الجمهورية: تداول التمديد للمـجلس على مرحلتين وإتفاق 14 اذار وجنبلاط

كلّ المعطيات المتوافرة لغاية اللحظة تفيد بأنّ التمديد هو سيّد الموقف، وإلّا كيف يمكن تفسير الرفض التخويني لقوى 8 آذار لقانون الـ60، لدرجة "أمركة" رئيسي الجمهورية ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي، لمجرّد أنّهما التزما تطبيق ما ينصّ عليه الدستور من آليات قانونية، فيما هذه القوى لا تطرح ولا تسعى لقانون بديل يحظى بتوافق وطنيّ ينقذ البلاد من كارثية التمديد والفراغ؟ وكيف يمكن تفسير تراجع "الأرثوذكسي" من المادة السجاليّة الأولى من قِبل الفريق الذي شرب نخب التصويت عليه في اللجان المشتركة؟ وكيف يمكن تفسير الاستناد إلى المُهل الدستورية والوسائل التقنية لإسقاط الـ60 من دون المبادرة إلى إقرار قانون جديد يلغي فوراً وحكماً القانون الذي سبقه؟

يفتتح اليوم باب الترشّح للانتخابات على وقع شعور عام ينتاب المواطنين والمرشحين بأنّ هذا الإجراء مجرّد خطوة شكلية، في ظلّ الإصرار على إسقاط الـ60 من باب هيئة الإشراف على الانتخابات، خصوصاً أنّ المهلة تنتهي في 22 من الجاري، وعلى وقع التهديد الذي أطلقه أحد النواب العونيّين بأنّ "أيّ شخص يقدّم ترشيحه، وخاصة من المسيحيين، سيتحمّل كلفة معنوية وسياسية كبيرة أمام الرأي العام المسيحي".

وفي موازاة رصد حجم حركة الترشيح أو عدمها يكثر الحديث عن التمديد على مرحلتين، أولى حتى أيلول تحت عنوان تقنيّ، تليها مرحلة أخرى تمتدّ لسنة أو سنتين تحت عنوان سياسيّ، في محاولة لامتصاص النقمة وتطويق انعكاسات التمديد، فيما أنّ هذه العملية تفاقم من أزمة النظام السياسي في ظلّ السعي المتواصل والمبرمج لإظهار أنّ هذه الأزمة غير قابلة للعلاج قبل إعادة النظر في الدستور وربّما الميثاق.

الجسر

واستبعد عضو كتلة "المستقبل" النائب سمير الجسر "تأجيل الانتخابات إذا جرى التوافق على القانون المختلط"، وأكّد أنّ "المستقبل" توصّل مع حلفائه في 14 آذار والنائب وليد جنبلاط إلى اتّفاق نهائيّ على صيغة 68 نائباً على أساس أكثري و60 على أساس نسبي". ولفت إلى أنّ جنبلاط الذي ينسّق مع الرئيس نبيه برّي "لم يصلنا منه جواب بعد حول موقف 8 آذار من القانون المختلط".

أبي رميا

وأكّد عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب سيمون أبي رميا أنّ "التيار ما زال مصرّاً على "الأرثوذكسي" والذهاب به الى التصويت حتّى لو اتّفق الجميع على قانون مختلط"، واعتبر أنّ "الرئيس بري لم يدعُ الى جلسة لترك الباب مفتوحاً على التوافق"، وشدّد على أنّهم "ضدّ تأجيل الانتخابات ومع احترام المهل الدستورية، لأنّ الجوّ ملائم للتيّار حاليّاً، ومصلحتنا إتمامها بعد تضعضع قوى "14 آذار" وخلافاتها الداخلية، وفشل رهاناتها الإقليمية، والتخوّف من المدّ الاسلامي الذي نحذّر منه"، مبدياً خشيته "من تبديل "القوات" موقفها من "الأرثوذكسي" وتأثّرها بكلام السفيرة الأميركية مورا كونيللي".

