درب (الزلق) بين تشافيز وأحمدي نجاد

 

 بشرنا الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد على جاري عادته في التبشير بالمعجزات والخوارق، بأن الرئيس هوغو تشافيز، فقيد جمهورية فنزويلا، سيظهر مع المهدي المنتظر (ع).

وهذا قد يعني أن الرئيس أحمدي نجاد، يعتقد بأن تشافيز حي لم يمت… مع التنبيه إلى أن معتقد الشيعة الإمامية الاثني عشرية، هو أن المهدي (ع) المنتظر حي لم يمت، أي أنه ولد، لا انه قام من الموت، وأن السيد المسيح، الذي يظهر معه ويصلي خلفه في مكة أو بيت المقدس، حي لم يمت كذلك، لأن الغالب على معتقد المسلمين، أنه رفع الى السماء (كما في القرآن)، من دون موت كما يعتقد المسيحيون. هذا إعمالاً لقاعدة المساواة، بين الأشباه والنظائر، فيما يعود الى تناظرها، وضرورة تعميم ما يترتب عليه أو يناسبه فلا يصح أن يكون نظيرا، وإن كان أقل رتبة من نظيريه، ميتاً (تشافيز) والآخران حيين. المهدي والمسيح (ع) في مثالنا.
 
 وسؤالنا هل شعر الرئيس محمود احمدي نجاد، أصالة عن نفسه ونيابة عن شركائه في السلطة الايرانية، أنهم يعانون من مفارقة أو تناقض أو ازدواجية، بين حزنهم المعلوم والمفهوم والجميل على الحسين (ع).
وبين الحزن المفترض والمنسجم، على أطفال سورية على الأقل، وبصرف النظر عن شهداء الجيش السوري الحر الذين لا يعترفون بشهادتهم؟ فأسقطوا احزانهم، الخارجة قهراً عن سياقها وذاكرتها الحسينية، على حاكم مركزي شيوعي، لم يتعرض هو أو أحد من أرحامه أو أحبابه، من صغار العائلة أو كبارها أو الحزب أو الحكومة، الى فقأ العين أو بتر اطراف أو جدع أنف أو قلع لسان أو قطع رقبة، أو استئصال حنجرة، أو أعضاء تناسلية غضّة وطرية، طراوة الفستق الحلبي قبل تجفيفه. أو طراوة الكافيار الواصل لتوه من بحر قزوين أو الخزر؟ ولا تعرض أحد منهم أو كلهم، وهم نائمون على قلق وصقيع، وأمل بغد يحمل رغيفاً من خبز جاف… أو نسمة من حرية… لصاروخ سكود مزق السكون، وجعل عائلات بكاملها هشيماً تذروه الرياح، وطعاماً للهوام!
هل ننتظر أن يأتي يوم يتفرغ فيه الرئيس أحمدي نجاد لعقلنا وعواطفنا؟ بعد خلاص إيران من رئاسته؟ ويعدنا بعودة الرئيس فيدل كاسترو (كوبا) أمد الله في عمره الشريف، حياً اذا مات… ولم يمت؟… مع المهدي (ع) والمسيح (ع) وتشافيز (؟)؟ وهل يمكن ان نُجري هذا الحكم، بمفعول رجعي، الى الرفيق ستالين؟ ولماذا نحرم سوموزا (مستبد نيكاراغوا المعروف) وينيوشيه (جزار تشيلي) وامثالهما من المستبدين والجزارين من هذه الفضيلة؟ أي نعمة الخلود والرجعة التي يستحقونها بما مارسوا من فعل قتل؟ وما المعايير التي يستخدمها الرئيس محمود احمدي نجاد وغيره، في منح الخلود، وفضيلة خلاص البشرية أو المؤمنين أو المسلمين، لهذا الشخص دون ذاك أو ذلك، مع أن الظاهر انه يعتمد على أمر واحد يجمع بينهم، وهو الاستبداد! فهل الاستبداد والفساد والقمع مؤهل للزعامة والخلود والخلاصية أو النشورية؟!
وهذا، بالمعايير السياسية، اكثر من ممانعة، فهل تمسح الممانعة الجرائم والكبائر في حق الشعوب والأوطان أو تدعو الى الفتك بمصائر الشعوب وحرياتها وكراماتها وخبزها ودمها وعمران بلادها؟!
في الختام… هل نحن على موعد مع تعميم استخدام مصطلح رفيق في أدبياتنا الاسلامية بدل غيره من الالقاب والنعوت الدينية أو الحوزوية، أو أن تشافيز الذي نقدر، وان اختلفنا بناء على ما ذاقته الشيوعية من ويلات… ونحترم حزن الحزانى حقاً عليه من محبيه الكثر… قد اصبح مؤهلاً للقب ديني اسلامي وتقدير ولائي؟ حرم منه مؤسسون أمثال حسين علي منتظري، ومهدي كروبي، ومير حسين موسوي! ولن ننسى عذابات العلامة السيد محمد حسين فضل الله والامام محمد مهدي شمس الدين.


 

السابق
الرئيس سليمان: 25 في المئة تقريبا من سكان لبنان هم لاجئون
التالي
هل يعاقب لبنان بسبب انحيازه للأسد؟