خطر حزب الله في قِمَم الجبال وعلى رؤوس اللبنانيين

يوماً بعد يوم، يُثبت «حزب الله» أنه يعمل لخدمة مصالح غير لبنانية، خصوصاً بعد الأخبار المتناقلة عن بناء محطات تجَسّس على قمم جبال لبنان الغربية تزوّد إيران بمعلومات مهمة.

تشير معلومات متداولة الى أنّ السلسلة الجبلية الممتدة من جزين مروراً بجبال كسروان وجبيل وتنورين وصولاً الى عكار، باتت تحت قبضة "حزب الله". وهو يَبني محطات تجسّس تنقل المعلومات الى إيران، ما يؤشّر الى أنّ لبنان عموماً، والمناطق المسيحية خصوصاً، باتت تحت أعيُن الحزب، بعدما كان بعيداً عنها في السابق.

هذه المعلومات يؤكدها عضو كتلة "الكتائب" النائب ايلي ماروني، فيقول لـ"الجمهورية" إنّ "حزب الله يتمادى بمَدّ شبكات الاتصالات وزَرعها في المناطق كافة، ويسيطر على قِمَم الجبال من دون أن تسأله الدولة ماذا تفعل؟"، عازياً ذلك الى سياسة الحزب "الذي عَمِل على إضعاف الدولة ليتصرّف كما يحلو له".

وهنا يسأل المواطنون عن دور الدولة، وخصوصاً وزارة الاتصالات الموجودة في قبضة "التيار الوطني الحرّ" المُنادي باسترجاع حقوق المسيحيين. وفي هذا الإطار يرى عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد الضاهر، في حديث لـ"الجمهورية"، أنّ "احتلال بيروت في 7 أيار يعود الى شبكة الاتصالات الخاصة بـ"حزب الله"، والمعلومات المؤكدة هي أنّ الحزب أنشأ شبكة ثانية في جبال لبنان خدمة لإيران، وهو يراقب كلّ الجبال إضافة الى الضنية وعكار. علماً أنّ إرسال المعلومات إلى إيران عمالة يحاسب عليها القانون".

وإذ يسأل عن دور وزارة الاتصالات، يقول: "نفهم إصرار التيار العوني على التمَسّك بهذه الحقيبة، فالوزارة تسَهّل مَدّ الشبكة وتُسخّر أملاكها خدمة لـ"حزب الله"، وحادثة ترشيش أبرز مثال على ذلك".

الى ذلك، لم يأبه "حزب الله" بإدخال لبنان أتون الحرب السورية، وبقي مصرّاً على خوض الحرب الى جانب نظام بشار الاسد والدفاع عنه حتى الرمق الأخير. ويستبسل الحزب في الدفاع عن النظام السوري لخوفه من قطع طريق الإمداد الإيراني، على رغم معرفته أنّ النظام لن يدوم الى الأبد، وهو آيل للسقوط.

يرخي هذا القتال، إضافة الى شبكة الاتصالات، بظلاله على الساحة اللبنانية المَأزومة أصلاً. فهو يناقض سياسة حكومته التي تدّعي "النأي بالنفس"، فهي تنأى عن مساعدة النازحين وتتغاضى عن تصرفات الحزب. فقتاله في سوريا تواجهه الحكومة بغياب الموقف، وكأنّها موافقة على القتال الى جانب النظام الذي يدعم بقاءَها بعدما أتت بانقلاب أراده هو، أو أنها لا تستطيع القيام بأيّ فِعل لأنّ "حزب الله" يسيطر عليها، والرئيس نجيب ميقاتي لا يَقوى على معاندته.

وإضافة الى قتال الحزب في سوريا، يَبرز الاتهام الواضح والصريح من القضاء البلغاري بتورّطه في انفجار بورغاس وتسلّم وزارة الخارجية الاتهام البلغاري حيث لم تُحرّك الحكومة اللبنانية ساكناً، من دون أن ننسى القرار الصادر من القضاء اللبناني في حقّ القيادي في الحزب محمود الحايك المتهم بمحاولة اغتيال النائب بطرس حرب.

هذه الأحدث تُضاف الى مجموعة من الاتهامات التي تلاحق الحزب، من تدَخّله في البحرين وبناء خلايا في دوَل الخليج لاستثارة الشيعة وتحريضهم للانتفاض على النظام في دوَلهم، وصولاً الى التهم التي تُساق ضده ببناء شبكات المخدرات في أميركا الشمالية والإفادة منها لتمويل أعماله الحربية بعدما باتت إيران عاجزة عن تأمين معظم التكاليف نتيجة الحصار الدولي المفروض عليها.

إنّ ما يفعله "حزب الله" هو تعريض مصالح اللبنانيين في الخارج للخطر، فبعد إلقاء القبض على الخلية التي تهرّب السلاح في مصر بقيادة محمد يوسف منصور، المعروف بسامي شهاب، أصبح اللبناني يُفتَّش لساعات في مطار القاهرة، وكذلك الامر في أميركا، واليوم في أوروبا، في ضوء المسعى إلى إضافة الحزب على لائحة الارهاب. والأخطر ما يحصل في الخليج، حيث يعرّضهم السيّد حسن نصرالله للخطر بعد كلّ خطاب يُلقيه.

اما في سوريا، فهو لا يحسب حساباً لِما بعد سقوط الاسد واستلام المعارضة الحكم، فيَبني عداءً من الان مع نظام ما بعد الثورة، كما انه يجرّ الجيش الحر الى الردّ داخل الاراضي اللبنانية ويُدخل الشعب اللبناني حرباً هو في غِنى عنها.  

السابق
إذا كانت إسرائيل تخشى سلاح المقاومة فلماذا لا تذهب الى السلام بدل الحرب؟
التالي
إسلاموفوبيا الممانعين