ميقاتي و "حزب الله"

ولفت ما نقلته قناة "المنار" أمس "أنّه رغم الاحتقان السياسي القائم لا زال التواصل على حاله بين رئيس الحكومة و"حزب الله" بالموازاة مع تشاور مكثّف بين مكوّنات الاكثرية حول المواضيع المطروحة". واللافت في هذا الخبر إصرار "حزب الله" على تظهير أنّ هناك احتقاناً بين ميقاتي والحزب، وطبعاً على خلفية توقيع رئيس الحكومة مرسوم دعوة الهيئات الناخبة، وموضوع وزير الخارجية عدنان منصور الذي قال للـ"أم.تي.في." أمس إنّ "رسالة ميقاتي لم تكن شديدة اللهجة، في مقابل تأكيد الحزب أنّ هذا الاحتقان لم يحُل دون إبقاء التواصل على حاله بين الجانبين.

وجاء موقف منصور ردّاً على ما كان عمّمه رئيس الحكومة بأنّ رسالته شديدة اللهجة، وبالتالي السؤال هل سيبقى ميقاتي ملتزماً بسرّية مضمون الرسالة بعد موقف منصور؟

سقوط النظام والحزب

ورأى نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم حول خيارات الحزب إذا سقط النظام في سوريا أنّه "لو افترضنا سقوط النظام فإنّ آثاره على "حزب الله" ستكون محدودة جدّاً جدّاً جدّاً، والسبب في ذلك أنّ تكوين وتركيبة "حزب الله" هو تكوين لبنانيّ داخليّ له طريقته في الإدارة وله خصوصيّاته الشعبية، بمعنى آخر، "حزب الله" ليس ملحقاً لا لدولة ولا لحزب آخر خارج الحدود، "حزب الله" حزب قائم بذاته وكبير بتضحيات أبنائه".

سليمان وميقاتي

وكان رئيس الجمهورية عرض أمس مع رئيس الحكومة للأوضاع والملفات المطروحة، ولا سيّما منها قانون الانتخاب، فضلاً عن جلسة الحكومة المرتقبة في 21 الجاري وتشكيل هيئة الإشراف على الانتخابات.

وجاء هذا اللقاء عشية توجّه رئيس الجمهورية صباح غد إلى السنغال في بداية جولته الإفريقية التي ستشمل أربع دول، يرافقه خلالها وفد وزاريّ كبير يضمّ نائب رئيس الحكومة سمير مقبل، ووزراء الأشغال غازي العريضي، الصحّة علي حسن خليل، الزراعة حسين الحاج حسن، السياحة فادي عبّود، الخارجية عدنان منصور، والشباب والرياضة فيصل كرامي، فضلاً عن المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم ووفد كبير من رجال الأعمال والمصرفيّين، ووفد إداريّ وإعلامي.

لا استقالة للحكومة

وقالت مصادر ميقاتي لـ"الجمهورية" إنّ "ما تردّد عن مواعيد لاستقالة الحكومة ومنها 21 الجاري، ربطاً بمصير سلسلة الرتب والرواتب، لا أساس له من الصحّة، إذ مهما تراكمت الخلافات حول بعض الملفّات فإنّ ذلك لن يقود الى الاستقالة. فالحكومة موجودة ومستعدّة للمشاركة في البحث عن الحلول لكلّ القضايا المطروحة لأنّ من مهامّها العمل على حلحلتها مع المعنيين في كلّ القطاعات".

وأضافت أنّ رئيس الحكومة سيخصّص وقتاً واسعاً هذا الأسبوع للبحث في موارد السلسلة، وسيرأس اليوم اجتماعاً للّجنة الوزراية المكلّفة متابعة شؤون النازحين السوريّين بعدما تزايدت الأعداد والحاجات بشكل لم يكن متوقّعاً.

