتفت: هناك دلالات عديدة تشير الى تحضير اعتداء على لبنان
التالي
الأسد يستعد لاستخدام الكيماوي