في مشهد تاريخي تابعه الملايين حول العالم على شاشات التلفزيون، تصاعد مساء أمس دخان أسود من مدخنة كنيسة سيكستين في الفاتيكان، مؤذنا انتهاء اليوم الاول، وأن الكرادلة الذين يعقدون مجمعهم في ظل الجداريات الرائعة، لم يوفقوا في دورة الاقتراع الأولى في اختيار البابا الـ 266 للكنيسة الكاثوليكية.
وبدءا من اليوم، تجرى اربع دورات اقتراع يومياً، اثنتان صباحا واثنتان بعد الظهر.
واستنادا الى الخبراء في شؤون الفاتيكان وفي حال عدم حصول مفاجآت، يرتقب ان تكون مدة المجمع قصيرة، يومين الى اربعة ايام حداً اقصى.
ويتوقع مختصون في الشأن الفاتيكاني أن تزيد هذه الظروف من احتمالات انتخاب واحد من "كرادلة الظل"، أي أولئك الذين لم تتداول أسماءهم وسائلُ الإعلام في الفترة الأخيرة ويتمتعون بالصفات التي قد تجعل منهم مرشحي تسوية. ومن الأسماء التي تبرز في هذه المعادلة الكاردينال الإيطالي جيانفرانكو رافاسي المسؤول عن "الثقافة والحوار بين الإيمان والإلحاد".
وبموجب تقليد دائم وصارم موروث من القرون الوسطى، نقلت وقائعه مباشرة على شاشة عملاقة في ساحة بازيليك القديس بطرس، قال مسؤول الاحتفالات الليتورجية الحبرية المونسنيور غويدو ماريني بصوت قوي ومهيب "اكسترا اومنيس" (الجميع الى الخارج). وعلى الفور،غادر غير المعنيين بعملية التصويت، بمن فيهم المحتفلون بالقداس وممثلو وسائل الاعلام الفاتيكانية وحتى السكرتير الشخصي لببنيديكتوس الـ 16 يورغ غانسفين والناطق باسم الفاتيكان الأب فيديريكو لومباردي، الكنيسة. ثم أوصد المونسنيور ماريني باب الكنيسة وأقفله بالمفتاح ليبدأ المجمع.
ويبدأ المجمع عادة بـ"تأمل" لكاردينال في السابعة والثمانين من عمره هو بروسبر غريش قبل أن يغادر بدوره كنيسة سيكستين.
وفي عزلة تامة، بدأ الكرادلة مداولاتهم، بينما كانت الجموع تتزايد في ساحة بازيليك القديس بطرس، وأنظارها كما أنظار العالم، على مدخنة الكنيسة التي صارت صلة الوصل الوحيدة بين ما يجري في الداخل والخارج. الا أن الانتظار لم يدم طويلا، وارتفع دخان أسود داكن لم يترك مجالا للشك في أن نتيجة دورة الاقتراع الأولى للكرادلة جاءت سلبية، وكان الساعة 6:31 بالتوقيت المحلي، 7:31 بتوقيت بيروت.
وينتخب البابا بغالبية الثلثين من اصوات الكرادلة، أي 77 صوتاً. وتحرق كل أوراق الاقتراع في نهاية النهار لمحو اي اثر للتصويت السري الذي لا يمكن الكرادلة التحدث عنه حتى بعد فترة طويلة من انعقاد المجمع.