مجلس وزراء غداً

وقبل ظهر غد الثلثاء يعود مجلس الوزراء الى الاجتماع في السراي الكبير. وعلمت "الجمهورية" أنّ جدول اعمال الجلسة يتضمّن 51 بنداً، وأبرز ما يتضمّنه تقرير وزارة الطاقة المتعلق بالمناقصة الجديدة التي أجريت حول تشغيل وصيانة معمل دير عمار وما آلت اليه، بعدما أُلغِيت الأولى. ويغيب عن الجلسة ما يتّصل بتحرّك هيئة التنسيق النقابية وموارد سلسلة الرتب والرواتب التي خُصص بحثها في جلسة 21 الجاري في القصر الجمهوري.

"هيئة الإشراف"

وقبل 48 ساعة على انعقاد الجلسة لم تحسم المراجع المعنية عبر "الجمهورية" ما إذا كان رئيس الحكومة سيطرح من خارج جدول الأعمال موضوع تشكيل الهيئة المكلّفة الإشراف على الانتخابات النيابية، والتي ستلتئم من أجل البحث فيها الهيئةُ العليا للإستشارات في وزارة العدل بكامل أعضائها برئاسة وزير العدل شكيب قرطباوي توصّلاً إلى تقرير نهائيّ يعدّه رؤساء الهيئات القضائية في الوزارة بعدما كُلّفوا بالمهمّة من قبل وزير العدل، كلٌّ بحسب اختصاصه، تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء.

جلسة خاصة لموازنة 2013

وقالت مصادر حكومية لـ"الجمهورية" إنّه من المستبعد أن توزّع الأمانة العامة لمجلس الوزراء مشروع قانون الموازنة الجديد على الوزراء اليوم أو غداً، وهو المشروع الذي أعدّه وأنجزه وزير المال محمد الصفدي بالصيغة الجديدة والنهائية قبل يومين. وأكّدت أنّ المشروع سيكون على جدول أعمال جلسة خاصة سيبحث فيها بعد التفرّغ من ملف موارد السلسلة وقانون الانتخاب.

وفد أميركي في بيروت

إلى ذلك تتّجه الأنظار الى الزيارة التي يقوم بها وفد أميركي يضمّ نائب وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى لورنس سيلفرمن ونائب وزير الشؤون الديبلوماسية للطاقة أموس هوشستين اللذين سيجولان بدءاً من صباح اليوم على رئيس الجمهورية ورئيسَي مجلس النواب والحكومة، ترافقهما السفيرة الأميركية في بيروت للبحث في آخر التطوّرات على الساحتين المحلّية والإقليمية.

وعلمت "الجمهورية" أنّ الوفد الأميركي سيلتقي في زيارته التي ستمتدّ الى ما بعد غد الأربعاء عدداً من القيادات السياسية والحزبية في إطار جولة استطلاعية تتناول مختلف الملفّات التي تعنى بها الإدارة الأميركية في ضوء توجّهات القيادة الجديدة. كما يلتقي الوفد بعد ظهر اليوم وزير الطاقة والمياه جبران باسيل بحضور أعضاء الهيئة الجديدة لإدارة القطاع للبحث في التحضيرات الجارية لإطلاق المناقصات الخاصة بالتنقيب عن الثروة النفطية في المياه اللبنانية والتوجّه الى التوسّع بها باتّجاه البرّ.

الهيئات الاقتصادية في الرياض

وفي خطوة لافتة قام أمس وفد من رؤساء الهيئات الإقتصادية برئاسة الوزير السابق عدنان القصّار بزيارة الى المملكة العربية السعودية، التقى في خلالها النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير مقرن بن عبد العزيز في قصره في الرياض، حيث قدّم له التهنئة لمناسبة تولّيه منصبه الجديد، وبحث معه العلاقات اللبنانية – السعودية.

وقال بيان رسميّ عن الزيارة بأنّ الأمير مقرن رحّب بالوفد، نافياً "ما يُشاع عن توجّه المملكة لاتّخاذ إجراءات بحقّ اللبنانيين العاملين فيها"، ومؤكّداً "أنّ لا نيّة لدى المملكة بسحب أيّ ودائع سعودية، سواءٌ من قبل المستثمرين أو من قبل الحكومة، من المصارف اللبنانية"، مشيراً إلى "أنّ الأمر لا يعدو كونه إشاعة ".

