لـ”نسويات” ملامح انثوية ايضاً

قرب اعتصام نظمته جمعية "كفى" في ساحة رياض الصلح مر ميشال. توقف طويلاً محاولا معرفة سبب الاعتصام. "الاعتصام للمطالبة باقرار قانون العنف الاسري"، قالت له احدى المعتصمات. اكمل ميشال سيره وهو يسأل ضاحكاً "لماذا المتظاهرات لست كبيرات في السن؟ من اين اتى هذا الجمال الانثوي؟

"جمعيات حقوق المرأة" لدى ذكر هذا العبارة تتسلل الى اذهان الكثيرين صورة نمطية للناشطات في تلك الجمعيات. كبيرات في السن، مطلقات وعوانس، نظرة رسختها طبيعة التيار النسوي اللبناني الذي كان عاجزاً، عن استقطاب عناصر شبابية ناشطة، الامر الذي حصر روزنامة التحركات ببعض المحاضرات او الندوات الجافة ذات المضمون الراديكالي وشوه تاليا صورة تلك الجمعيات وناشطاتها.
لكن للنسويات وجهاً آخر، وجهاً يبتعد عن اسقاطات المجتمعات الذكورية.
ينشط في الجمعيات البارزة حالياً في مجال الدفاع عن حقوق المرأة عدد كبير من الشابات، من بين هؤلاء حياة مرشاد الناشطة في حملة "جنسيتي حق لي ولأسرتي" التي ترى ان غالبية الجمعيات النسوية تفتقد الى عنصر الشباب"، مما يدخلها في ركود قاتل، فتنحصر نشاطاتها بمحاضرة للتوعية وورشة تدريبية".
وتعتبر مرشاد ان العناصر الشابة هي التي تدفع الجمعيات نحو تحركات ضاغطة على الارض" وهذه التحركات هي في طبيعة الحال الانشطة الفاعلة والمحققة لقضايا المرأة"، وتحمل المجتمع الذكوري مسؤولية الصورة الشائعة عن الجمعيات النسوية "فنحن في مجتمع يسعى دائما الى تحييد المرأة، حتى الامهات لا تشجعن بناتهن على الانخراط في الجمعيات النسوية".
وفي مقارنة ما بين الجمعيات التي تضم نسبة كبيرة من العناصر الشابة والاخرى، ترى مرشاد ان "الاولى اكثر فاعلية وتملك القدرة على الضغط والوصول الى الاهداف المرجوة، وهذه هي حال بعض الجمعيات، مثل "كفى" و"نسوية" وحملة "جنسيتي حق لي ولأسرتي".
فرح قبيسي الناشطة في جمعية "نسوية" تعيد سبب النظرة النمطية للناشطات في ثلاث جمعيات حقوق المرأة الى امرين "الاول يتعلق بالمجتمع الذي ينظر الى الامور نظرة ذكورية بحت، ويسقط على النساء الناشطات في تلك الجمعيات صفات معينة جاهزة، مثل: كارهات الرجال، مسترجلات، لا يحببن ممارسة الجنس". الأمر الثاني عجز بعض الجمعيات النسوية عن تجديد الاجيال فيها.
بدورها ترى مايا عمار الناشطة في جمعية "كفى" ان معظم الجمعيات النسائية بدأت "جمعيات خيرية في فترة زمنية معينة، وعدم قدرة هذه الجمعيات على استقطاب اعضاء جدد، وخاصة من الفئات الشابة ادى الى تكريس عدد قليل من النساء في عمر معيّن في نشاط تلك الجمعيات".
وتعتبر عمار انها من الجيل الذي يمتلك الوعي الكافي عن حقوق المرأة"، وهذا الوعي هو الذي دفعني الى التوجه نحو "كفى".
وتضيف: "ان وجود عناصر شابة في الجمعيات عموما يزيد من فاعلية تلك الجمعيات ونشاطها".

السابق
مذكرات فتاة صلعاء
التالي
قانون الستين مَيت