وكشفت مصادر مطلعة لـ"الجمهورية" أنّ الامير مقرن اوضح "أنّ الاستياء الذي عبّرت عنه المملكة مردُّه إلى المواقف التحريضية التي أُطلِقت وتنطوي على أهداف سياسية، خصوصاً أنّها اُطلِقت بطلب من جهات وقوى اقليمية بغرض التحريض على الفتنة والتدخّل في الشؤون الداخلية للمملكة".

وعلمت "الجمهورية" أنّ الأمير مقرن وعد الوفد بزياة قريبة الى لبنان فور ما تسمح له ظروفه بمثل هذه الزيارة.

وزار الوفد لاحقاً رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في مقرّ إقامته في الرياض، وشكّل اللقاء مناسبة لبحث الأوضاع العامّة في لبنان، ولا سيّما ما يتعلق منها بالشأنين السياسي والاقتصادي وأيضا الأمني، وأكّد المجتمعون، "أهمّية إبعاد لبنان قدر المستطاع عن مفاعيل الأزمة السورية"، و"ضرورة الكفّ عن تعريض مصالح لبنان واللبنانيين للخطر، وأهمّية اعتماد الخطاب السياسي العقلاني تجاه البلدان الخليجية التي شكّلت ولا تزال صمام أمان للبنان ولنموّه وتطوّره". كذلك تداول المجتمعون في الموضوع الإنتخابي، وجرى التأكيد على "أهمّية إجراء الانتخابات في موعدها الدستوري، بما يساعد على ترسيخ الاستقرار في لبنان".

تحرّكات هيئة التنسيق

وفي هذه الأجواء حصرت هيئة التنسيق النقابية تحرّكها اليوم بالاعتصام أمام مبنى وزارة الاتصالات وفي بئر حسن الساعة العاشرة صباحاً، والاستمرار في الإضراب المفتوح ووقف كلّ الاعمال الادارية في الوزارات والإدارات العامّة، بالإضافة الى الدعوة الى عقد جمعيات عمومية للأساتذة وطلّاب الشهادات الرسمية والأهل في جميع الثانويات والمدارس الرسمية ومعاهد التعليم المهني والتقني عند الثامنة من صباح اليوم، وذلك من أجل التأكيد على استمرار الإضراب المفتوح وتصعيد خطوات التحرّك.

وحمّلت هيئة التنسيق النقابية في بيان لها عصر امس مجدّداً الحكومة مسؤولية إطالة أمد الإضراب المفتوح، وأكّدت أن لا شيء يوقف هذا الإضراب سوى إحالة سلسلة الرتب والرواتب الى المجلس النيابي وفق الاتّفاقات والتعهّدات السابقة.

غريب

وليل أمس أوضح رئيس هيئة التنسيق النقابية حنّا غريب أنّ التحرّكات المقرّرة واضحة ومعلنة، وكشف أنّ يوم الثلاثاء سيكون يوماً مهمّاً بحيث إنّ الأهالي والطلّاب والموظفين من مختلف الإدارات والمؤسّسات العامة سيشاركوننا الاعتصام أمام وزارة التربية.

وقال إنّ "اليوم الكبير" الذي نحضّر له سيكون في الحادي والعشرين من الجاري، لملاقاة مجلس الوزراء الذي سيجتمع في القصر الجمهوري للبَتّ بمصادر تمويل السلسلة، وأعتقد بأنّه سيكون يوماً تاريخيّا بكلّ ما في الكلمة من معنى. ?
  

السابق
الأخبار: حزب الله يدعو إلى التفكير بعواقب الستين
التالي
البناء: ضباط غربيون وخليجيون يشرفون على معسكرات تدريب في تركيا